facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نساء وأرجيلة


سليمان الطعاني
31-05-2014 07:19 PM

في أحياء عمان الراقية، وليالي الصيف والسهر، تعجّ المقاهي بالفتيات!!! يدخّن الأرجيلة، إمرأة وابنتها، وإمرأة أخرى وابنتها وخطيب ابنتها، يداومون على الذهاب إلى المقاهي كل ليلة لتكون الأرجيلة أول مطلب لهم في المقهى، بيد عاشقة وفي صمت وشرود ، تلقف الفتاة الارجيلة، كطفلة عطشى هدها العطش، تتأمل عيناها العدم، تجتذب نَفَسَا ًعميقا يستقر قليلا في الفم ثم تخرجه من الأنف إلى العدم من جديد ، وسحب الدخان تلفّ المكان. فالأب غائب والأم غير مسئولة.

مقاهي أرجيلة خصصت للنساء الراغبات في السهر بحرية بعيدا عن القيود الاجتماعية ونظرات الفضوليين، مقهى خاص، مكتوب على ابوابه للجنس اللطيف حصريا، وعلى مدخله لافتة 'للسيدات فقط، في أرقى أحياء عمان المكتظ بالمقاهي، خدمة نسائية كاملة حيث تتولى النادلات الشابات تقديم الأرجيلة والاطعمة والمشروبات الخفيفة لرائدات المقهى.

نتحسر على ماضٍ راح بكل خيره، يوم كان مرور النساء من أمام المقاهى عيباً وممنوعاً، أو حتى من أمام الرجال. والآن النساء في المقاهي والكوفي شوب، هل تغير الزمن؟ نعم تغير ونحن الآن رواد العصر الحديث عصر بلاء الإنسان عصر اختلط فيه الحابل بالنابل، عصر الآمال والمتعة الزائفة والأحلام، عصر خيّمت فيه التكنولوجيا على عقولنا فسلبتنا الراحة النفسية والطمأنينة وأصابتنا بالأمراض المزمنة والتوتر العصبى والنفسى واللامبالاة والملل والإحباط وغيرها..إلخ.

يظن بعض النساء ان معاقرتهن للارجيلة يعد ترجمة لحريتها الشخصية، وهي بذلك لا تعترف بالعادات والتقاليد والحشمة بقدر ما تعترف بالحريات، والأرجيله من ضمن حريتها الشخصية فلا تسمح لأحد بالتدخل بها ولا حتى في حياتها العامة وان استخدامها للارجيلة نوع من البريستيج .

وتظن نساء أخر ان تدخين الأرجيله مجرد رغبة عارمة، ورغبات النساء تختلف وتتفاوت، فقد تجد من تشرب الأرجيله من هي مدفوعة بإحساسها بالمتعة ورائحتها الجذابة ودخانها الكثيف والجلسة الشاعرية، وأن استخدامها لها لا يتعدى المزاج "ومنهن من باب الدلع والولع يقلدن أمهاتهن بشرب الأرجيله ( فالأم مدرسة)
يرى الطب النفسي أن تدخين النساء للأرجيلة يكون في أغلب الأحوال لإثبات أنهن قادرات على كسر القيود وقادرات على الدخول في المناطق المحظورة. وأنهن يأخذن هذه العادة نوعا " من التحدي". وأنها تريد أن تثبت للمجتمع أنه لا فرق بينها وبين الرجل وأنها قد تحررت وحطمت كل قيودها ويرى أيضا ان تدخين النساء للارجيلة يعد من باب الاعتقاد بأنه تطور وحضارة وأنه عامل مهم وغطاء لإثبات أن المرأة قد تستطيع تحقيق المساواة مع الرجل في جميع مسارات الحياة، وأن الفراغ والبطالة والضغط النفسي من الدوافع المهمة التي تدفع النساء لذلك.

ويرى محللون نفسيون أن البيئة التي تُربي الأنثى على مفهوم الدونية قياساً بالرجل ومفهوم التبعية له، تولِّد لديها كراهية لأنوثتها ورفضاً لها، حتى إذا دخلت سن المراهقة أتت سلوكيات ذكورية كنوع من أنواع التمرد والثورة لتبرهن لذاتها مساواتها بالرجل وللتخلص من مشاعر النقص، ويرون أيضا هذه العادة تتخذها النساء في البداية كنوع من إثبات الذات أو الترويح عن النفس أو التقليد، وتستمر فيما بعد خوفاً من آثار الانسحاب أو فقدان الأثر الزائف !!.

سألت صاحب مقهى مرة عن إقبال النساء على تدخين الأرجيلة، . أجابنى بأن الحال قد تغير الآن فبعدما كانت النساء تأتين مع أزواجهن مثلا، أصبحن الآن يأتين بمفردهن أو مع صديقاتهن وباستمرار اكثر من ذي قبل. وأفاد بأن زبائنه من النساء يعرفن أنواع المعسّل ويحكمن على جودته وجودة الأرجيلة ...وأن أكثر النكهات تصدرا للقائمة و رواجا بينهن، التفاح والعنب ، وأضاف ان بعظهن يجدن انفسهن مضطرات للمجيء للمقهى مع صديقاتهن اللواتي يدخن في الأماكن العامة فقط حتى يظهرن أنهن يمارسن نوعا من الحرية التي لم تكن متوفرة في الماضي وأنهن مستقلات .. ، وهمس لي صاحب المقهى " أن بعض النساء ترى أن الارجيلة أقل أذية من السجائر! وأنها تضفي نوعا من الجاذبية والقوة على المرأة، وأن طريقة قبضة الفتاة على الارجيلة قد تدل على شخصيتها!! وقال: أن ما تراه من معاقرة النساء للأرجيلة في الأماكن العامة قد يكون رغبة في أن يصبحن أكثر جاذبية "، يضيف: أن رائحة المعسل تعطي حواراتهن واحاديثهن وسهرهن'متعة خاصة.

أصبحت الأرجيلة آخر صرعات الموضة عند النساء، وإحدى العادات المتبعة من قبل معظم أفراد المجتمع يستخدمها الكبار والصغار ،الرجال والنساء، كطقوس تكميلية في حياتهم. أصبحت هذه الدمية جزءاً لا يتجزأ من الأمسيات والجلسات الخاصة والسهر وأحياناً جلسات الحوار والمناقشة في مقاهٍ متخصصة ومنتشرة في معظم مدننا وحتى قرانا ، وفي مرافق مختلفة فيها، وغدت جزءاً من الأدوات المهمة في المنازل.

مَنْ يعيد للأم دورها الحقيقي في المجتمع، فإن علّة الاخفاق التي نحن فيها الآن هو أنّ الأم تخلت عن دورها، وأن الأب أصبح مشغولا، فأصبح لدينا جيلا من الشباب يتيم.

مَنْ يعيد للمرأة دورها في أن تكون مدرسة، كما قال حافظ ابراهيم، أو روضاً مورقاً بالحياء والأدب، أو أستاذ الأساتذة؟ ومَنْ يعيد الى المرأة فطرتها، لتكتشف يوماً أنها لم تخلق لتعامل نفسها بهذا النحو التي هي عليه، أو لتقبل ما يرسمه لها الزمان من صور تبقيها في دائرة الغرائز والمفاتن والموضات...





  • 1 مسلسل 31-05-2014 | 10:02 PM

    يعني شو رأيك نخليها قاعده بالبيت تنظف ورانا خليها تنبسط بكفيش .........إلى معبي البلد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :