عادة ما ينصح المسافر إلى بلد ما ،بتناول بصلها ،كي لا يتعرض لأمراض السفر وخاصة ما يتعلق بالأطعمة وأمراض الجهاز الهضمي،وهذا يعني أن المنتج الوطني كفيل بحماية الجسم من الأمراض والتغيرات،وهذه دعوة للصانعين المحليين أن يهتموا بجودة منتجهم،كي يتمكنوا من المنافسة في الداخل والخارج،لأننا نعيش عصر الإنفتاح وإغراق الأسواق المحلية بالمنتجات الأجنبية ،الأمر الذي يلحق الضرر بمنتجاتنا .
لكن الأمور ليست بهذه البساطة ،فالعودة عن الإتفاقيات الموقعة ،غير ممكنة ،ولا يمكن لنا معارضة شروط ومتطلبات منظمة التجارة العالمية ،وبالتالي لا بد من إجتراح الوسائل والسبل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالنسبة لإقتصادنا الوطني ،وبالتحديد ما يتعلق بالصناعة الوطنية.
منظمة التجارة العالمية أغرقت الأسواق بالمنتجات الأجنبية ،وليس سرا القول أن ذلك إنعكس سلبا على المنتج الوطني ،لعدة أسباب منها عدم كفاءة المنتج الوطني وفشله في الصمود أمام المستورد،ورغبة المواطن بشراء المنتج الأجنبي الذي يتمتع بالجودة .
هذه همسة في أذن الصانع الأردني ،مفادها أن عليه الصرف على منتجه في مرحلة التصنيع ،كي يدفع إلى السوق بمنتج جيد يحظى بالقبول ،وينافس المنتج الأجنبي،كما أن عليه أن يصرف على منتجه بعد التصنيع لتسويقه بطريقة علمية .
خلال زيارتي لليابان قبل سنتين ، سمعت قصصا كثيرة منها أن صاحب شركة "سوني" توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتسويق بعض منتجات شركته ،لكن الأمريكيين طردوه وحذروه من العودة إلى بلادهم لأن بضاعته غير منافسة ،ولا تصلح .
قال محدثي أنهم بعد ذلك لم يعرفوا طعم النوم ،ولم يهدأ لهم بال ،لأنهم كانوا يعولون على السوق الأمريكية ،كما أنهم كانوا في بداية الطريق ،ولا يتحملون أي خسارة أو إعاقة، وتابع محدثي أنهم غاصوا في عمليات البحث والدراسة لتحسين منتجهم ،وقد نجحوا في مسعاهم ،وها هو منتج "سوني "الياباني "يحتل المكانة المميزة في كل بيوت العالم،ولم يكن ذلك ليحدث لولا أن أصحاب شركة سوني ،تنبهوا لواقعهم وإستفادوا من تجاربهم،ولم يركنوا إلى الزاوية ويقولوا أن الأمريكيين تآمروا علينا .