"الجيش الأخضر" يستنجدكم فهل من مجيب ؟
حمزة المحيسن
04-06-2014 02:59 PM
" الجيش الاخضر " كانت هي الكلمة أو المصطلح الرمز ي الذي كان يستخدمه المراهقين قديما في الأردن من أبناء المدارس المتسربين من مدارسهم لوصف طالبات المدارس الحكومية اللواتي كن يرتدين " المراييل الخضراء " ، في ذاك الوقت كانت " الولدنة " او المراهقة من قبل هؤلاء المراهقين قاصرة على الإنتظار في طريق المدرسة الذي كان يسلكنه الطالبات في طريق ذهابهن وإيابهن للمدرسة ، وسائل التحرش في حينها كانت قاصرة على " التصفير " وفي حالات كثيرة بالغمز والهمس من بعيد ، وإذا إستعصى ذلك مرور العامة بالشارع على حين غفلة ، فهنالك " قصقوصة " من الورق يتم " كعبلتها " ورميها من بعيد على البنت المقصودة ، يكتب فيها " الدونجوان " عن مشاعره وهيامه وآلالأمه في حبها ليأتيه الرد في الغالب طائرا وبسرعة فائقة ( ب...ص...ق..ه ) في " صباحه " .
" الولدنة " والتحرش من المراهقين (وهم في الغالب من المتسربين من مدارس الذكور) في زماننا هذا لبناتنا في المدارس تطور تطورا ملحوظا إلى حد الجرأة بالتعدي الواضح بالكلمات والإشارات الفاضحة للأسف من خلال الإنتظار امام باب المدارس في العلن وعلى مراى الجميع ، وفي حالات أخرى كثيرة يتجرأ البعض منهم إلى حد الدخول إلى حرم المدرسة ، هذا عدا عن الكتابة وبشكل مقزز على حيطانها بعبارات العشق والهيام وغيرها من العبارات التي تخدش الحياء والخلق العام ، وللامانة في هذا الموضوع فاني لا أحمل التربية والتعليم ولا الأجهزة الامنية مسؤلية هذا العبث والإنحطاط في الأخلاق وحدها بقدر ما أحمله لكل أب وأم لا يتقون الله في تربية وتنشاة أبنائهم وبناتهم على الخلق القويم ، فللأسف المتابعة على ما يبدو جليا للمراقب او المتابع لهذه القضية معدومة من بعض هؤلاء لأبناهم المتسربين من المدارس وفي نفس الوقت وحتى نكون أكثر موضوعية فأننا لو أردنا معالجة هذه المعضلة الأليمة في مجتمعنا فاننا بحاجة لآلاف مؤلفة من مرتبات الأمن العام لتحمي مدارس البنات في المملكة والمشكلة ان هذه المصيبة التي نشات من إنحلال بعض المراهقين من أبناءنا ليست قاصرة مكانيا على المدارس ، فحدث ولا حرج عن المظاهر الأخرى التي تواجهها في المتنزهات العامة والأسواق والمتاجر الكبيرة ، فأبناءنا للأسف يتسربون ويمارسون طيشهم ومراهقتهم في هذه الأماكن دون رقيب او حسيب ، الأمر الذي يتطلب من الدولة ان تنهض لحماية أجيالنا من الضياع بتخصيص كادر متخصصص ومتفرغ من مرتبات الأمن العام " كشرطة تربوية "لتتعامل مع مشاكل أبناءنا المتسربين في الشوارع والطرقات والمتنزهات على غرار مرتبات الامن العام المتخصصة التي تتعامل مع قضايا الأسرة ومكافحة المخدرات والبيئة للحد من هذه الظاهرة التي تبعث في النفس الألم والحزن والخوف على مستقبل أجيالنا القادمة لاسيما أن مرتبات الامن العام حاليا " أعانهاالله " على حملهامن متابعة القضايا الأخرى المختلفة والمتنوعة في كل ساعة بل وبكل لحظة .
أن حل هذا المشكلة كما أسلفت لا يقتصر دوره الرئيسي على الأمن العام وحده بل مطلوب أيضا من إعلامنا ووعاظنا أن يسلطوا الضوء عليها بالكلمة والحكمة والموعظة الحسنة لنحمي أبناءنا جيل المستقبل فيد واحدة لا تصفق بل علينا جميعا أن تتشابك لنحمي مجتمعنا من الإنحدار إلى الأسفل وإلا فان الكلفة – لا قدر الله – والعاقبة ستكون كبيرة ووخيمة على الوطن ...حمى الله وطننا وأبناءنا وبناتنا والله أسأل ان يلهمنا التوفيق في تنشاتهم ورعايتهم على الدين والخلق والعلم القويم .