الأسد يسعى لإعادة انتخابه
31-05-2014 10:36 PM
عمون - يبدو في حكم المؤكد ان يفوز الرئيس السوري بشار الأسد بفترة رئاسة جديدة في الانتخابات المقررة يوم الثلاثاء (الثالث من يونيو حزيران) والتي رفضها معارضوه من الغرب والعرب باعتبارها تمثيلية ساخرة.
ووصف زعماء المعارضة السورية في المنفى الذين لا يحق لهم الترشح في الانتخابات بموجب مادة دستورية تنص على أن يكون المرشح مقيما في سوريا لمدة لا تقل عن عشر سنوات إقامة متصلة الانتخابات بأنها هزلية.
وينص الدستور أيضا على أن يحصل المرشح على دعم من 35 من أعضاء مجلس الشعب السوري الموالي للأسد مما يحرم فعليا الأصوات المعارضة من الترشح.
وقال الائتلاف الوطني وهو جماعة المعارضة الرئيسية في المنفى ان إصرار الأسد على الفوز بفترة ولاية جديدة يظهر عدم اكتراثه بالتوصل إلى تسوية سلمية للصراع.
ولاقى 160 ألف شخص على الأقل حتفهم في الصراع السوري الذي تفجر في صورة انتفاضة على حكم عائلة الأسد في مارس اذار عام 2011 ثم تحول الى حرب أهلية بعد التعامل العنيف لأجهزة الأمن مع المحتجين.
وفر 2.5 مليون لاجئ إلى خارج سوريا وبعضهم تسلل عبر الحدود لتفادي قوات الأسد.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن هشام الشعار رئيس اللجنة العليا للانتخابات قوله إن السوريين الذين خرجوا من البلاد بطريقة غير مشروعة لا يحق لهم التصويت في الانتخابات.
ودخل الصراع السوري عامه الرابع وبدأ باحتجاجات سلمية تطالب بالاصلاحات لكنه تحول إلى حرب أهلية بعد قمع السلطات للمظاهرات.
ويلقى الأسد دعما من ايران وروسيا وتلقى جنوده تعزيزات من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية في حين تدعم دول سنية في المنطقة مقاتلي المعارضة السورية.
وتولى بشار السلطة حين كان عمره 34 عاما في أعقاب وفاة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد بشكل مفاجيء في يونيو حزيران عام 2000 بعد أن حكم سوريا لمدة 30 عاما. وكان حافظ الأسد يخطط لتولي نجله باسل الشقيق الأكبر لبشار السلطة لكن باسل توفي في حادث سيارة عام 1994.
وبعد ساعات من وفاة حافظ الأسد عدل البرلمان السوري الدستور وخفض الحد الأدنى للسن المسموح لمن يتولى الرئاسة من 40 عاما الى 34 عاما. وفاز بشار باكتساح في الاستفتاء الشعبي على توليه الرئاسة وأدى القسم رئيسا لسوريا لسبع سنوات يوم 17 يوليو تموز عام 2000 متعهدا بالالتزام بسياسة والده الراحل تجاه اسرائيل وباصلاح الاقتصاد الذي يعاني ضعفا.
وكانت مصر أول دولة يزورها بشار عقب توليه الرئاسة حيث أجرى محادثات مع الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك بهدف تعزيز موقف سوريا في محادثات السلام المتوقفة مع اسرائيل.
وفي مارس اذار 2001 حضر بشار الأسد القمة العربية في العاصمة الأردنية عمان وقدم غصن زيتون للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإنهاء سنوات الضغينة بين القيادتين الفلسطينية والسورية التي فاقمتها اتفاقات أوسلو المؤقتة للسلام الفلسطيني مع اسرائيل في عام 1993.
وفي يناير كانون الثاني 2001 تزوج بشار الأسد من المحللة الاقتصادية المولودة في بريطانيا أسماء الأخرس.
وعارضت سوريا بشدة الغزو الذي قادته أمريكا للعراق في عام 2003.
وزار بشار الأسد أنقرة في يناير كانون الثاني 2004 في أول زيارة يقوم بها رئيس سوري الى تركيا في مسعى لتحسن العلاقات بين البلدين. وكان البلدان على شفا حرب عام 1998 قبل أن تطرد دمشق زعيم المقاتلين الأكراد عبد الله أوجلان.
ومع تزايد خلافاته مع الولايات المتحدة حث بشار الأسد روسيا على إنعاش تأثيرها في الشرق الأوسط. وفي أول زيارة رسمية يقوم بها الى موسكو في يناير كانون الثاني 2005 وافقت روسيا على شطب 73 في المئة من ديون سوريا التي ترجع الى العصر السوفيتي. واعتبرت هذه الخطوة بادرة من موسكو لتعزيز دورها في الشرق الأوسط ولاستعدادها لنقل علاقاتها مع دمشق الى مستوى جديد.
وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في فبراير شباط عام 2005 وإتهام دمشق بالتورط في الجريمة أكد بشار الأسد ان سوريا لم يكن لها علاقة بالأمر. وتحت الضغط العربي والدولي المتزايد اضطر الرئيس السوري لاعلان الانسحاب القوات السورية الكامل من لبنان.
وفي 2007 أعيد انتخاب بشار الأسد في فترة ولاية ثانية مدتها سبع سنوات وذلك بعد فوزه بنسبة 97.6 في المئة في الاستفتاء الرئاسي.
وفي ديسمبر كانون الأول 2009 زار سعد الحريري نجل الراحل رفيق الحريري دمشق في أول زيارة رسمية منذ تشكيله حكومة وحدة وطنية في لبنان.
وبعد ذلك بستة أشهر اصطحب العاهل السعودي الرئيس السوري في زيارة للبنان.
وخلال حكم بشار المستمر منذ 13 عاما أصبحت سوريا أقرب حليف عربي لايران واقام الرئيس السوري علاقات أوثق مع تركيا وقطر مصورا بلده بأنها رائدة المقاومة العربية لاسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك تفجرت في مارس اذار 2011 احتجاجات على حكمه تحولت إلى حرب أهلية تدور رحاها حتى الآن ويسعى في ظلها إلى الفوز بفترة رئاسية ثالثة مدتها سبع سنوات.
تلفزيون رويترز