facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كأس العالم تعود إلى أرض السامبا بذكريات مؤلمة ومشاكل مزعجة


31-05-2014 12:17 PM

عمون - قبل أربع سنوات، استضافت جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم 2010 لتكون المرة الأولى التي تقام فيها نهائيات البطولة بالقارة الأفريقية لتصبح كأس العالم، بحق، بطولة للعالم كله.

والآن ، تعود البطولة العالمية إلى أرض السحر الكروي، إلى بلاد السامبا البرازيلية بعد 64 عاما من إقامتها للمرة الأولى في هذا البلد الذي يتمتع بمساحة قارة داخل قارة أمريكا الجنوبية.

ومع عودة الكأس العالمية إلى أرض السامبا البرازيلية، يتمنى البرازيليون كما لو كانت هذه البطولة هي الأولى على أرضهم لأنهم لا يرغبون في استعادة ذكريات البطولة السابقة التي جاءت نهايتها كارثية بكل معنى الكلمة لراقصي السامبا.

وفي عام 1950، كان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى التعادل فقط في المباراة الختامية للمونديال على ارضه لكنه سقط في فخ الهزيمة 1/2 أمام منتخب أوروجواي في حضور نحو 200 ألف مشجع احتشدوا في مدرجات استاد "ماراكانا" لتعرف هذه الهزيمة تاريخيا باسم "ماراكانازو".

وبينما يرغب البرازيليون في محو ذكريات هذه البطولة من خلال المونديال الجديد ، الذي تستضيفه بلادهم من 12 حزيران إلى 13 تموز المقبلين، تحاصر المشاكل منظمي البطولة من كل جانب لدرجة يخشى الجميع من تأثيرها على المنتخب البرازيلي في محاولته لانتزاع اللقب العالمي السادس.

وتبرز من هذه المشاكل الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح الشوارع البرازيلية في العديد من المدن للتعبير عن رفض الشعب البرازيلي للإنفاق الحكومي المفرط على استعدادات هذا المونديال بدلا من إنفاقها لتحسين مجالات أخرى مهمة كالخدمات التعليمية والصحية وكذلك خدمات النقل.

ولكن هذا الإنفاق ببذخ لم يحقق حتى الحد المرضي من النجاح في عملية التنظيم حتى الآن وهو ما شهد به المهاجم البرازيلي السابق رونالدو عضو اللجنة المنظمة للمونديال البرازيلي حيث أكد أن تنظيم البطولة لن يترك البنية الأساسية أو الإرث الذي وعد به المنظمون شعبهم لدى فوزهم بحق استضافة المونديال في 2007 .

بل والأكثر من هذا ، كانت التأخيرات العديدة في أعمال الانشاءات بالاستادات الخاصة بالبطولة وكذلك تأخر وعدم اكتمال العمل في معظم المطارات والطرق بالبرازيل سببا في انتقادات عنيفة ومخاوف متكررة من عدم تحقيق البطولة للحد المرضي من النجاح التنظيمي.

ولم يكن مؤسسو البطولة يدركون لدى طرح فكرة إقامة كأس العالم قبل عشرات السنين أن اللعبة ستشهد هذا التطور الهائل وأن البطولة ستصبح واحدة ضمن أبرز البطولات الرياضية على مستوى العالم بل إنها الأبرز في عالم كرة القدم.

وبدأ الحديث عن فكرة إقامة بطولة كأس العالم بعد فترة قصيرة للغاية من تأسيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في عام 1904 .

ولكن السياسات الرياضية تسببت في تحويل الفكرة إلى حقيقة بعد أكثر من عقدين من الزمن بعدما طرحها الفرنسيان جول ريميه وهنري ديلوني.

ورغم ذلك ، جاء نجاح مسابقة كرة القدم في دورات الألعاب الأولمبية وخاصة في عامي 1924 و1928 ليدفع بالفكرة إلى حيز التنفيذ حيث أمر ريميه رئيس الفيفا في ذلك الوقت بتشكيل لجنة دراسة برئاسة ديلوني سكرتير عام الفيفا.

وخلال دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الهولندية أمستردام 1928 ، أعلن ديلوني عن إقامة كأس العالم للمرة الأولى في عام 1930 .

ووقع اختيار الفيفا على أوروجواي لاستضافة البطولة بعد فوز منتخبها بلقب مسابقة كرة القدم في دورتي الألعاب الأولمبيتين 1924 و1928 وتزامن البطولة مع احتفال أوروجواي بالعيد المئوي لاستقلالها.

