من حق اللجنة الوطنية لحماية اشجار برقش من الاعدام رفع الصوت عاليا رفضا لاي اعتداء على اشجار معمرة باتت تشكل متنفسا مهما لكل سكان البلاد، ومحمية طبيعية يتوجب حمايتها برموش العين خوفا من ضياعها.
الدول تعمل على حماية غاباتها ومحمياتها الطبيعية بكل الوسائل المتاحة، فما بالك ان كان الموضوع يتعلق بغابات موجودة فقط على مساحة 1 % من اراضينا.
في هذه الحالة ماذا يجب ان نفعل؟ هل علينا ان نذهب للخلاص من الـ1 % اليتيمة المتبقية لنا، ونعمل على ازالتها، أم نحميها من القطع والتدمير؟!
أول من أمس عقدت حملة حماية برقش من الاعدام مؤتمرا صحفيا في نقابة المهندسين الزراعيين تحدثت فيه بمرارة عما حصل في الغابة من اعتداءات، واعدام لآلاف الاشجار المعمرة تمهيدا لاقامة كلية عسكرية في المنطقة.
كل الدول وكل قوانين الزراعة والحراج عندنا وعند غيرنا تمنع قطع الاشجار الحرجية، واشجار الغابات لأي سبب كان، فما بالك ان كان القطع والاعدام سيلحق بآلاف الاشجار المعمرة والحرجية التي تضم انواعا نادرة وتؤمن تنوعا طبيعيا وبيئيا عز نظيره.
الصورة انقلبت فبدل ان تقوم الحكومة بدورها في الحفاظ على ثروتنا الحرجية الوطنية، فان مؤسسات المجتمع المدني وحملة حماية برقش من الاعدام التي يرأسها المهندس النشيط سياسيا وبيئيا واجتماعيا فراس الصمادي يقومون بما يتوجب على الحكومة القيام به، ويعملون على حماية بيئتنا وأحراجنا وغاباتنا من الضياع والاعدام.
سبحان مغير الاحوال، فلو افترضنا ان من قطع الاشجار مواطنون لتأمين الدفء لبيوتهم في فصل الشتاء القارس، فان الحكومة وقتها ستظهر علينا لتدين بكل عبارات الادانة والشجب والاستنكار هذا التصرف، وستتحدث عن أهمية الغابات في حياتنا وستسمعنا دروسا في الحفاظ على الثروة الحرجية من الضياع والقتل، وسنكون بكل تأكيد مؤيدين لها فيما تقول، فقطع الاشجار وخاصة الاشجارالحرجية المعمرة من اي شخص كان عمل غير محمود مهما كان سببه.
في نفس الوقت فإننا ومن المنطلق عينه نرفض مد اليد الى هوائنا النقي، ونأمل من الحكومة التي كانت ستعلي الصوت عاليا في حالة المواطن المعتدي على الاشجار ان ترفض وتعلي الصوت وتحقق وتعلمنا لماذا وكيف اعدمت أشجارنا.
إقامة الكلية في مكان اخر غير برقش يمكن ان يكون حلا مناسبا. كما لا بد من تذكير حكوماتنا (الرشيدة) بالتزام الأردن وتوقيعه على اتفاقية التنوع الحيوي والاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر، وهذا يلزمها باتخاذ إجراءات ضرورية لحماية الأنظمة الطبيعية المهمة في أراضيها.
(الغد)