بكل بساطة تجد لديهم حلا لكل مشكلة، وكل معضلة، وفي كل مرة تذهب اليهم يعطونك الامل في تحقيق المستحيل تماما مثلما يفعل السياسيون !!
ان كنت تسعى لتملك قلب «حبيب» .. فالمسألة في غاية البساطة فقط ماعليك سوى إحضار «لسان حمار» بشرط أن يكون «الحمار» لونه أبيض، وحواجبه «شقر»، وعيونه «عسليات»، و «عزابي»، وأن تكون أمه قد ترملت بعد ولادته بثلاثة أشهر.. وكذلك عرف «ديك» مطلق، ولم يمارس الحياة الزوجية منذ 3 أعوام، ويصحو بعد أذان الظهر !!

اما إذا كنت تسعين سيدتي لتثبيت الزوج وان لا يفكر نهائيا في الزواج عليك.. فالمسألة فيها شيء من التعقيد.,. فقط ما عليك سيدتي إلا ان تحضري أظافر «هدهد» ارمل.. وأشواك «قنفذ» هامل.. وريشة من «طاووس» عاطل من العمل.. بالاضافة الى «جوز جرابات» لبسهما زوجك ثلاثة أيام، و «شباح» يلبسه زوجك في العطل والاعياد الرسمية، و «ملعقة» أكل بها سابقا «مقلوبة»، وثلاث شعرات من «شاربه»، و «أظفر» من رجله «الشمال» ، ومنديل «مخّط» به أثناء متابعة مباراة كرة قدم.. نعلم أننا أثقلنا عليك بالطلبات لكن طلبك سيدتي أيضا في غاية الصعوبة لذلك حتى تحصلي على نتائج موثوقة عليك أن تحضري لنا أيضا «دمعة» من عين «حماتك» وفردة «شبشب» من إحدى شقيقات زوجك، وذلك حتى نضمنك زوجة وحيدة له مدى العمر، ونرد عنك كيد الكائدين !!

اما إذا كانت المسألة متعلقة بفك «السحر» .. فالمسألة فيها بعض الصعوبة.. فنحتاج الى مخ «ضبع» يكون وجه من وجوه ربعه، وشعر «قط أسود» متزوج على زوجته، و «منقار « غراب متقاعد من الضمان، و «سلحفاة» من مخلفات الحرب العالمية الاولى.. و «حليب» بقرة حردانة في بيت أهلها، و «جلد» أفعى خريجة علم اجتماع، ومن ثم علينا إحضار بعض أنواع البخور الموجودة فقط في بلدة «جمشيدبور» الهندية.. وبشرط ان لا تستحم لمدة 40 يوما !!

إذا بحمار عيونه «عسلية» وديك من دار المسنين.. يزرعون فينا الامل بتقريب «الحبيب» .. وبهدهد أرمل و «قنفذ» هامل.. يريدون رد كيد الكائدين، وبسلحفاة من مخلفات الحرب العالمية الاولى و «بقرة» حردانة.. يريدون فك «السحر» ..

مثلما يفعل المشعوذون يفعل السياسيون في حكوماتنا العربية.. يحضرون لنا أسودا لا تزأر، وديوكا من دار المسنين، وصقورا لا تطير، ونعامة لا ترفع رأسها.. ويريدون أن يفكوا أسر فلسطين، ويحققوا «المستحيل»، ويقربوا لنا المستقبل والعيش في نعيم.. كذب السياسيون أيضا ولو وعدوا !!
تشابه المشعوذون والسياسيون: يرطم كلاهما «أشتاتا أشتوت» وفي النهاية «نأكل الشلوت» !!
(العرب اليوم)