ولكن هذا الاختيار لم يسلم من الجدل حيث رفضت كل من إيطاليا وهولندا وأسبانيا والسويد المشاركة في هذه البطولة بعدما رفض الفيفا منح حق استضافة البطولة لأي منها.

وتعللت هذه الدول الأوروبية الأربع بأن الرحلة من أوروبا بالباخرة عبر المحيط الأطلسي تستغرق ثلاثة أسابيع مما يمثل إرهاقا شديدا على اللاعبين ويعوقهم عن ارتباطاتهم المحلية.

كما أعلنت أربع دول أوروبية أخرى ، وهي النمسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا وسويسرا ، انسحابها بينما غابت الاتحادات البريطانية بسبب خلافها مع الفيفا بشأن هذه البطولة خوفا من تقليص هيمنة الاتحادات البريطانية صاحبة الريادة في عالم اللعبة.

ولم تبدأ مشاركة المنتخبات البريطانية في بطولة كأس العالم إلا من خلال بطولة 1950.

ورغم ذلك، نالت البطولة الأولى التي شارك فيها 13 منتخبا اهتماما هائلا.

وأقيمت المباراة النهائية على استاد "سينتيناريو" في مونتيفيديو عاصمة أوروجواي وأمام حشد من الجماهير بلغ 93 ألف مشجع.

وتزامنت المباراة النهائية في 17 تموز/يوليو 1930 مع احتفال أوروجواي بمرور 100 عام على يوم استقلالها. وفاز منتخب أوروجواي في النهائي على نظيره الأرجنتيني 4/2 في مواجهة مكررة لنهائي مسابقة كرة القدم بأولمبياد 1928.

ومنذ ذلك الحين ، لم تتوقف بطولات كأس العالم إلا بسبب الحرب العالمية الثانية.

واستضافت إيطاليا البطولة الثانية في عام 1934 ولكنها، على عكس بطولة 1930، أقيمت بنظام خروج المهزوم بعد أن شارك فيها 16 منتخبا.

ومع وصول البطولة إلى دورها الثاني ، انحصرت المنافسة بين المنتخبات الأوروبية حيث خرجت منتخبات باقي الاتحادات القارية.

وتحولت البطولة إلى وسيلة للدعاية لانتصار الزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني.

وأحرز المنتخب الإيطالي، صاحب الأرض، لقب البطولة بالفوز في النهائي على نظيره التشيكوسلوفاكي 2/1 بعد وقت إضافي في العاصمة روما.

وألقت الفوضى السياسية في أوروبا وبوادر الحرب الوشيكة بظلالها على البطولة الثالثة التي استضافتها فرنسا عام 1938.

واحتلت ألمانيا بقيادة الزعيم النازي أدولف هتلر جارتها النمسا قبل بداية فعاليات البطولة ليشارك المنتخب الألماني في البطولة بصفته منتخب ألمانيا "العظمى".

وشارك في هذه البطولة 15 منتخبا منها ثلاثة منتخبات فقط من خارج القارة الأوروبية بعدما رفضت الأرجنتين المشاركة في البطولة بعد منح حق الاستضافة لفرنسا رغم مطالب الأرجنتين باستضافتها.

وأقيمت البطولة بنظام خروج المهزوم أيضا ونجح المنتخب الإيطالي في الحفاظ على اللقب بقيادة نفس المدير الفني فيتوريو بوتزو الذي قاد الفريق للقب البطولة عام 1934 .

وفاز المنتخب الإيطالي في المباراة النهائية 4/2 على نظيره المجري.

وتسببت الحرب العالمية الثانية في إلغاء بطولتي كأس العالم 1942 و1946 ولكنها استؤنفت بعد 12 عاما.

واستضافت البرازيل البطولة الرابعة عام 1950. واتسمت هذه البطولة بالفوضى نظرا لكثرة الانسحابات قبل بداية البطولة بالإضافة إلى سفر بعض الفرق لنحو ألف ميل داخل البرازيل لخوض مبارياتهم في الدور الأول (دور المجموعات).

وشارك في هذه البطولة 13 منتخبا وزعت على أربع مجموعات حيث ضمت اثنتان منهما أربعة منتخبات وضمت الثالثة ثلاثة منتخبات بينما ضمت المجموعة الأخرى منتخبين فحسب.

