"الفياضية" ترثي عميدها "أبو سلام"
02-06-2014 04:11 AM
عبد المنعم عاكف الزعبي
توفي بداية شهر نيسان المنقضي عميد آل فياض و آل عبد الخضر، خالد عبد الله الفياض "أبو سلام"، بعد حياة مليئة بالعطاء و عبق الأرض و المواقف المبدئية المشرفة.
أكثر ما يميز حياة المرحوم "أبو سلام"، أنها اخترقت حاجز الزمن، فلم تكن حاضرا فقط، بل ماضيا و مستقبلا في ذات الوقت، في اطار نهج استمرت عليه عائلة "فياض" و أطلق عليه الصحفي الأمريكي الأشهر "ثوماس فريدمان" النهج الفياضي او "الفياضية".
امتداد الماضي جسد التمسك بالأرض و التعليم، حيث كان مؤسس العائلة الحاج فياض الملقب ب "ملك الشعراوية" متنورا مهتما بتوفير التعليم لأبناء منطقته و أبنائه، و متمسكا بالارض الى حد كلفه حياته غدرا على يد مجموعة مأجورة مدفوعة.
المستقبل خالط حياة "أبو سلام" من خلال نجله الوحيد "سلام فياض"، حيث تمسك الابن و الحفيد بالعمل في فلسطين رغم عروض و مغريات العمل في الخارج، و استمر على نهج والده و جده نزيها متنورا، يختلف معه الخصوم بالرأي من دون أن تكون نزاهته محط شك، أو احترامه محط خلاف.
الأب و الجد الغالي خالد الفياض أبو سلام، تخرج من كلية "خضوري" الزراعية، و عمل في وزارة الزراعة الاردنية، و مثل أهله في طولكرم و الضفة الغربية ثلاثة مرات: مرة في مجلس النواب الاردني، و مرة في المجلس الوطني الاستشاري، و مرة أخرى بتوليه دائرة شؤون أبناء الضفة الغربية.
كان رحمه الله معينا من مواضيع السياسة و الاحداث و التاريخ الفلسطيني الاردني، يجتمع حوله أحفاده و انسباؤه و ابناؤه لسماع ما لم يكتبه التاريخ، و ما قد لا يهيؤ لهم سماعه مرة أخرى من شخصية بذات المستوى من الاطلاع و الذاكرة الحديدية.
و لا أذكر أن سرده لقصة أثر في كيانه مثلما كانت تؤثر فيه قصة مقتل جده الحاج فياض، و مثلما أثرت فيه قصة فك الارتباط بين الضفتين الشرقية و الغربية.
كان "أبو سلام" -اتفقنا معه ام اختلفنا- يؤمن بوحدة الضفتين كسبيل وحيد لتحصيل حقوق الفلسطينيين المغتصبة ، و كان يؤمن بأن سحب الغطاء الاردني عن الضفة الغربية كارثي العواقب على القضية الفلسطينية بمجملها.
الموقف السابق دفع المرحوم "أبو سلام" الى اعتزال العمل السياسي بعد قرار فك الارتباط، تعبيرا منه عن رفض القرار، و عما مثله القرار من وجهة نظره من تخل عن أهله في الضفة الغربية.
اخيرا، و على المستوى الشخصي، كان أبو سلام، شخصا دافئا محبا لابنائه و احفاده، شخصا ملتصقا بالأرض و الزراعة اليدوية في حديقته المنزلية و ارضه الغورية، مرتبا الى حد البحث عن الكمال، أحبه أقرباؤه و انسباؤه و أصدقاؤه و جيرانه.
الرحمة لفقيد "الشعراوية",, الاب الدافئ و الجد الرائع خالد الفياض، و عزاؤنا اليوم بالابناء و الاحفاد و في مقدمتهم سلام و خالد و عبد الله ،،،