facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القدس في المخيال الشعبي: أنا لن أبيعك باللآلي


01-06-2014 04:21 PM

عمون - سليمان قبيلات - يرصد مثقف مقدسي يخشى مغادرة مدينته، وهو يردد : "أنا لن أبيعك باللآلي. أنا لن أسافر.. لن أسافر.."، صورة القدس المكان والمكانة، مضيفا : مدينتي صاغت عبر الزمن شخصية غير محايدة أو جليدية في خياراتها، فكانت وما تزال في الوجدان الشعبي مليئة بإسقاطات وإحالات تثير الأسى وتكثفه، بينما هي تغوص في أسر احتلال، يدمي روحها في تناقضه معها عضويا وبنيويا.

ففي رسالة عبر "فيس بوك" يقول هذا المثقف، ان القدس بصيرورتها مأوى افتراضيا لروح العربي تعملقت وغدت مدينة لمحمولاته النفسية والاسطورية والدينية، وبغناها المكاني والروحي صارت مدينة الأوابد موضوعا أثيرا للشعر والقصيد، حتى غدت مكانا طوباويا في فردوسه الروحي المحتشد بذاكرة العرب وتاريخهم.

يستدرك صاحب الرسالة استاذ التاريخ علي الحسيني، قائلا بعد ان يستذكر محطات من تجربته في المقاومة الفلسطينية خلال تصديها والمقاومة الوطنية اللبنانية لجيش الاحتلال الاسرائيلي في صيف 1982 : عبر الزمن كانت القدس موثوقة الوصل بفعل مقاوم يشكله حاضن مجتمعي في مواجهته لكل أشكال التحدي والعدوان، نجح حينا وأخفق أحيانا، لأسباب في مقدمها غياب التكافؤ في تمظهراته العسكرية والسياسية والحضارية.

لكن ما هو مستقر حسبما يؤكد الحسيني، أن الناتج الميداني على الرغم من التكلفة الباهظة في فضاءات المواجهة حول القدس لا يعد مؤشرا حقيقيا على نجاح أو إخفاق، فهما ثنائية لا تتبدى في مديات قريبة بسبب طبيعة المواجهة وتجذر مكونات الصراع وتعدد أشكاله ومستوياته.

يرى الحسيني ان دينامية الفعل الفلسطيني والمقدسي في الصلب منه تستند الى قدرتها في فكفكة بنى الإحباط والتردد استنادا الى طبيعة الاحتلال وفعله في اقتلاع فلسطين من فلسطين، وقتل فلسطينية الفلسطيني، وهو ما أخفقت فيه اسرائيل وإسنادها الدولي منذ تفجر الصراع العربي الصهيوني.

يضيف هذا المقدسي المحتشد بعزيمة لا تلين، ان العرب وعلى الرغم من واقعهم البائس لم يعرفوا قيمة الأثر الذي يخلفه عدوان الصهيونية لاستغلاله في نزع الهالة عن صورة اسرائيل الغريبة عن المنطقة، والتي يشكل وجودها اعتداء على الحق الفلسطيني والعربي الإنساني، فدخلوا في دوامة الاعترافات والتنازلات التي لا تعرف مستقرا سوى بنفي الفلسطيني عن فلسطين، وهو ما تنشده الصهيونية من شرطها الاعتراف بيهودية كيانها.

ويوضح ان الصهيونية المسنودة باليهودية العالمية أولت الأثر قيمة استثنائية فتسنى لهم بلورة مخيال غربي بل وعالمي مناصر ومتبن لكيانهم وحاضن لعدوانيته، فأعدوا سيناريو محرقة أوشفيتز حتى إن حاخامات انبروا الى بلورة لاهوت ما بعد المحرقة، التي لم تتسع لها الكتابة الأدبية وترميزاتها لتصل الى الموسيقى والسينما في مسعاها لصياغة الوجدان الثقافي الغربي والعالمي.

وبينما يفشل العرب في تجشم عناء التفكير والسعي لبلورة مخيال ووجدان عالمي مساند لقضاياهم، تمتطي الصهيونية محرقتها كحصان طروادة، في إشاعة وعي زائف لدى الغرب يجرم السكوت على المحرقة ويجعل الدعم المطلق لإسرائيل أيقونة خالدة في السياسة والأدب الغربيين، حسب الحسيني.

الحسيني يرى ان الفعل الثقافي العربي في تجليات مقاومته للغزوة الصهيونية مدعو لابتكار يحدث اختراقا ثقافيا عالميا كنهه تعرية الأيقونة الصهيونية حول فلسطين باعتبارها "اسرائيل".