والأكثر من ذلك أن البطولة افتقدت لإقامة مباراة نهائية فعلية. ولحسن الحظ بالنسبة للمنظمين (البرازيل) أن المباراة الختامية في هذه البطولة كانت حاسمة على لقب البطولة فاعتبرها مؤرخو اللعبة بمثابة مباراة نهائية للبطولة.

وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى نقطة التعادل في هذه المباراة للتتويج بلقب البطولة.

ولكن أصحاب الأرض ، الذين خاضوا المباراة أمام عدد قياسي عالمي من المشجعين بلغ 199 ألف و854 مشجعا على استاد "ماراكانا" الذي أقيم قبل البطولة بفترة قصيرة ، مني بالهزيمة 1/2 أمام منتخب أوروجواي ليعود كأس البطولة الذي أطلق عليه اسم "جول ريميه" إلى أحضان أوروجواي.

وبزغ المنتخب المجري كإحدى القوى الكروية الكبيرة في بداية الخمسينيات ليصبح ضمن المرشحين بقوة لإحراز لقب مونديال 1954 بسويسرا.

وضم الفريق آنذاك مجموعة من اللاعبين البارزين مثل فيرنك بوشكاش وساندور كوكسيتش وناندور هيديكوتي وحافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم على مدار 28 مباراة متتالية كان منها الفوز على المنتخب الإنجليزي 6/3 في عام 1953 ثم 7/1 في العام التالي.

وبلغ المنتخب المجري المباراة النهائية للبطولة في العاصمة السويسرية برن ولكنه تأثر بإصابة بوشكاش فخسر 2/3 أمام منتخب ألمانيا الغربية رغم تقدم المنتخب المجري بهدفين نظيفين في أول ثماني دقائق من المباراة ورغم فوزه الساحق على المنتخب الألماني 8/3 في دور سابق بنفس البطولة.

واشتهرت هذه المباراة بأنها "معجزة برن" حيث نجح المنتخب الألماني ، بقيادة مديره الفني فريتز والتر ونجميه هيلموت ران الذي سجل هدفين للفريق وتوني توريك حارس المرمى الذي تصدى للهجمات المجرية الواحدة تلو الأخرى ، في تحقيق الفوز الثمين على المنتخب المجري المرشح الأقوى للفوز باللقب.

وطغى الطابع البرازيلي على مونديال 1958 خاصة في ظل وجود الموهبة الشابة المتألقة إديسون أرانتس دو ناسيمينتو (بيليه).

كما كانت أول بطولة تبث مبارياتها تلفزيونيا (بطولة 1954 شهدت تغطية تلفزيونية محدودة).

وشهد مونديال 1958 المولد الفعلي لأسطورة كرة القدم البرازيلي حيث خاض أربع مباريات مع منتخب بلاده سجل فيها ستة أهداف وساهم في فوز الفريق بلقب البطولة.

كما ضم المنتخب البرازيلي خلال هذه البطولة عددا كبيرا من النجوم مثل جارينشيا وديدي وفافا ونيلسون سانتوس.

وسجل بيليه ثلاثة أهداف (هاتريك) في الدور قبل النهائي ليقود الفريق إلى الفوز 5/2 على نظيره الفرنسي ثم سجل بيليه هدفين آخرين في المباراة النهائية ليقود راقصي السامبا البرازيلية إلى الفوز 5/2 أيضا على المنتخب السويدي في العاصمة السويدية ستوكهولم.

كما اشتهرت هذه البطولة بتألق المهاجم الفرنسي جوست فونتين الذي سجل 13 هدفا في ست مباريات ليظل حتى الآن صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في بطولة واحدة من بطولات كأس العالم.

وبعد إقامة البطولة في أوروبا لمرتين متتاليتين ، عاد المونديال إلى قارة أمريكا الجنوبية في عام 1962 حيث أقيمت البطولة في تشيلي.

وشهدت هذه البطولة نصرا آخر للمنتخب البرازيلي حيث تغلب على نظيره التشيكوسلوفاكي 3/1 في المباراة النهائية بالعاصمة سانتياجو ولكنه افتقد في هذه المرة لجهود نجمه بيليه الذي خرج مصابا في الفخذ خلال المباراة الأولى للفريق في البطولة والتي التقى فيها نظيره التشيكوسلوفاكي أيضا ضمن منافسات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة.

