facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




دولة .. ام عصابة قتل!


03-03-2008 02:00 AM

رجال يهرعون الى الشوارع لإلتقاط أجساد صغيرة غضة تناثرت هنا وهناك على قارعة الطريق وفي الزوايا وتقاطعات الشوارع بعد الغارات الاسرائيلية على تجمعات الاطفال في شوارع وأزقة غزة.. اخذ هولاء الرجال بلملمة الاجساد المتناثرة والهروع مشيا على الاقدام بالاجساد التي لا زالت متكاملة منها الى اقرب سيارة اسعاف او اقرب مستشفى او عيادة صحية لعل الاطباء يتمكنون من انقاذ بعض الاطفال الذين ربما لم يفارقوا الحياة بعد..في الوقت نفسه كان بعض الاطفال يتدفقون على مسرح المجزرة يلتقطون بقايا اجساد الاطفال الشهداء ويضعونها في اكياس ورقية كانوا يحملونها معهم وهم يبكون اقرانهم الشهداء بحرقة.. كان ذلك يحدث امام اعين العالم الصامت بينما باراك وزير القتل الاسرائيلي ومساعدوه يهددون الفلسطينيين بمحرقة جديدة اسوة بالمحرقة التي قام بها هتلر ضد اجدادهم اليهود في المانيا اثناء الحرب العالمية الثانية.

نعم محرقة جديدة تفوق بظروفها ومعادلاتها ودلالتها محرقة هتلر من حيث شدة الوحشية والتطرف وشحنات الحقد التي ترافقها.. ومن حيث الفئات العمرية المستهدفة .. فالاطفال هم الاكثر استهدافا ربما لانهم الاقل قدرة على الاختباء من صواريخ وقذائف الطائرات وربما لانهم الاقل قدرة على المقاومة.. او ربما لانهم الاكثر خطرا على مستقبل دولة باراك عندما يكبرون ويتذكرون ماذا فعلت بهم طائرات اسرائيل اثناء طفولتهم بما يتعارض مع كل القوانين الدولية والاعراف الانسانية.

ان الدولة التي تتعمد اطلاق العنان لطائراتها وصواريخها لقصف التجمعات السكانية المدنية وملاعب الاطفال هي اقرب الى ان تكون عصابة قتل منها الى الدولة.. فالدولة تحسب وتتحسب لافعالها وتبتعد عن ما يسوم جيشها بالسادية والوحشية وتلتزم بمعايير السلوك الاخلاقي زمن الحرب.. هكذا هي الدولة.. نظام متوازن من القرارات والافعال التي تتسم بالعقلانية وتتبع منطق يلتزم بمعايير انسانية اخلاقية صارمة.. فعندما يقصف طفل فلسطيني ويموت.. تموت معه نفسية طفل اسرائيلي وهو يشاهد على شبكات التلفزة وشبكة الانترنت طائرات بلاده تمزق اجساد الاطفال الفلسطينيين حيث تتناثر هذه الاجساد خليطا من اللحم البشري والدماء على ارصفة الشوارع والازقة الضيقة البائسة في غزة.

لقد آن الاوان لاسرائيل ان تختار بين ان تكون دولة او عصابة قتل.. وسيكون الاختيار هنا مهما لتحديد مستقبل الدولة من حيث المبدأ في منطقة تتسم ظروفها بشدة التعقيد وقد اتصفت عبر التاريخ بكونها لم تستسلم لمعتد قط ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :