هل تفسد السهرات والمهرجانات الرمضانية هيبة الشهر !!
د. عادل محمد القطاونة
08-06-2014 01:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم : يقول الله عزوجل في محكم كتابه الكريم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم
نعم ، لقد بدا واضحاً للعيان أن الكثير من الفنادق والمطاعم والمقاهي بدأت منذ أيام بالإعداد والترويج للسهرات والخيم الرمضانية وبمشاركة أكبر وأعرق الفنانين والراقصات ضاربين بعرض الحائط حرمة الشهر الفضيل ! ولعلي في هذا المقام أطرح التساؤلات التالية: لماذا في شهر رمضان فقط يسمح للمحال المختلفة بتقديم (الشدة) ! ولماذا في شهر رمضان فقط يسمح ببناء الخيم والتوسع في المساحات على حساب الطريق والمارة ! ولماذا في شهر رمضان فقط يسمح للمحال بالبقاء تحت أنغام الموسيقى حتى آذان الفجر ! لا بل أن الأخبار تتحدث عن التوسع هذا العام في المهرجانات والسهرات الرمضانية عبر إستقطاب عدد من المطربين العرب وعازفي الأورج والعود والبيانو تحت بند السياحة ولأن الشهر هو شهر رمضان !!
سهرات ورقصات ، فنانين وفنانات، خيم ومهرجانات، حفلات ومسلسلات، كل هذا وأكثر إحتفاءً بقدوم شهر رمضان المبارك شهر العبادة والصيام والقيام ، الشهر الذي ينتظره مئات الملايين على أرض المعمورة طلباً للرحمة والمغفرة والإستغفار ، وبين هذا وذاك يرى البعض في رمضان موسماً للرقص والغناء على أنغام العود تارةً وعلى الطبل تارةً أخرى وبين كل ذلك فاصل من الرقص اللامتناهي وحتى ساعات الفجر وتحت ذريعة ما يسمى بالسهرات الرمضانية !
ليس من الإنصاف أن يحرم المواطن الأردني أو المواطن العربي من الترفيه عن النفس أو الخروج لقضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء ولكن من الإنصاف أيضاً أن يكون لهذا الشهر حدود وضوابط تكفل الحفاظ على هيبته فشهر نزل فيه القرآن لا يستحق منا أن ننام نهاره ونسهر ليله على أصوات الفنانين والفنانات وكأن هذا الشهر هو شهر السهر والحفلات بإمتياز !
ختاماً إن من الحكمة اليوم وقبل أسابيع قليلة من قدوم الشهر الفضيل أن تعمل الدولة عبر أدواتها المختلفة وتحديداً الإعلامي منها على تحديد الأطر والقواعد التي من خلالها نحفظ لشهر رمضان هيبته دون المساس في الحرية الشخصية التي كفلها الدستور الأردني فحرية التعبير والرأي وقس على ذلك السهر حرية لا غبار عليها ولكن القاعدة القانونية تنص على أن الحرية تنهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، من هنا فإن الأصل في هذا الشهر هو العبادة والإستغفار وأن أي خروج عن النص يستدعي تدخل الدولة للحفاظ على هيبتها التي تبدأ نصوصها الدستورية بان دين الدولة هو الإسلام الذي يقضي بالوسطية والإعتدال لا المبالغة والإستهتار.