السوريون يدلون بأصواتهم في انتخابات من المتوقع أن تمدد حكم الأسد
04-06-2014 04:06 AM
عمون - (رويترز) - أدلى الناخبون السوريون بأصواتهم اليوم الثلاثاء في انتخابات من المتوقع أن تسفر عن فوز ساحق للرئيس بشار الأسد لكن معارضيه وصفوها بانها مسرحية هزلية في خضم حرب أهلية مدمرة في البلاد.
ويقول مقاتلو المعارضة والمعارضة السياسية في المنفى والقوى الغربية ودول الخليج العربية إنه لا يمكن اجراء انتخابات ذات مصداقية في بلد به مساحات شاسعة من الأراضي خارج سيطرة الدولة فضلا عن ملايين المشردين.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص يصطفون في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع انتظارا للادلاء بأصواتهم في مناطق خاضعة لسيطرة الدولة بالاضافة إلى حشود يلوحون بالاعلام ويرفعون صورا للأسد.
وأدلى الأسد بصوته في مركز اقتراع بوسط دمشق مع زوجته أسماء وقد بدا عليه الهدوء. وبالنسبة لكثير من السوريين فإن السياسة احتلت مكانا ثانويا أمام رغبتهم الجامحة في الاستقرار بعد ثلاثة أعوام من الحرب التي حصدت أرواح اكثر من 160 ألف شخص.
وقال مدرس اللغة العربية حسام الدين الأوس وهو أول شخص يصوت في مركز اقتراع بمدرسة ثانوية في دمشق "نأمل في الأمن والاستقرار." وبسؤال الأوس عمن سيفوز في الانتخابات قال "إن شاء الله الرئيس بشار الأسد."
ووصف مقاتلو المعارضة الانتخابات بانها "غير شرعية". وتقاتل المعارضة المسلحة للاطاحة بالأسد (48 عاما) الذي يحكم سوريا منذ 14 عاما بعد رحيل والده .
لكن الجبهة الإسلامية والجماعات المتحالفة معها تعهدت بعدم استهداف مراكز الاقتراع وحثت مقاتلي المعارضة الآخرين على اتخاذ نفس الموقف.
وقال سكان في دمشق إن قذائف مورتر سقطت على مناطق سكنية في العاصمة اليوم الثلاثاء وانها اطلقت على الارجح من ضواح خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. ولم ترد انباء فورية عن وقوع اصابات أو قتلى.
ويخوض الأسد سباق الانتخابات في مواجهة منافسين اثنين غير معروفين نسبيا بموافقة البرلمان الذي يكتظ بمؤيديه وهذه أول مرة منذ 50 عاما يتاح فيها للسوريين الاختيار بين أكثر من مرشح.
وأجريت آخر سبعة انتخابات رئاسية من خلال الاستفتاء لاختيار بشار أو والده الراحل حافظ الأسد. ولم يحقق حافظ الأسد أقل من نسبة 99 بالمئة بينما حقق نجله 97.6 بالمئة قبل سبع سنوات.
ومن غير المتوقع أن يحقق منافسا الأسد وهما الوزير السابق حسان النوري والبرلماني ماهر حجار مستويات تأييد تذكر.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "هذه مسرحية هزلية مأساوية."
وقال لتلفزيون فرنسا2 "أمام السوريين الموجودين في منطقة تسيطر عليها الحكومة السورية اختيار بشار أو بشار. هذا الرجل وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بالمجرم."
وأدانت الولايات المتحدة أيضا الانتخابات السورية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف للصحفيين في واشنطن "الانتخابات الرئاسية في سوريا اليوم هي عار.".
وأضافت أن "الانتخابات المنفصلة عن الواقع والمجردة من المشاركة السياسية والتي أعدها نظام الأسد اليوم هي استمرار لارث عائلي من القمع العنيف على مدى 40 عاما يسحق المعارضة السياسية بوحشية ولا يلبي طموح السوريين في السلام والازدهار."
*واجب وطني
لكن بالنسبة لكثير من السوريين الذين أنهكتهم الحرب لا سيما الأقلية العلوية والمسيحيين والدروز يقدم الرئيس العلوي حصنا للوقاية من المتشددين الإسلاميين السنة وأملا وإن كان بعيد المنال في شكل من الاستقرار.
وعند معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا وقف آلاف الأشخاص في الشمس في طابور للادلاء بأصواتهم في مركز اقتراع اقيم للسوريين داخل لبنان رغم تحذيرات الحكومة في بيروت من أن أي لاجئ سيعبر الحدود للتصويت في سوريا سيفقد وضعه كلاجئ.
