السيسي يأمر التصدي بقوة لظاهرة التحرش الجنسي
10-06-2014 10:47 PM
عمون - (رويترز) - قال متحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر الثلاثاء إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر وزير الداخلية بالتصدي بقوة لظاهرة التحرش الجنسي.
يأتي ذلك بعد احتجاز السلطات لسبعة رجال بتهمة الاعتداء على فتيات قرب ميدان التحرير بوسط القاهرة أثناء الاحتفالات بتنصيب السيسي رئيسا لمصر.
وأقرت مصر تعديلا قانونيا الأسبوع الماضي يعاقب مرتكب التحرش الجنسي بالسجن ستة أشهر على الأقل أو بغرامة قدرها ثلاثة آلاف جنيه (420 دولارا). وقالت مصادر قضائية إن احتجاز الرجال السبعة جرى بموجب التعديلات القانونية الأخيرة.
ووقع حادث التحرش مساء الأحد بينما كان يشارك ألوف في احتفالات التنصيب وأثار مخاوف جديدة بشأن التزام مصر بمواجهة التحرش الجنسي.
واحتجز المشتبه بهم بعد نشر فيديو على موقع يوتيوب يوم الأحد يظهر امرأة عارية مصابة بجروح في الفخذ وهي تجر تجاه سيارة اسعاف وسط حشد كبير اثناء الليل وهو ما أثار غضبا شعبيا واسعا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة في بيان إن السيسي وجه وزير الداخلية "بضرورة إنفاذ القانون بكل حزم واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لظاهرة التحرش الدخيلة على المجتمع المصري."
وأضاف أن "الرئيس يهيب بالمواطنين القيام بدورهم المنوط بهم لإعادة إحياء الروح الحقيقية القيمية والأخلاقية في الشارع المصري... وذلك إلى جانب جهود الدولة في إنفاذ القانون."
ووقعت عدة حوادث تحرش في المظاهرات أثناء وبعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011 وكانت شائعة الحدوث في مصر خلال التجمعات الكبيرة في العشر سنوات الماضية.
وحصلت رويترز اليوم على شهادات بعض الضحايا التي تضمنت تفاصيل مروعة عن واقعة الاعتداء.
وقالت امرأة للنيابة العامة "بعد الاحتفال بتنصيب السيسى أخذت طفلتي 7 و9 سنوات تمهيدا للعودة إلى منزلنا وفوجئت بعدد من الشباب يدفعوننا إلى شارع جانبي بالقرب من ميدان التحرير وأخرج أحدهم مطواة وهددني بالضرب بها إذا لم أتحرك معهم."
وأضافت "توسلت لهم أن يتركوا طفلتي ويأخذونني أنا في محاولة مني باستعاطفهم إلا أنهم فعلوا ذلك بالفعل وألقوا بطفلتي في الارض واصطحبوني بالقوة إلى حارة جانبية وجذبني أحدهم من ملابسي ومزقها وآخر مزق بنطلوني بمطواة وحاولوا الاعتداء علي."
وقالت امرأة أخرى إن خمسة رجال سحبوها من وسط الحشود ونزعوا عنها بنطالها.
وبعد التعاطف العام مع الضحايا اللائي شوهدن في الفيديو تقدمت سبع نساء أخريات بشكاوى تفيد بأنهن تعرضن للتحرش خلال الاحتفالات بتنصيب السيسي.
ولم يتضح بشريط الفيديو إن كان المقبوض عليهم قد شاركوا في الواقعة. ونشرت وزارة الداخلية قائمة بأسمائهم ومحل إقامتهم وتتراوح أعمارهم من 19 إلى 49 عاما.
وقالت مصادر قضائية إن النيابة أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات. وأضافت أن اثنين اعترفا بتهمة الاعتداء على أنثى وأنكر الباقون أرتكابهم أي جرم.
وتحدث السيسي كثيرا عن المرأة بشكل إيجابي وعن أهميتها للمجتمع. وأمر بتكريم ضابط شرطة تمكن من إنقاذ ضحية حادث التحرش من وسط المعتدين عليها.
في البداية شعر بعض الليبراليين بالقلق من السيسي خصوصا بعد تصريحات دافع فيها عن إجراء "كشوف العذرية" على محتجات شكين من إخضاعهن لتلك الكشوف. ونفت محكمة عسكرية لاحقا إجراء هذه الكشوف.
ويقول كثيرون إن المجتمع المصري ككل بحاجة للتعامل مع ظاهرة التحرش الجنسي بجدية أكبر. وضحكت مذيعة في قناة فضائية خاصة عندما أخبرتها زميلة لها بواقعة التحرش في التحرير. وقالت "مبسوطين بقى!".
وأظهر مسح أجرته مؤسسة تومسون رويترز العام الماضي إن حالات التحرش الجنسي وختان الإناث وتزايد العنف عقب انتفاضات الربيع العربي جعلت مصر أسوأ بلد عربي للمرأة.