قطر الظاهرة عبقرية أم مصادفة .. *شاهر الزبيدي
04-06-2014 01:14 PM
أن أية ظاهرة طبيعية كانت أم سياسية تحتاج للموضوعية لا أكثر لكي تخلص إلى نتائج عادله وغير منحازة .
ان من يضع نفسه في قلب العاصفة يكون احد اثنين أما مغامر يملك رصيدا مهما من الطيش او جرئ وواعي وواثق وبين هذا وذاك هي نفس المسافة بين الرؤيا التقليدية عن البداوه وبين الأقدام المبني على أرث البداوة نفسه .
قطر على اشتباك إقليمي حاسم ودولي أكثر ضراوة وحتى تكون عادلا ومحايدا في زمن به الحياد والموضوعية تهمه .
وللاستدلال على ذلك نستعرض بعضا من الوقائع يختلف على حدوثها احد .
فقد تعرضت قطر مؤخرا الى عزلة خليجيه بسبب ملفات ملتبسة مع الجيران منها الملف المصري والسوري والإيراني وكانت زعيمه هذا الحصار بالمعنى الفني هي السعودية .
فقد عملت السعودية وبشكل خاص وبعضا من الخلفاء الخليجيين بالضغط الناعم في بداية الأمر على قطر لكف يدها عن الملف المصري التوفيق عن مزاحمة السعودية فيه وانتقلت عدوى المنافسة الى الملف السوري ولكن الأمر بقي تحت السيطرة إلى حين أن وصلنا إلى الملف الأكثر خطورة وهو الملف الإيراني والذي لاتقبل السعودية فيه المشاركة فضلا عن المنافسة .
قطر نجحت بدبلوماسية فريدة ومبتكرة ان تحتفظ بأوراق على طاولة شحت فيها الأوراق .
تجاوزت قطر الصيغة التقليدية والتي كانت تنطلق من خلال طرح سؤال تقليدي تجاوزه الواقع (هل إيران جار آم عدو وما يترتب على ذلك من ردود تناسب السؤال هذا بالفعل ماتجاوزته قطر فقد طرحت سؤالا جديدا مفاده هل إيران فاعله ومهم هام لا وخلصت لنتائج قادتها الى الفهم الموضوعي المستند الى الإرث السياسي الإنساني ومفاده أن الجبهات تشتعل وطاولة المفاوضات تغيض بالأفكار .
وبسبب هذا الفهم تقدمت قطر في حواراتها مع إيران في حين بقيت السعودية غارقة في أسئلتها الملغاة في امتحان البقاء على قيد الفاعلية .
وهذا يعود لقرائه خاطئة للتاريخ الإنساني فقد غفل البعض أن انجلترا الجزيرة الصغيرة في غرب أوروبا كانت متحكمة بثلث العالم وان اليابان وهي الجزيرة أيضا احتلت الصين وجنوب شرق أسيا في مرحلة مهمة من التاريخ وان الأمر متعلق أساسا بالفاعلية والقدرة على المناورة واقتناص اللحظة التاريخية .
فإذا كان صحيحا ان القاعدة تقول (القوة تعبر عن نفسها فانه وفي السياق نفسه يعد تخصيص الموارد وإدارتها برشاده وفاعلية تنتج حتما مرض وهيبة بان واحد .
نعم انه الظروف الو احمه بين التواطؤ مع الأحداث ومسايرتها وبين المشاركة الفاعلية وربما الحاسمة بالحدث بكلف معقولة ففي حين اختارت على سبيل المثال عمان ان تجهز طاوله مستديرة وفوج من الحمام الزاجل للتواصل الأمريكي الإيراني وكقناة حوار ووقعت الأمارات في حبائل مصالح غيرها متناسية ان قضية الجزر المحتلة هي ركن أساسي من الأمن الوطني والإقليمي واكتفت بالمسايرة في سبيل تحقيق المصالح السعودية وكذا الآمر دخول الكويت كحليف للسعودية من الباطن لدعم الحكم الجديد في مصر .
يزداد الأمر أثارة حين فككت قطر الكثير من خيوط الشبكة التي كانت ستغرق في أوقات لاحقة بحبائلها حين انطلقت لتحبس العلاقة مع الأردن وإيران والعراق وتركيا لمنع أية عراقيل تحد من حركتها الإقليمية .
نعم أنها الفعالية والقدرة على تجاوز المعيقات والأقدام المبني على رؤية واضحة دون حرق أية سفينة فقد كانت جائزة طارق بن زياد حين حرق سفنه غرناطة واشبيلية ولكن الأمر يختلف لدى جيران قطر فقد حرقوا سفنهم وهي ولم تعبر المضيق بعد .
وقد يقول قائل أن المنطقة محكومه حتما بالرؤيا الأمريكية سواء لحلفاء أمريكا آو أعدائها وهذا إلى حد كبير صحيح ولكن المساحات التي تستخدمها الدول تختلف بحكم حجم الدولة الديمقراطي والاقتصادي والجيوسياسي والغريب هنا هو ذلك التجاوز الغير مسبوق والمبتكر لخرق تلك القواعد وتطويقها لمصلحه الفاعلية والرشاقة والرؤيا غير المسبوقة .
نعم انه قطر نموذج موجود لمحبيها وكارهيها .
السؤال الذي لم يطرح بعد وهو هل لذلك أيه أبعاد تاريخية ولن تصاب بالصدمة حين تقرأ .
قول الشاعر :
أذا غصبت عليك بنو تميم
حسبت الناس كلهموا غضابوا