وكل الذين تحدثت إليهم رويترز قالوا إنهم يعتزمون التصويت للأسد لمنحه فترة ولاية ثالثة مدتها سبع سنوات.
وقالت غادة مكي (43 عاما) "جئت واتخذت قرار القيام بذلك من أجل نفسي ومن أجل بلادي... التصويت واجب وطني وبذلك سنتغلب على الأزمة في سوريا."
وقال بعض سكان دمشق إن قليلا من الناخبين ذهبوا إلى مراكز الاقتراع في وسط المدينة لكن ناشطا اتصل بأشخاص في دمشق ومحافظة السويداء الدرزية قال إن عدد الأشخاص الذين يصوتون "مخيف".
وقال "ذهب كثير من الناس للتصويت وانا لا اتحدث عن الشبيحة" مشيرا إلى ميليشيا مؤيدة للأسد.
وقبل ساعة من الموعد المحدد لانتهاء التصويت في الساعة السابعة مساء (1600 بتوقيت جرينتش) قالت وسائل الاعلام إن مراكز الاقتراع ستظل مفتوحة حتى منتصف الليل بسبب ما وصفه المسؤولون بالاقبال الكثيف للناخبين.
ورفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم الانتقادات الغربية وقال إنه لا يمكن لأحد في العالم فرض إرادته على الشعب السوري.
وقال المعلم إن سوريا "تبدأ اليوم العودة إلى الأمن والأمان من أجل إعادة الإعمار وإجراء المصالحة الشاملة وتبدأ بمسار الحل السياسي للازمة."
*رسالة سياسية
وتوقع مسؤولون سوريون إقبالا كبيرا وقالوا إن المشاركة القوية ستكون بأهمية النتيجة نفسها.
وقال وزير الإعلام السوري عمران زعبي لرويترز ليلة أمس الإثنين إن حجم الإقبال سيكون بمثابة رسالة سياسية لخصوم الأسد.
وأضاف أن "الجماعات الإرهابية المسلحة" زادت من تهديدها خوفا من نسبة المشاركة العالية.
وقال الوزير إذا كانت "الجماعات الإرهابية" لديها أي شعبية فستكون كافية لضمان فشل الانتخابات لكنهم يدركون أنهم لا يملكون شعبية ومن ثم يريدون التأثير على مستوى المشاركة حتي يمكنهم القول إن الإقبال ضعيف.
وأدلى عشرات الآلاف من السوريين في الخارج واللاجئين بأصواتهم الأسبوع الماضي في جولة مبكرة للتصويت لكن العدد لا يمثل سوى القليل من حوالي ثلاثة ملايين لاجئ بالإضافة إلى السوريين الذين يعيشون بالخارج.
وتجرى الانتخابات السورية بعد ثلاث سنوات من اندلاع أول احتجاجات تدعو إلى الإصلاح الديمقراطي في البلاد التي تحكمها عائلة الأسد منذ عام 1970. وردت السلطات على الاحتجاجات باستخدام القوة وتحولت الانتفاضة إلى حرب أهلية.
وعززت قوات الأسد مدعومة من الحلفاء بما في ذلك إيران وحزب الله اللبناني من سيطرتها على وسط سوريا لكن قوات المعارضة والمقاتلين الأجانب يسيطرون على مساحات شاسعة من شمال وشرق البلاد.
وانهارت محادثات السلام في جنيف بين الحكومة والائتلاف الوطني للمعارضة في فبراير شباط. وتقول المعارضة إن المحادثات يجب أن تستند إلى مبدأ تنحي الأسد وتشكيل حكومة انتقالية.
ومنذ استعادت قوات الأسد ومقاتلو حزب الله السيطرة على معاقل المعارضة على الحدود اللبنانية وقطعوا خطوط الإمداد وأوقفوا تدفق المقاتلين انسحبت قوات المعارضة من وسط مدينة حمص.
وركز الانسحاب من حمص الاهتمام على مدينة حلب في شمال البلاد وزادت حدة القتال هناك في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة أطلقوا صواريخ على مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة في حلب مما أسفر عن سقوط 50 قتيلا في مطلع الأسبوع.
وأسقطت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش براميل متفجرة على مناطق واقعة تحت سيطرة قوات المعارضة في حلب مما أدى إلى مقتل حوالي 2000 شخص هذا العام.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية أمس الإثنين إن سيارة ملغومة انفجرت مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل في محافظة حمص.