واتسمت البطولة بالطابع البدني بشكل عام كما شهدت "معركة سانتياجو" خلال المباراة بين منتخبي إيطاليا وتشيلي والتي طرد خلالها لاعبان من المنتخب الإيطالي كما خرج اللاعبون في حراسة الشرطة بعد سلسلة من المشاجرات بين لاعبي الفريقين.

وسيظل مونديال 1966 بإنجلترا مشهورا بالهدف المثير للجدل الذي سجله جيوف هورست للمنتخب الإنجليزي في المباراة النهائية التي تغلب فيها الفريق صاحب الأرض على منتخب ألمانيا الغربية باستاد "ويمبلي" .

وسجل هورست الهدف بتسديدة قفزت بين العارضة والأرض ومنحت التقدم للمنتخب الإنجليزي 3/2 .

وسجل هورست ثلاثة أهداف (هاتريك) في هذه المباراة ولكن الفريق الإنجليزي ضم أيضا واحدا من أبرز نجوم بطولات كأس العالم وهو بوبي تشارلتون.

وبرز أيضا ضمن النجوم المتألقين في هذه البطولة اللاعب البرتغالي إيزيبيو الذي توج هدافا للبطولة ولاعب كوريا الشمالية باك دوو إك الذي سطر تاريخا لنفسه خاصة بعدما سجل هدف الفوز المفاجئ 1/صفر لمنتخب بلاده على نظيره الإيطالي.

وكانت البطولة بمثابة خيبة أمل للمنتخب البرازيلي الذي فشل في الدفاع عن لقبه كما أكد بيليه أنه لن يشارك في بطولات كأس العالم بعد ذلك بسبب الخشونة الزائدة التي وجدها من لاعبي الفرق المنافسة.

ولكن بيليه لم يحافظ على كلمته ، والأكثر من ذلك أنه قدم أفضل عروض له خلال مونديال 1970 والذي ظهر فيه الفريق بأفضل مستوى له كما اعتبرت البطولة بشكل عام كأفضل بطولة في تاريخ كؤوس العالم.

ونجح المنتخب البرازيلي بقيادة بيليه ومعه كوكبة من النجوم الآخرين مثل جيرزينيو وتوستاو وجيرسون وريفيلينو في تحويل المباراة النهائية إلى مهرجان بالفوز على المنتخب الإيطالي 4/1 ليحرز بيليه ورفاقه اللقب الثالث للبرازيل في بطولات كأس العالم ويحتفظ المنتخب البرازيلي بكأس البطولة "كأس جول ريميه".

وإذا كان مونديال 1970 قد شهد مولد كرة القدم الحديثة فإن مونديال 1974 بألمانيا الغربية كان استمرار وتطورا لسابقه.

واستعاد الأوروبيون هيمنتهم مجددا على البطولة التي أقيم دورها الثاني بنظام المجموعات أيضا وليس بنظام خروج المهزوم.

ونجح منتخب ألمانيا الغربية في التغلب على هزيمته المفاجئة في الدور الأول أمام منتخب منافسه السياسي ، ألمانيا الشرقية ، ليصل إلى نهائي البطولة الذي التقى فيه المنتخب الهولندي بقيادة نجمه المتألق يوهان كرويف.

وحقق المنتخب الهولندي طفرة هائلة في عالم اللعبة خلال هذه البطولة من خلال أسلوب "كرة القدم الشاملة" والذي حصل فيه اللاعبون على حرية أكبر في تغيير مواقعهم ومراكزهم داخل الملعب خلال المباراة.

ولكن الفوز في المباراة النهائية كان من نصيب أصحاب الأرض بعدما فرض منتخب ألمانيا الغربية هيمنته على مجريات اللعب في الشوط الأول من المباراة النهائية وحقق الفوز 2/1 على نظيره الهولندي الذي كان الأفضل في الشوط الثاني.

وامتزجت السياسة بالرياضة مجددا قبل بطولة كأس العالم الحادية عشر والتي استضافتها الأرجنتين عام 1978 .

وظهرت بعض التهديدات بالمقاطعة بسبب نظام الحكم الشمولي للجنرال فيديلا في الأرجنتين وانتهاكاته لحقوق الإنسان.

ورفض كرويف للوهلة الأولى السفر إلى الأرجنتين بسبب هذا الوضع السياسي وبعد تلقيه تهديدات بالقتل في حالة السفر للأرجنتين.

