التعليم في الهواء الطلق (Outdoor Education)
د. علي ابراهيم الخوالده
02-06-2014 05:29 PM
يشير هذا المصطلح إلى مجموعة من الأنشطة المنظمة و من خلال أساليب متنوعة خارج غرفة الصف ، و في البيئة الخارجية ، حيث يشارك الطلاب في أنشطة تحمل تحديات و تتسم بروح المغامرة ، مثل المشي لمسافات طويلة ، و ركوب القوارب ، و التسلق ، و و السباحة ، و الألعاب الجماعية ، و زيارة الغابات و الحدائق و الصحراء و غيرها من الأنشطة في الطبيعة .
وبني هذا المفهوم على فلسفة و نظريات و تطبيقات التربية البيئية و التعلم التجريبي ، و يمكن ببساطة تعريف التعليم في الهواء الطلق أنه تعليم من خلال التجربة ، و من الصعب الوصول الى تعريف موحدو مشترك ، و ذلك بسبب اختلاف الثقافات و المجتمعات و الظروف الاقتصادية و الاجتماعية لكل مجتمع ، و لكنه مفهوم مرتبط بالتعلم من خلال المغامرة و السياحة و الترفيه و التعليم في الغابات و الصحراء و كل البيئات الطبيعية ، و السمة المميزة لهذا المفهوم أنه يركز على كل أنواع التعلم خارج غرفة الصف بينما تركز التربية البيئية على قضايا البيئة و الحياة البرية و الطبيعة.
وهذا النوع من التعليم يختلف عن التعليم التقليدي الذي يتكون من غرفة و فيها معلمين و طلاب و كتب و لوح ، فهو يشمل رحلات ميدانية في الطبيعة للبحث عن حشرات او نباتات او حيوانات او صخور أو زيارة متحف أو مسرح أو سوق شعبي ، مما يساعد في التعرف على تاريخ الحياة و يطور المهارات الاجتماعية و يحسن تطور المفاهيم العلمية و الجغرافية لدى النشء.
و على الرغم من أن الدراسات تؤكد أهمية هذا النوع من التعلم للأطفال ، إلا أن هناك معيقات تواجه انتشاره : منها الخوف من المخاطر لدى المعلمين و أولياء الامور ، و هذا ناتج عن طبيعة المهام التي يكلف بها الطلاب ، و يشير مختصون تربويون إلى أن التعليم من خلال العالم الحقيقي هو مصدر التعلم للبشرية في الأزمنة الغابرة ، و أن المدرسة بشكلها الحالي و صفوفها و أسوارها المغلقة عرفها البشر في القرون الاخيرة من الحضارة الانسانية .
أما الأهداف الأساسية للتعليم في الهواء الطلق فيمكن القول ان أهمها : تعلم كيفية التغلب على التحديات ، و اكتساب مهارات حل المشكلات ، و تطوير الشخصية و التفاعل الاجتماعي ، وتطوير علاقة عميقة مع الطبيعة ، و تعلم مهارات العيش و التعايش ، و تنمية العمل الجماعي ، و تنمية مهارات القيادة و الاتصال ، و فهم العلاقات بين الطبيعة و البشر .
هذه التجربة الجديدة من التعليم لها جذور فلسفية و نظرية في أعمال العديد من الفلاسفة مثل جون ديوي و جان جاك روسو و غيرهم ، و تؤكد على تفاعل الانسان مع الطبيعة ، و على التعلم من خلال التجربة و التحدي ، ، و لها تطبيقات معاصرة في امريكا و اوروبا و استراليا ، و تشير التجارب العملية الى ان لها اثار ايجابية فالعلاقات مع المعلمين تطورت و تحسنت ، و هناك آثار ايجابية على التحصيل العلمي و السلوك ، و على تطوير مهارات القيادة و الاتصال و مهارات الحياة بشكل عام ، و زيادة الابداع ، و تحسين مهارات القراءة و الكتابة و التفاعلات الاجتماعية ، و مفيدة للطلبة الذين يعانون من مشكلات سلوكية كعدم الانضباط الصفي و فرط النشاط و اضطرابات نقص الانتباه .
ولكن هل يمكن تطبيق هذه النظرية و التجربة في بلادنا ؟ ، الواقع ان الافضل و الانسب هو دمجها مع التعليم الرسمي من خلال زيادة التمارين و الرحلات المدرسية ، و عمل الأبحاث الميدانية و زيارة المزارع و الاسواق و المتاحف مما يسهم في زيادة التعلم و تقليل الفجوة المعرفية بين الطلبة من كافة البيئات الاجتماعية .