منذ بداية هذا العام أغلقت ثلاثمائة وسبع وعشرون مؤسسة غذائية بسبب مخالفتها شروط الصحة العامة كما أُتلف الفان وسبعمائة وعشرون طنا من المواد الغذائية الفاسدة.
هذه الأرقام هي بدون شك أرقام كبيرة جدا والسبب في ذلك كما يعتقد الكثيرون هو عدم وجود عقوبات رادعة تردع التجار الغشاشين الذين يتلاعبون بقوت المواطن ويغشونه من أجل تحقيق أكبر نسبة من الربح والأهم من ذلك أن أسماء أصحاب المؤسسات الغذائية المخالفة والتي يتم اغلاقها لا تعلن في الصحف وفي وسائل الاعلام حتى يعرفها المواطنون لكي لا يتعاملون معها بحيث يكون اعلان هذه الأسماء أكبر عقاب لأصحابها .
في بعض الدول التي لا تسمح لأي كان بالتلاعب بقوت المواطنين وغذائهم تفرض عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه اللجوء إلى أساليب الغش والأهم من ذلك أن المؤسسة أو المتجر الذي يغلق تكتب على واجهته يافطة كبيرة تقول بأن هذه المؤسسة أو هذا المتجر أغلق بسبب مخالفته شروط الصحة العامة حتى يعرفه الناس ولا يتعاملون معه .
وقد يقول قائل بأنه لا يجوز التشهير بهؤلاء الغشاشين لأنهم ما زالوا متهمين والجواب على ذلك أن هؤلاء قبض عليهم بالجرم المشهود وصودرت المواد الغذائية الفاسدة من محلاتهم وأُغلقت هذه المحلات فلماذا نتستر عليهم ولماذا لا يعرفهم الناس حتى لا يتعاملوا معهم وبذلك يدفعون ثمن غشهم وفسادهم .
هناك حديث نبوي يقول : من غش فليس منا . وهؤلاء الغشاشون ليسوا منا وإلا كيف يمكن لتاجر أن يبيع للناس مواد فاسدة ومواد غير صالحة للأكل ليسممهم ويقتلهم ونتستر عليه ؟ .
إن كمية المواد التي صودرت وأتلفت هي كمية كبيرة جدا خلال أقل من خمسة أشهر والمؤسسات التي أغلقت عددها أيضا كبير وهنالك بالتأكيد تجار غشاشون ما زالوا لم يكتشفوا وهم يمارسون غشهم وهذا يدل دلالة واضحة على مدى استهتار هؤلاء الناس بالقوانين التي مع الأسف لا تردعهم لأن البعض منهم يظل يمارس الغش لذلك فإن أفضل وسيلة لردع هؤلاء هي التشهير بهم عبر وسائل الاعلام ليعرفهم الناس ويقاطعون منتجاتهم والمواد الغذائية التي يبيعونها .
مؤسسة الغذاء والدواء مؤسسة وطنية بجدارة وهي تقوم بواجبها خير قيام ومن واجب الدولة أن تدعمها بكل الوسائل الممكنة لأن هناك أناسا وهم قلة باعوا ضمائرهم وصار الغش يجري في دمائهم وأصبح همهم الوحيد الحصول على المال بكل الوسائل الممكنة فهم يغشون المواد الغذائية وهم أيضا يغشون الأدوية التي يحتاجها المرضى ونحن لا نتصور أنسانا يبيع دواء مغشوشا لمريض يعاني من بعض الأمراض التي يمكن أن تتسبب بوفاته إذا لم يتناول أدوية غير مزورة .
على كل حال نقول مرة أخرى بأنه يجب التشهير بالغشاشين مهما كانت صفتهم لكي يعرفهم الناس ونقول بهذه المناسبة لنشامى الوطن الذين يراقبون غذاءنا ودواءنا سلمت أيديكم وبارك الله فيكم لأنكم أنتم أبناء الوطن الحقيقيين .
(الدستور)