رعشة تنتاب الروح كما تنتاب الجسد .. تُغريك بالوقوف وحيدا أمام مغازلة الخسارة كفن أتقنته يداك وتركك في سلسلة من الفضاءات اللامتناهية... كائناً وحيداً صرعه الشوق حينا و أدماه الحنين أحيانا ...
عزلة تنوء عن حملها الجبال ... عذابات متكررة تتلاشى في لقاءات أُولى .. لتمارس فيك العيش في الحاضر و تُمزّق الماضي على عتبات عينين تقطران متعة هائلة في الإغراء و أسرارا لا نهائية إزاء اللحظة النابضة بالحب .. بالوضوح ... بالحلم الذي لا يمكن مقاومته .
أين أنتِ مني الآن ؟؟
للصمت رائحة الليل ينهمر على نوافذ حزني ... يتسلل إلى كينونة وجودي معلَّقا على العتبات ... استند بكل اللغط المنتشر في صيرورتي ... ادفع بكل روحي ... أراهن بالمتبقي في العمر المختبئ وراء الخير و الشر ... و النازف لطفولة تشبثت بالانفلات من المنطق الزائف .. مندفعا بكل جنوني ... ثملا أترنح بموسيقى اللهب تشعلني أياما محمومة و اتجاهات مشرقة تضج في رأس الكون.
أسمع نحيب قلبك كما لو أني اسمع الصمت يهذي خجلا أمام روحك تقف في داخلي تُنير العتم و تمزج الآمال بالأحلام .
انثر فزعي و خوفي حين أجدني أعشق ... و تكملين ... احلم و تعيشين ... أخسر و تربحين ... أضل و تهتدين ... أصل و تبكين.
ليسقط الخوف ... آمنت بك كرجل آمن بسمائه ... فلتتحقق النبوءة .
أين أنتِ مني الآن ؟؟
مُعلقا في العيون .. أستبيح الحلم الراعش بين أهدابك ... يتركني طوعا ... أعيشك ... أتنفسك و يتركني مترنحا كخلخال في أرجل الأيام خارج دوائر عينيك.
عيناك وجد يُفضي إلى حياة لها شكل الحياة.
وحيدا أدغدغ الرعشة العالقة على الشفاه .. أسأل طيفك هل مر بقلبي قبل الآن ... هل رأيتك في حلم تسلل على سطوري ... ثم وجدتك من حيث فقدتك ... ليتني كنت مُجرد حلم و لا تختفين من حياتي.
ليتني بقيت فكرة هائمة .. عبث البحر في جسده و أخذه إلى أعماقه ... أراح عقله قبل أن يريح قلبه.
أيا هذا القلب أما آن لك أن تستريح ... أما آن لتمردك يأخذك إلى سقوط مريع يمنحك النور و البكاء المفرط للفرح.
للصخب صمت يشبه تبدّل الأرض من تحت أقدام ساكنيها ... و للقلب صخبٌ ينأى به صوب عوالم متناثرة من إدراك الوهج المنساب في تلك العينين ...
يسرقني الليل إليك .. منك .. من سكنات تحرك المتدفق فينا ... تُحرّك أرواحنا للتحرش بلذات غمرتنا ... و تركتنا نستعين بلمسات الحلم تحف أجنحته شواطئ عبرناها بمحض حب أدخلنا أعماقه ...
أيا هذه الأعماق .. أما آن لهذا القلب أن يستريح !