أمور تاريخية في قضية السفير السوري
أ.د. سعد ابو دية
01-06-2014 02:37 PM
قبل أيام تم ابعاد السفير السوري وهذا بحد ذاته اجراء سيادي من اعمال الدولة وتحديدا وزارة الخارجية وهي التي تقوم بابعاد السفير وتستطيع ان تخاطبه او تخاطب دولته باعتبار ان السفير شخص غير مرغوب فيه..
وقبل اعوام عديدة وعندما كنت في وزارة الخارجية كنت شاهد عيان على التفاصيل الدقيقة لتطور عملية تعقدت العلاقة فيها بيننا وبين دولة ويومها خاطبنا تلك الدولة وطلبنا ابعاد السفير وعقدت الدولة تلك الامور على نحو سأذكره بعد قليل. وقبلها طلب الاردن ابعاد سفير دولة عظمى وتم اغلاق الملف على خير. المهم ان الجديد في عملية ابعاد السفير السوري هو ما يلي:
1- ان القضية لم تنحصر في وزارة الخارجية وشاركت فيها الصحافة والصحفيون منذ اللحظة الاولى وشارك مواطنون يؤيدون او يعارضون. قبل اشهر غادر السفير الاميركي المملكة العربية السعودية واشيع انه ابعد وتمت مقابلته صحفيا واجاب اجابة دبلوماسية انه دبلوماسي محترف Diplomat By career. ولم تعلق الصحافة ولم يتدخل الناس.
2- ان القضية اخذت شوطا بعيدا منذ زمن ومنذ اللحظة الاولى كان بالامكان احتواء الموضوع وابعاد الناس والصحافة عنه.
3- قبل اشهر انهى سفيرنا في سوريا عمله وتقاعد ولم يعين الاردن بديلا عنه وهذا على المدى البعيد يجعل السوريين مقيدين ولا يرسلون دبلوماسيا على مستوى سفير اذا لم يرسل الاردن سفيرا.
4- علاقة الاردن مع سوريا تاريخيا علاقة قوية جغرافيا واجتماعيا ودمشق اقرب عاصمة عربية للاردن وتأسست فيها اول دولة ومملكة عربية هاشمية بعد الحرب العالمية الاولى وكانت اكبر مملكة في العالم قبل معركة ميسلون وظل الاردن وليس سوريا الذي يسعى لسوريا الكبرى ولم يكل الملك المؤسس المغفور له عبد الله بن الحسين من طرح الموضوع حتى تم اغتياله عام 1951.
5- ان سبب ابعاد السفير ظل تكهنات صحف وكل يوم تسمع قصه في السابق كانت الناس تعرف السبب الحقيقي لابعاد كل السفراء وعددهم قليل جديد وفي حدود معلوماتي هناك السفير الاميركي (اواخر الستينات ) عندما تدخل في قضية من عمل وزارة الداخلية وتعرف الناس سبب ابعاد السفير المصري في اواخر السبعينات عندما تجاوز الحد في احدى جلساته ولفظ عبارة نابية ضد جلالة الملك وكان الجو (مكهرب بسبب كامب ديفد) ويومها احتوى الاردن الموقف وابعد السفير ولكن السادات رد بقطع العلاقات.
6- واخيرا اذكر اننا بحاجة للسفير في الازمات اكثر من الاوقات العادية ولا انسى ان السفير المصري عام 1967 كما ذكر الحسين نفسه انه انقذ الموقف ووصل ما بين جلالة الملك والرئيس عبد الناصر وكان الملك يسعى لذلك بعد فشل المبعوث الاردني عامر خماش في مهمته في مصر.