هل نعيد النظر في مناهجنا التعليمية !؟
مثقال عيسى مقطش
10-06-2014 04:15 AM
يشكل نجاح محور التربية والتعليم في حياة الامم نقطة الانطلاقة نحو تشكيل المجتمع الانموذج فكريا واقتصاديا واجتماعيا . وان الاهتمام بالعنصر البشري يبدأ منذ السنوات الاولى في عمره !
وان التركيز لا يكون فقط على المبدعين .. وانما يشمل كل الفئات في مستويات الذكاء والقدرات المختلفة . وفي دول العالم التي حققت نقلة نوعية في حقول التربية والتربية .. فلقد ايقنت اهمية التركيزعلى الابناء الصغارفي الفصول الدراسية الاولى .. والدليل هو ان النبتة التي تعتني بها في الاعوام الثلاثة الاولى من عمرها .. تكون مستقيمة وقوية الساق وثابتة الجذور وصامدة امام مؤثرات الطبيعة ! اذن .. نحن امام مرئيات ربما يتفق حول غالبيتها المفكرون والمحللون ، ولكنهم بالتأكيد يختلفوا حول البعض منها .. ونرغب التعريج على التالي :
اولا : لقد عرفوا الاقتصاد المعرفي .. بأنه يدور حول الحصول على المعرفة والمشاركة فيها .. واستخدامها وابتكارها وانتاجها بهدف تحسين نوعية الحياة بمجالاتها المتعددة من خلال الاستفادة من خدمات معلوماتية ثرية ، وتطبيقات تكنولوجية متطورة ، نحو احداث مجموعة من التغييرات الاستراتيجية في طبيعة المحيط الاقتصادي .
والسؤآل هو : هل نعيد النظر في مناهجنا التعليمية ، بما يتوافق مع الثورة المعلوماتية ، وبما يمكننا من الانتقال بكيفية متكاملة ، الى مرحلة الاقتصاد المعرفي ، بالابعاد والحيثيات التي خططنا للوصول اليها !؟
ثانيا : هل مناهجنا مناسبة ام لا !؟ وماذا يشعر اولياء الامور عندما يعود طفلهم من المدرسة بعد انتهاء البرنامج اليومي ، وفي حقيبته واجبات بيتية يحتاج انجازها الى جهد ووقت كبيرين .. وهل لدى اولياء الامور الوقت الكافي لقضائه في تدريس ومساعدة ابنائهم الصغار في انجاز المطلوب منهم !؟ ولماذا لا نقتدي بمنهجية التربية والنعليم في العالم المتطور .. فالواجبات المدرسية في صفوف المراحل الالزامية ، يتم انجازها في الساعة الآخيرة من اليوم ، بداخل قاعة الصف وتحت اشراف المعلم المسؤول .
والهدف هو اعطاء الوقت الكافي لصغار الطلبة ، بأن يمارسوا نشاطا رياضيا او جسمانيا يساعد في بناء هيكلهم الجسماني ، وينعكس على ذهنهم وتفكيرهم ايجابيا ، وذهابهم الى المدرسة صباح اليوم التالي بنشاط واستعداد ، وبرغبة كافية في داخلهم ، وبالتالي تحقيق آداء افضل !
ان المناهج الكثيفة والكبيرة الحجم ، لم تعد مقياسا معياريا لنجاح الجوانب التربوية والتعليمية .. وانما تقاس نجاعة المناهج ، بمقدار ما تعكسه من فائدة علمية تطبيقية ، وقابلة للاستخدام في تطوير المجتمعات !!