واذ يقتفي أثر دان براون في رواية "شيفرة دافنشي" التي تصدت لموضوع إنسانية المسيح، استنادا إلى جدارية دافنشي، يوضح الحسيني ان "العشاء الأخير تجسد حياً، فدفع براون في أن اللوحة تواري شيفرة سرية، تضمر أن المسيح كان زوجا لمريم المجدلية، إضافة الى أن براون ذهب بعيدا في تقديم مزيد من الأدلة على فرضياته الخطيرة على لوحة دي فانشي، فعاد مثلا الى كثير من مخطوطات القرن التاسع الميلادي، خصوصا تلك المتعلقة بمؤسسات سرية، ليستنتج أن مريم المجدلية فرت إلى فرنسا بعد صلب المسيح، وظلت تحافظ على سر الكأس الذي يرمز إلى نسل المسيح، الذي ابتدأ من ابنته سارة"، حسب ثيمة رواية براون.

أمّا ما يخص أُصول المسيحية فيرى الحسيني أن براون تجاوز في روايته تابوهات إيمانية عدها العقائديون الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، مسّاً جوهريا بـ"ألوهية المسيح" أو ما يعرف بـ "دنس الزواج"، وبتحريكها المياه الراكدة فجرت رواية "شيفرة دافنشي" مخيالا نخبويا استدعته من غياهب التاريخ، ما أحدث ردود فعل عنيفة أكدت تداعياتها على قوة التأثير الذي أحدثته الرواية في تمزيق منظومة متكاملة من القيم الروحية المستقرة في الذاكرة الجمعية للملايين.

يضيف الاكاديمي المقدسي وكأنما يقسم "بان أحدا لا يمكنه رصد أوجاع العرب سوى العرب، ولن نرى فلسطين والقدس مجسدتين في صميم هذا الوجع إلا بإبداع عربي يحفظ المخيال والذاكرة والملامح وتعرجات الروح".

ويتساءل : ترى ماذا لو كانت النكبة الفلسطينية تجري في أرض أخرى؟! فيخلص الى أن الرد سياتي في استدعاء أدب جديد وإثارة أسئلة تزعزع مستقر المياه الراكدة منذ قرون.

الحسيني لا يرى اي اهمية كانت لاستدرار مزيد من الدموع والبكاء على الأطلال واجترار الموت أو الحديث بضجيج عال عن الانتقام، اذ لن تتحرر القدس وفلسطين سوى بانتزاع العربي لحقه الداخلي ليمكنه محاسبة اسرائيل وطردها من الجغرافيا. واضاف : لن تتحرر بلادنا إلا ساعة نصبح مواطنين أسياداً فيها، ننتج ثقافة تهدم الحطام الذي نعيش، وتبني إسهاما في الحضارة الإنسانية التي نعيش على ضفافها منذ قرون.

المثقف المقدسي اختار "تويتر" ليكتب ما يشبه خاتمة لفكرته على "فيس بوك" فقال في تغريدة سريعة : هجمة اليهود على القدس في هذه المرحلة تستهدف اقتسام الأقصى قبل هدمه، وهو الذي اعتبره المؤرخ بوركهارت، عملا خارقا في دولة الإسلام بعد قرن من ظهورها.

ويقول : اقف يوميا قبالة الاقصى وقبة الصخرة فتظل عيناي مشدودتين الى كمال إتقانهما المعماري، الذي اصبح رمزاً إسلامياً بمعان قُدسية رسَّخت أسس الفكر المعماري الإسلامي، وأُنموذجا في العمارة الّلاحقة.

يلملم هذا المقدسي صور مدينته التي "تسعف انسانها على اختبار الهندسة في دواخله بوصفها سيرورة حيّة.

فخلف كلِّ ناصية في شارع ثمة معنى روحي متضمَّن. ومن كل جدار قديم تبرز جمالية المعمار المستتر في كلِّ ذرة وفي كلِّ حجر، وكأنّما للقدس "عصا سحرية" أبدعها العرب". الحسيني الذي تتعبه فكرة المنفى يعتقد في آن "أن المنفى على الرغم من كونه انقطاعا عن الوجود الفعلي في الوطن، يعني كذلك تمدداً داخلياً لهذا الوجود ذاته، فيغدو وجود الوطن داخلياً ومنشطا لحركة الخيال، الذي يتبدى مستويات متعددة للحلم والذاكرة، فيتفرق المكان الواحد في أمكنة عدة، ويتحول زمن الحياة تحت سمائه إلى أزمنة تاريخية أو شخصية أو اسطورية".

أمّا الاقتلاع او الانسحاب من الجغرافيا الحزينة فهو يستفز الحسيني في منطقة اللاشعور، واصفا القدس بـ"جنة وفردوس يقع في قلب جهنم احتلال يقاتل لهزيمة الحلم الفلسطيني بالخلاص". بترا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :