رغم أن الموقف الأردني من الأزمة السورية ليس بحاجة إلى شهادات، ولم تعد الأقاويل قادرة على التشويش عليه أو تشويهه إلا أن البعض بحاجة إلى أن يسمع ما قاله نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد وهو شخصية هامة في سوريا وهو يوجه التحية للجيش الأردني بسبب دوره في حماية سوريا من الإعتداءات.
البعض كان محترفاً في إطلاق الإشاعات عن دور أردني في إدخال مقاتلين وأسلحة وفتح معسكرات تدريب، وكان يحب أن يصدق خبراً من أي مصدر صحفي ويعتبره هو المرجع، وكان يغلق آذانه عن الحقائق التي تقول أن الجيش العربي الأردني يتحمل عبئاً كبيراً في حماية الحدود الأردنية السورية ويمنع التسلل وتهريب المقاتلين والأسلحة، التزاماً بالموقف السياسي الأردني بعدم الإنجرار للدخول في الأزمة السورية، وأن تكون الأولوية المصلحة الأردنية وأمن الأردنيين ووحدة واستقرار الدولة السورية.
ولعل ما قاله المسؤول السوري يصل إلى بعض الإعلام السوري والموالي له الذي كان يتعامل مع الإشاعات ويضع الأردن في صف أعداء الدولة والشعب السوري، مع أن الأردن لو فعل ما فعلته دول جوار أخرى فتحت حدودها وحولتها إلى معسكرات تدريب للمعارضة وإدخال السلاح لترك هذا أثراً ملموساً على تطورات الميدان السوري لكن الأردن التزم بموقفه السياسي والرؤية العربية والإنسانية التي حددت معالم موقفه خلال سنوات الأزمة.
وإذا كان المسؤول السوري قال الحقيقة التي كان البعض يحب إشاعة غيرها، وأنصف الموقف الأردني فإن الواجب أن نقول له شكراً على الموضوعية، ودائماً كنت أقول لأصحاب الإشاعات أن المنصفين والعالمين بالحقائق داخل القيادة السورية يعلمون آثار الموقف الأردني العقلاني، ويعلمون كم هو الصدق الأردني في حماية حدوده، لكن شهادة من المقداد يحتاجها أولئك المراهقون الذين أساءوا للأردن وظلموا موقفه ومؤسساته.
نحن في الأردن لم نصنع الأزمة السورية، ولم نضع الحطب فوق نيرانها، بل نحن أكبر الضحايا وأكثر من دفع الثمن في كل المجالات.
(الرأي)