التركيز على مشاريع تحلية المياه
مثقال عيسى مقطش
01-06-2014 04:11 AM
الحمد لله تساقطت الثلوج وهطلت الامطار بغزارة في شتاء هذا العام وارتفع مخزون المياه في السدود التسعة المقامة على الاراضي الاردنية .
وقفة بتمعن جاد امام هذه المعلومة تقودنا الى الموضوع القديم الجديد وهو : مشكلة شح المياه وتزايد عدد السكان المتصاعد والاحتياجات المتزايدة من المياه لاغراض الشرب والري وللاستعمالات الصناعية . واعترافا بالواقع اننا الدولة الاكثر فقرا في المياه في منطقة الشرق الأوسط ، فان التحديات ماثلة امامنا، ويتوجب تسليط الضوء على ما يلي:
اولا: اننا نقف اليوم على مفترق طرق ، وان منظومة التحديات تستند على محورين اولهما شح مياه الامطار وانخفاض مخزون مياه السدود ، وثانيهما مسودة استراتيجية المياه للأعوام العشرة القادمة لغاية 2024 .
ثانيا: ان الاحتياجات المائية لغايات الشرب للعام الحالي تتجاوز 500 مليون متر مكعب وان كميات المياه الممكن ضخها من كافة المصادر تقل عن ذلك بنسبة كبيرة .. وان العجز السنوي في المياه في تزايد ، وان نسبة الزيادة في السكان تجاوزت النسبة المتوقعة وهي 8% سنويا وكان من المتوقع ان يبلغ التعداد السكاني اكثر من ثمانية ملايين ونصف لغاية عام 2017 . الا انه بسبب الهجرات القصرية المتصاعدة من الدول المجاورة ، فلقد وصل الرقم في هذا العام 2014 الى حوالي تسعة مليون نسمة ومن ضمنهم حوالي 3.5 مليون في عمان العاصمة !
ثالثا: ان قصة شح المياه في الاردن ازلية ، وستكون في السنوات القادمة اكثر تعقيدا . ورغم الحطوات المتسارعة في تنفيذ مشروع مياه الديسي ، الا انه ستبقى هناك صعوبة للايفاء باحتياجات الوطن . وان الوضع يستدعي اعادة النظر في اولويات برامجنا التنموية واعطاء المياه الاولوية المطلقة بدون اي منافس .. وهذا بالتأكيد يستدعي الآتي:
- التركيز على مشاريع تحلية المياه على امتداد 27 كيلومتر هي سواحل المياه الاقليمية للأردن على امتداد البحر الحمر .
- اعادة النظر في المشاريع الاخرى في الموازنة وتحويل المخصصات لمشاريع المياه .
- تضمين جدول اعمال المؤتمرات الاستثمارية التي تنعقد سواء داخل الاردن او خارجه بأجندة واحدة رئيسية وهي مشاريع المياه .
- وضع المياه في رأس قائمة المشاريع ذات الأولوية القصوى ، او بطريقة ادق الاكتفاء فقط بهذه المشاريع لوحدها ، حتى لا تجد مزاحمة وتأخذ الاهتمام الاكبر في المنتديات والمؤتمرات التي تنعقد على الأرض الاردنية .
- بث التوعية الهادفة ومشاركة المجتمع المحلي وبقناعة في تحمل المسؤولية تجاه الاستخدام الامثل للمياه .. وبث الوعي باللغة التي يفهمها المزارع قبل المتعلم في كل المواقع من خلال عبارة واضحة هي : ماذا يعني نقص المياه !؟
لقد آن الاوان لوضع النقاط على الحروف ، والبدء بتطبيق برنامج متكامل نحو الذهاب الى المصادر البديلة الدائمة وهي تحلية مياه البحر، وبناء شبكات الضخ والتقوية والتشغيل والصيانة ، ومن خلالها يتم توفير فرص وظيفية للباحثين عنها ، والموضوع ارتوى دراسات وتحليلات وخلاصات ، وحان وقت المتابعة والتنفيذ .. وان الاعتماد على الغير من خلال الدول المجاورة او غيرها سيبقى معرضا للظروف ، وكما قال اجدادنا "ثوب الاستعارة لا يدفيء" !!