في عيد الجيش دائماً نستذكر تاريخ وحاضر المؤسسة العسكرية، بطوﻻت رجاله من الشهداء والجرحى والفرسان من أبناء هذه المدرسة الذين وقفوا مثل النخيل ولم يديروا ظهورهم للأردن يوم إن احتاج وقفات بطولة وصدق في منعطفات حرجة خذله فيها من نعرفهم.
لكننا اليوم نستشعر مكانة المؤسسة العسكرية ونحن ما زلنا نعيش سنوات ما يسمى بالربيع، وندرك ما كنا نقول من أن الجيش يمثل هوية الدولة ونرى حولنا تجارب تفككت فيها الدول وكادت أن تنهار لكن المؤسسة العسكرية فيها أستدركت الأمور وأعادت الدولة إلى مسارها يسميها البعض دولة عميقة أو غيرها لكنها في المحصلة مؤسسة أعادت الدول التي فيها إلى مسارها الطبيعي لأن الخيار الآخر كان التفكيك والتيه.
سنوات الربيع أثبتت كم هي المؤسسات العسكرية الراسخة أوتاد وطنية في مواجهة العبث ﻻ نتحدث عن حكم عسكري في مواجهة ديمقراطية بل عن إستقرار في مواجهة لغة الفوضى والعبث.
أما نحن في الأردن فإن المؤسسة العسكرية بكل تفاصيلها من جيش ومخابرات وأمن عام ودرك وحتى الدفاع المدني، كل هذه المؤسسات حملت على عاتقها مهمة تجسيد الحكمة الأردنية في التعامل مع كل استحقاقات المرحلة والتحديات التي واجهها الأردن وما زال ولأن العقل الأردني كان في غاية الرشد والإتزان فإننا تجنبنا ما لحق بالآخرين، لكن المؤسسة العسكرية حملت عبء الأزمة السورية بكل أبعادها الأمنية والعسكرية وحتى الإنسانية، وهي أعباء قد ﻻ ندرك حجمها لكننا نقطف ثمرتها أمناً واستقرار وحياة طبيعية.
في عيد الجيش وفي مرحلة مثل التي نعيشها في اﻻقليم نزداد قناعة بأن الجيش ليس حالة عسكرية فحسب بل جزء أصيل من هوية الدولة الأردنية وعنوان لإستقرار الدولة واستمرارها.
في يوم الجيش من حقه علينا أن ﻻ نذكر له ما كان من مواقف رجولة في تاريخ الأردن والأمة فحسب بل أن نتعامل مع المؤسسة العسكرية باعتبارها ضمانة كبرى للحفاظ على فكرة الدولة وهويتها لأن فكرة الدولة هي العدو للفوضى والتفكيك والعنف وفتح الحدود لكل أشكال العبث والمرتزقة والسلاح والعبث.. ولهذا فالحفاظ على مكانة المؤسسة العسكرية وهيبتها وصورتها جزء من فكر مقاومة الفوضى السياسية والعبث.
تحية للرجال من أكرم خلق الله شهداء كل مؤسساتنا العسكرية والأمنية، وتحية للفرسان الذين لم يموتوا في ميادين الشرف لكنهم كانوا فرساناً في ساعة العسرة والضيق، وتحية لكل أبناء هذه المدرسة الوطنية في عيدهم وعيد كل الأردنيين.
(الرأي)