كلما مرت الليالي عليه
رق والعهد بالليالي تقسي
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس؟
كل دار أحق بالأهل إلا
في خبيث من المذاهب رجس
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
من يملك الحق في التصرف في ما منحنا الله من ثروات طبيعية، فتصبح مُلكاً لحفنة من المستثمرين؛ حتى ولو كانت مجرد عقود تنتهي بالأجل المتفق عليه؟ أمثلة كثيرة يمكن الحديث عنها، وهي أمثلة موجعة ككثير من الأوجاع السياسية والاقتصادية التي ترمي بشرر كالقصر!
حمامات ماعين، ضانا، غابات برقش، والفوسفات والإسمنت والبوتاس، وغيرها مما يبعث الأسى في النفس.
في واد ذي زرع تربض حمامات ماعين في خدرها، هبة من الله لنا قريبة من عمان يستطيع الكثيرون الهروب إليها لتطهير البدن بماء السماء المتدفق من أعلى الصخور رغم أنف الحجر، أما الروح فهي التي نفخ الله فيها من روحه وهو الكفيل بغفرانها.
يستثمرون بها ويتفننون في "حلب" الناس، الدخول إلى الشلال المنزوي عن الشلال الرئيس في الحمامات، أو ما يعرف بالمنطقة العامة. رسم الدخول إليه عشرة دنانير، والخدمات المقدمة ليست سوى ماء السماء التي يفترض أنها مُلك الناس. فمن يستطيع في مثل هذه الظروف أن يأخذ عائلته المكونة من خمسة أو ستة أفراد ويدفع هذا المبلغ!
وكثيرون من المستثمرين لا يكلفون أنفسهم عناء دفع تكاليف إضافية، يمكن لها أن تزيد من سحر المكان بزراعة الأشجار في الجبال المحيطة بالحمام، فالماء موجود وكلفة لا تتجاوز بضع مئات من الدنانير ستجعل المكان دوحة غناء!
في الدول التي تقيم وزناً لمواطنيها ولثرواتها الطبيعية تعتبر هذه الموارد الطبيعية ملكا للناس، ولكن في بلدنا لا يمكن للمواطن أن ينبس ببنت شفه بأن هذه الثروات ملكنا ومن حقنا أن نستمتع بخيراتها، فهي ليست حكراً لأحد بل هي ممن قال عنها سيد الخلق عليه السلام: "الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار". لكن هذه الشراكة أصبحت ملكية خاصة، أما باقي الخلق فلهم الله والتضرع له بحسن الختام!
والحالة تنطبق كذلك على غابات برقش التي ذهب تفاؤلنا بشأنها أدراج الرياح، عندما كان الحراك في أوج عنفوانه ودافع مع الناشطين البيئيين عن الغابات حتى تم طي قصة إعدام غابات برقش، ولكن هذا الحلم الجميل في أن تبقى أشجارنا التي عمرها مئات السنين شاهدا على أصالة المكان تم إعدامها، وتذكرت مثلنا الشعبي الذي يقول "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".
(الغد)