كما العلم رمز الدولة ، لا يجوز العبث بمقاساته وألوانه أو رفعه وتعليقه في غير الأماكن المناسبة ، فإن استعمال صور جلالة الملك وتعليقها لغايات تتعدى إظهار الحب والولاء أو التعبير عن الصفة الرسمية للمكان ، لا بد وأن تجد من يتصدى لها من الأجهزة الرسمية ويمنع حدوثها في كافة الحالات .
فلا يليق مثلا أن يقوم أحدهم بتثبيت لوحة إعلانية لمحله التجاري على الرصيف محتميا من خطر الإزالة أو دفع الرسوم للجهة المعنية بتخصيص جزء من تلك اللوحة لصورة جلالة الملك وقد كتب فوقها أوتحتها مثلا ( هدية من محلات فلان لبيع كذا وكذا ) ليربك موظف الأمانة أو البلدية المسؤولة ، ويضعه في حيرة من أمره إن أمر بتحصيل رسوم الإعلان عن تلك اللوحة أو قرر المخالفة وإزالتها إن كانت قد نصبت بطريقة تحجب رؤية الطريق أو تخفي خلفها لوحة إرشادية هامة .
أسلوب آخر يتمثل في ما يمارسه بعض من يدعون التأليف ممن يجمعون موادا لمواضيع مختلفة لا قيمة علمية لها ، ولا تعابير أدبية تضفي عليها سحرا وجمالا ليضعوها في كتاب لا يمكن تسويقه واسترداد جزء بسيط من كلفته لولا تزيين غلافه بصورة لجلالة الملك أو تخصيص بضعة صفحات منه للحديث عن الملك والهاشميين ، ليكون ذلك سلاحهم في الضغط على من يتردد في شراء عدد معلوم من النسخ لمكتبة دائرته أو شركته تحت التهديد باتهامه بعدم الولاء والانتماء إن أصر على رفض الشراء ، ومثل هؤلاء المدعين من يجمع صورا شخصية لبعض عطشى الشهرة والوجاهة لنشرها في كتاب يختار له عنوانا لافتا ، وليفرد لكل منهم صفحات تتناسب مع قيمة ما دفعه كل منهم من أموال لصاحب الفكرة ليذكر فيها مناقب الشخص المعني صحت ام لم تصح ، ولا أود إيراد أمثلة على مثل تلك الكتب ، فالقراء يعرفون الكثير منها .
قضية آخرى في صورة لافتة لجلالة الملك وهو يعاين أو يجرب سلاحا أوتوماتيكيا في أحد المعارض العسكرية ، حولها أحدهم إلى واقي شمس للزجاج الخلفي للسيارات ليخيل لمن يسير خلف تلك السيارة وكأنها تسديدة من قبل الملك باتجاهة ، لا أخالها تليق بما يجمعنا نحن والملك من محبة متبادلة عز نظيرها بين قائد وشعبه على مدى العصور والأزمان .
معاذ الله أن يسر جلالة الملك لنشر صوره بتلك الطريقة أو أن يقبل استخدام تلك الأساليب في الإستقواء على الناس وابتزازهم ، إنما هي أخطاء قد يكون بعضها بحسن نية من بعض المواطنين ، لا بد من التنبيه لها واجتنابها دون التشكيك ، لا سمح الله ، بمحبة أحد لقيادتنا الهاشمية وولاء ووفاء كافة الأردنيين لتلك القيادة.