المنافق في الاخرة حكمهُ حكم الكافر ويقول الله تعالى "ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار" وقد افرد الله سبحانه وتعالى سورة قرآنية للمنافقين ووصفهم فيها قائلا "وإذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فإحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون".

عانى الرسول عليه الصلاة والسلام في بداية الدعوة وخلالها معاناة كبيرة من المنافقين الذين كانوا يدعون انهم مع الدعوة في العلن وهم ضدها في الباطل وكانوا يسيؤون للرسول ومن معه بطرق خبيثة واساليب قذرة تعبر عن حالتهم وهم كانوا من الظانين بالله ظن السوء ولذلك لعنهم الله واعد لهم جهنم وكانوا ايضا يستهزؤون بآيات الله ويتسترون ببعض الاعمال المشروعة للإضرار بالمؤمنين وكذلك للتفريق ببينهم والدس والوقيعة وإشعال نيران الفتن وإستغلال الخلافات وتوسيعها بالاضافة الى انهم يعملون على الافساد بالارض ويقول الله فيهم " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون".

وهم من يرمون الناس بالسفه عندما يقول سبحانه وتعالى عنهم " وإذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء" ، وكذلك يعملون على مخادعة المسلمين والصدود عما انزل الله تعالى وعدم الرضى والتربص بالمؤمنين والافساد بين المؤمنين وخيانة الامانة وقطع الارحام والاستخفاف بالناس وسعيهم للفاحشة وفرحهم لمصائب الاخرين ويحلفون كذبا ويخلفون الوعد ويخونون الامانة ويعيبون الاعمال الصالحة ويعملون على تثبيط الانجازات .

وهناك الكثير الكثير ممن صفات المنافقين ولكننا نريد ان نتحدث عن منافقي الوقت الراهن وهم كثر ولكن للاسف فإنهم يحظون بثقة اولى الامر وهم الاقرب لهم كما يحظون بثقة مرؤسيهم اكثر من زملائهم في العمل ومن خلال صفاتعم التي ذكرها الله تعالى في منزله الحكيم ينفذون الى قلوب مرؤسيهم لأنهم اي "المرؤوسين" الذين يقبلون بهم يكونوا من فئة الناس الذين لاثقة لهم بانفسهم وهم يسعون دائما الى هذه النوعية من الناس ً.

المنافقون موجودون وللاسف هم من يتمتعون بكامل الامتيازات الدنيوية بخلاف ما كانوا عليه زمن سيد الخلق الرسول صلاة الله عليه وسلم الذي كان كاشفهم ولا يقربهم اليه بل هم يسعون الى ضعاف القلوب لثنيهم عن إيمانهم بالطرق الخبيثة، فالمنافق هو الذي يعمل على جعل الصفات التي ذكرها الله عنهم اسلوبا لحياته في تعامله مع الاخرين وهم يكذبون ويحلفون بالكذب ويعملون على الاساءة وتعزيز الفرقة يين الناس ليبقوا هم سادة الموقف ويصفون الناس بصفات سيئة على اعتبار انهم هم الافضل ويعملون على تحريف الكلم في غير موضعه والتدليس في نقل الحقائق والعمل على زيادة الهوة بين الناس ليبقوا هم الاقرب لاصحاب القرار.

للأسف هنالك من المسؤولين عندنا من يجد انهم هم الافضل رغم معرفتهم بنفاقهم فأحد كبار المسؤولين اسر لي قائلا "ان إنسان ينافق لي ويمدحني افضل من اي انسان ينتقدني حتى لو كان هدفه تقويم إعوجاجي" ففي كل مؤسسات الدولة نجدهم وتجد انهم هم الاقرب وهم من يحرضون على زملائهم لانهم يعرفون بفساد مسؤوليهم ويبتزونهم فاحذروهم واحذروا اسيادهم قاتلهم الله.