ونجح أصحاب الأرض مجددا في إحراز اللقب حيث حظي المنتخب الأرجنتيني بمساندة هائلة من المشجعين كما نال دفعة قوية بسبب أهداف ماريو كيمبس.

ووصل المنتخب الهولندي للمباراة النهائية مجددا ولكنه خسر أيضا أمام نظيره الأرجنتيني 1/3 بعد التمديد لوقت إضافي.

وتوج المنتخب الإيطالي بلقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخه عندما استضافت أسبانيا النهائيات عام 1982 حيث شهدت هذه البطولة زيادة عدد الفرق المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخبا.

وعبر المنتخب الإيطالي الدور الأول (دور المجموعات) بصعوبة بالغة وبفارق الأهداف ولكنه نجح في التغلب على منتخبات الأرجنتين والبرازيل وبولندا في طريقه إلى النهائي الذي تغلب فيه على منتخب ألمانيا الغربية 3/1 .

وفي عام 1986 ، نالت المكسيك حق استضافة المونديال مجددا. وشهدت هذه البطولة تألقا فائقا لأسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الذي قاد منتخب بلاده للفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد التغلب على ألمانيا الغربية 3/2 في المباراة النهائية.

وكانت مباراة الأرجنتين مع المنتخب الإنجليزي في دور الثمانية كفيلة للتعريف الكامل بالأسطورة والظاهرة مارادونا حيث سجل هدفه الشهير الذي عرف فيما بعد من خلاله بلقب "يد الرب" حيث سجل هدفا مثيرا للجدل بقبضة يده قبل دقائق من تسجيل هدف آخر ما زال حتى الآن من أفضل الأهداف في تاريخ كأس العالم وكرة القدم بشكل عام.

ورغم ذلك ، كان مارادونا والمنتخب الأرجنتيني هو الطرف الخاسر في المباراة النهائية للبطولة التالية التي استضافتها إيطاليا عام 1990 حيث سقط الفريق في المباراة النهائية بالعاصمة روما أمام منتخب ألمانيا الغربية بهدف نظيف سجله أندرياس بريمه من ضربة جزاء ليتوج الألمان باللقب الثالث في تاريخهم.

وكانت هذه المباراة نهاية لبطولة افتقدت لكرة القدم الجميلة خاصة في مباراتي الدور قبل النهائي واللتين حسمتهما ركلات الترجيح.

وعرفت كرة القدم العالمية طريقها إلى الولايات المتحدة عندما استضافت الولايات المتحدة فعاليات مونديال 1994 والذي شهد تطورا في المستوى عما كان في مونديال 1990 وذلك باستثناء المباراة النهائية التي التقى فيها المنتخبان البرازيلي والإيطالي وحسمها نجوم السامبا البرازيلية بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي الذي استمر على مدار 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي.

وبالنسبة لمارادونا ، كان مونديال 1994 بالولايات المتحدة نهاية له مع كرة القدم حيث كشفت الاختبارات عن تعاطيه المنشطات ليستبعد من فعاليات البطولة.

كما أسفرت هذه البطولة عن مأساة أخرى حيث قتل اللاعب الكولومبي أندريس إسكوبار بعد أيام من عودته إلى بلاده بسبب الهدف الذي سجله عن طريق الخطأ في مرمى فريقه خلال المباراة أمام المنتخب الأمريكي.

وتوج المنتخب الفرنسي بلقب بطولة كأس العالم السادسة عشر التي استضافتها بلاده عام 1998 والتي شهدت زيادة عدد الفرق المشاركة في النهائيات إلى 32 منتخبا.

وسجل أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان صانع ألعاب الفريق هدفين برأسه في المباراة النهائية بالعاصمة باريس والتي فاز فيها الفريق 3/صفر على نظيره البرازيلي.

ولكن أحدا لم يستطع إيقاف المنتخب البرازيلي في البطولة التالية التي أقيمت بالتنظيم المشترك بين كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 .

وكان المهاجم البرازيلي الشهير رونالدو ، الذي مني بخيبة أمل كبيرة في نهائي مونديال 1998 ،هو النجم الأول لمونديال 2002 حيث سجل لفريقه ثمانية أهداف في هذه البطولة كان من بينها هدفا المباراة النهائية التي تغلب فيها البرازيليين 2/صفر على المنتخب الألماني في استاد مدينة "يوكوهاما".

