الحب أو المحبة جزء من أدوات نجاح الحكم والسياسة.. بل إن توفر الحب في العلاقة بين الحاكم والمحكوم يجعل تطبيق القانون والتشريعات أسهل، بل قد ﻻ نحتاج القانون لأن الحب لصاحب الأمر يجعل الناس تقبل منه التوجيهات بحب وفرح.
وحتى عندما نتحدث عن الرمزية فإن جزءاً من تركيبة الرمزية والزعامة الحب لصاحب الأمر، فالناس تحب أن ترى الرمز، وتحب بل تنتظر سماع صوته وما سيقول، وتتعامل مع حديثه بمحبة وتتداول هذه الأقوال، ﻻ ترى فيها أبعاداً إدارية بل توجيهات فيها الحكمة قبل السياسة.
الحب في العمل السياسي ضرورة، وحتى فكرة اﻻنتخابات قبل أن تلوثها الرشاوى واﻻﻻعيب فإنها تقوم على المحبة والرمزية، ورسم صورة للمرشح أو رمز الحزب تجلب المحبة والقناعة به، وهذا يتفاوت من دولة لأخرى لكن المحبة ﻻ غنى عنها وبخاصة إذا كان الحديث عن الصف الأول من القادة الذين يتواجدون في حياة دولهم مراحل طويلة.
وصناعة الحب للرموز جزء من مهمات المؤسسات، والأمر ليس صناعة وتكلف بل من خلال الأداء اﻻيجابي.. وﻻ بد أوﻻً من بنية تحتية هي توفر العلاقة القائمة على المحبة.
الناس تحب في قادتها القوة، فالرمز يكتسب هذه الصفة من قوته، فالناس تحب من يصنع لها الأمان ويقدم لها اﻻطمئنان ويحميها من الخطر ويجنبها الفوضى.
وعندما يقال أن البطانة الصالحة نعمة من الله تعالى فلأن جزءاً من دورها أن تحافظ على المحبة والود للقادة مع شعوبهم أو حتى داخل مؤسساتهم الصغيرة، والمهمة الأولى المحافظة على الحب القائم، ثم رعايته من تقلبات الأحداث، إضافة إلى البحث عن كل الوسائل التي تعزز المحبة، سواء من خلال النصيحة أو الرأي الراشد والمعلومة السليمة، والأهم أن جزءاً من إضعاف المحبة يكون من خلال هذه البطانة وأعمالها وصورتها لدى الناس.
الحب في الحكم والسياسة ليس ترفاً بل ضرورةً، ورعاية الحب وتعميقه عمل سياسي من العيار الثقيل، فالناس إن أحبت أطاعت، وإن أحبت كان الوﻻء والإنتماء الفطري، وكان اﻻلتفاف، والشعوب التي تحب قادتها ورموزها الأكثر استقراراً، والحب ليس سياسة، لكنه جزء من قوة الحكم حب ومحبة.
(الرأي)