أخبار الأردن في جريدة فلسطين
عودة عودة
04-06-2014 03:31 AM
عنوان هذه المقالة مشتق من كتاب : أخبار ووثائق أردنية في صحيفة فلسطين 1933 - 1946 إعداد الدكتور جورج الداود والدكتور زهير غنايم ، وهي فترة تاريخية مهمة في وطننا العربي للتخلص من الاستعمار ومواجهة الغزوة الصهيونية وقيام حياة ديمقراطية حقيقية ...
ويكشف القارئ للكتاب إن شرق الأردن هو حصن من حصون العروبة ومركز مهم للوطنية العربية على اطلاقها وغير الإقليمية وأن فلسطين كانت على كل لسان والخوف من ضياعها معلن وواضح في كل الاجتماعات والمؤتمرات الوطنية ، كما يكشف القارئ مدى الصراحة والجرأة بين الناس في الاعلان عن قضاياهم المطلبية العادية ...
ففي السادس من حزيران العام 1933 عُقد المؤتمر الأردني في فندق الكمال بعمان وبحضور وفود من فلسطين وسورية ... دعا المؤتمرون فيه إلى تأليف حكومة وطنية بمسؤولية مشتركة على أساس الكفاءة والثقة التامة تقوم بمفاوضة الحكومة البريطانية لتعديل المعاهدة بصورة تضمن حقوق البلاد وسيادتها القومية مستنكرين ما تقوم به الصهيونية من دعايات للانتقاص من حقوق شرق الأردن تحقيقا لمطامعها الخاطئة ، ووضع تشريع قاطع لمنع بيع الأراضي لليهود...
وفي مؤتمر وطني آخر عُقد في عمان في الرابع من ايلول العام 1944 أكد المؤتمرون استفحال خطر الصهيونية وطال كل عربي ومسلم وحتى أصبحت البلاد العربية وفي طليعتها شرق الأردن تشعر بدنو هذا الخطر منها وقد أثارت شرق الأردن المشكلة الفلسطينية في عدة مناسبات اهتماما بما يمليه عليها الشرف والجوار القريب والخطر المقبل وقد كانت وما زالت تكافح هذا الخطر بقدر ما تسمح لها ظروفها ...
" إننا نحن سكان شرق الأردن العربية نعلم علم اليقين إن سلامة فلسطين من هذا الشر الصهيوني المستطير له علاقة ببقائنا سالمين وإن تحقيق آمال اليهود إحداق الخطر بنا ... من أجل ذلك كله قررنا نحن المؤتمرين هنا زعماء الأردن أن نأخذ على عاتقنا شرف الدفاع عن فلسطين وعن شرق الأردن معا إزاء هذا الخطر اللاحق والذي لا مهابة فيه في ظل الحق والعدل " ( جريدة فلسطين العدد 5810 ، 5/9/1944 ص 1 - 6 ).
ولا يخلو الكتاب من حكايات طريفة فقد أصبحت عمان في 31 تشرين أول العام 1933 مُضربة إضرابا عاما شاملا ، ساخطة سخطا شديدا على الهجرة اليهودية وبقتل الأبرياء في فلسطين بمساندة المستعمرين .. وقد أوقف المتظاهرون سيارة الفريق بيك باشا وإهانة كلوب باشا ومساعده الضابط ترنر والمستر هوس كما حُطم زجاج سيارتهم ومنهم من احتمى بمبنى البنك العثماني مقابل البنك العربي وسط عمان الآن (جريدة فلسطين العدد 2479 ، 1933105 ص 6)...
ونقرأ في الكتاب : أنه وفي غمرة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في عمان حيث تطلق المدافع صباحا ومساء وظهرا وتقام الزينات جرى حادث مؤسف ، ففي أثناء مسيرة العراضات إلى المسجد الحسيني حدثت منافسة بين العراضة النابلسية والعراضة الشامية حول أيهما تسير في المقدمة بالأعلام والأهازيج فأدى ذلك إلى اصطدامهما بعضهما ببعض وإلى حدوث شجار عنيف استخدمت فيه السيوف والعصي الغليظة وسقط من الجرحى سبعة اثنان جراحهما خطرة وقد ظل الجنود والحراس يطوفون الشوارع طوال الليل مسلحين بالبنادق والعصي لمنع الحوادث بين الفريقين (جريدة فلسطين العدد 2774 ، 27/6/1934) .. !!