واتسمت هذه البطولة بالخروج المخيب للآمال للعديد من المنتخبات التي كانت مرشحة بقوة لإحراز اللقب ومنها المنتخب الفرنسي الذي خاض البطولة للدفاع عن لقبه ولكنه خرج صفر اليدين من الدور الأول (دور المجموعات) .

وعادت البطولة إلى أحضان ألمانيا من خلال مونديال 2006 ولكن المنتخب الألماني لم ينجح في إحراز لقب البطولة على ملعبه مثلما حدث في مونديال 1974 وسقط في الدور قبل النهائي لمونديال 2006 ليكتفي بالمركز الثالث.

وأطاح المنتخب الإيطالي بنظيره الألماني بعد وقت إضافي في مباراتهما بالدور قبل النهائي ثم انتزع المنتخب الإيطالي لقب البطولة اثر فوزه على نظيره الفرنسي بضربات الترجيح في المباراة النهائية بعد تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وبالنسبة لزيدان الذي قاد بهدفيه الفريق الفرنسي للفوز بنهائي مونديال 1998 ، كانت المباراة النهائية لمونديال 2006 بالعاصمة الألمانية برلين نهاية مخزية لمسيرته الكروية الرائعة حيث طرد اللاعب قبل نهاية الوقت الإضافي للمباراة بعدما نطح برأسه اللاعب الإيطالي ماركو ماتيراتسي في صدره.

وكان هذا اللقب هو الأول لإيطاليا منذ 24 عاما والرابع في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم ليكون أنجح المنتخبات في تاريخ البطولة بعد المنتخب البرازيلي المتوج باللقب خمس مرات.

وفي 2010 ، عرفت البطولة طريقها إلى أرض جديدة حيث ذهبت إلى أقصى جنوب القارة السمراء في أبلغ دليل على عودة جنوب أفريقيا إلى أحضان العالم بعد عقود طويلة من العزلة بسبب سياسة التمييز العنصري التي لم يتخلص منها هذا البلد إلا في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

ولكن منتخب جنوب أفريقيا صنع تاريخا بشكل سلبي حيث أصبح أول منتخب مضيف يودع البطولة من دورها الأول.

لكن الفشل لم يكن قاصرا على أصحاب الأرض فحسب وإنما امتد للمنتخب الإيطالي حامل اللقب الذي أصبح أيضا أول حامل لقب للمونديال يودع البطولة من الدور الأول في رحلة الدفاع عن اللقب حيث فشل في تحقيق أي فوز بمبارياته الثلاث في المجموعة وودع البطولة صفر اليدين.

وبينما كان الأداء السيئ والابتعاد التام عن مستوى الفريق في مونديال 2006 هو سبيل الآزوري إلى وداع البطولة مبكرا ، كانت المشاكل هي شعار المنتخب الفرنسي الذي وصل لنهائي مونديال 2006 ولكنه كان في 2010 شبحا لفريق زيدان وزملائه.

وودع المنتخب الفرنسي الدور الأول بعد فشل داخل المستطيل الأخضر وفضائح خارج الملعب حيث شهدت البطولة تمرد عدد من اللاعبين على مديرهم الفني ريمون دومينيك ومشادة بين المدرب ولاعبه نيكولا أنيلكا قبل أن يصدر دومينيك قرارا بترحيل أنيلكا عائدا إلى بلاده.

ورغم هذا، كان رحيل الفريق كله من البطولة أسرع لتشهد هذه البطولة خروج طرفي المباراة النهائية لمونديال 2006 من الدور الأول في مونديال 2010.

وفي المقابل، تخلص المنتخب الأسباني سريعا من كبوته بعد الهزيمة أمام نظيره السويسري في الجولة الأولى من مباريات مجموعتهما بالدور الأول وشق طريقه بنجاح إلى النهائي الذي واجه فيه المنتخب الهولندي في اختبار صعب للفريق لم يحسمه سوى هدف اللاعب الموهوب أندريس إنييستا في الوقت الإضافي للمباراة.

وأكد هدف إنييستا على العقدة الهولندية حيث خسر أصحاب الرداء البرتقالي للمرة الثالثة في ثلاث مباريات نهائية لبطولات كأس العالم وذلك بعد الهزيمة من قبل في نهائي البطولة عامي 1974 و1978.

وتوج المنتخب الأسباني بلقبه العالمي الأول بعد عامين من فوزه بلقب يورو 2008 وقبل أن يكمل دائرة نجاحه بإحراز لقب يورو 2012 . (د ب أ)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :