«الدولة الواحدة» .. الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي .. !
عودة عودة
31-05-2014 02:41 AM
في الأخبار.. أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء قبل الماضي في لندن أن الفلسطينيين والإسرائيليين وحدهم بإستطاعتهم أن يقرروا إستئناف مفاوضات السلام وأن الباب مفتوح أمام السلام إلا أنه يعود إلى الطرفين، وذلك خلال لقاء له مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن.. (الرأي 2014/5/16)
وهذا يعني إعلان ( تنصل ) الولايات المتحدة عن وعودها السابقة بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حل الدولتين وفق القرارات الدولية.. ودعوة معلنة للفلسطينيين والإسرائيليين لخلع أشواكهم بأيديهم..!
حدث كل ذلك من خيبات لعملية السلام على أساس حل الدولتين بعد أكثر من عشرين عاماً من العمر الطويل والممل واللامجدي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية... وكما يبدو أن (الانكشاف التام) للرفض الإسرائيلي لهذا الحل قد بات واضحاً كوضوح الشمس في عز الظهر ولا داعي للدخول في التفاصيل المملة والطويلة وغير المجدية...
لقد وصل لجميع المعنيين بعملية السلام على ضرورة إيجاد (طريقة تعايش) سلمية... ودائمة على أرض فلسطين التاريخية ولكن ليس على أساس (حل الدولتين) الذي هو مضيعة للوقت ليس غير...
لقد جهد الفلسطينيون ومعهم العرب ومن خلال المبادرة العربية للسلام.. وقبل شعارات الإنتفاضة الأولى والثانية عامي 1987 و2000 بالإكتفاء ( بدولة فلسطينية ) على الأرض الفلسطينية المحررة في الضفة الغربية وقطاع غزة مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينين في الشتات وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة...
الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين: دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضها وحدودها ومعابرها الدولية وأخرى إسرائيلية بجانبها.. هو رفض لحل كان (يمكن) أن يشكل الأساس للتعايش في المنطقة العربية مع أنه لا يجسد (عدلاً كاملاً) للشعب الفلسطيني المظلوم والمطرود من أرضه ووطنه وإن كان يتضمن الحد الأدنى من الإجماع العربي الفلسطيني والقومي على تحرير فلسطين.. كل فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر...
ومثلما فشل نموذج الدولة الإستيطانية الغربية (نموذج الدولة الصليبية) ها هي إسرائيل تُفشل أيضاً النموذج الجديد للدولة العبرية في الشرق الأوسط التي ما زالت تعيش على مدى 63 عاماً على السيف إضافة إلى إنها بلا عاصمة مستقرة وبلا حدود رسمية ومعترف بها دولياً وبلا دستور ولم تكسب الشرعية الكاملة في المحيط العربي والدولي كما لم يعترف بها حتى هذه اللحظة صاحب الحق (الشعب الفلسطيني) وما إتفاق (اوسلو) الإ إعلان مبادئ للسلام المقبل ليس غير...
وإزاء هذا (التعري الواضح.. والكبير) للفشل الإسرائيلي والفلسطيني والعربي والدولي في إنشاء مشروع (الدولتين) دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية على أرض فلسطين التاريخية.. فإن حل (الدولة الواحدة) للعرب واليهود في فلسطين هو الحل الممكن والأكثر إستيعاباً للحقوق الفلسطينية.. كما يتضمن هذا الحل رسالة سلمية وديمقراطية لأكثرية المجتمع الإسرائيلي الذي ملء الحروب وسفك الدماء لإبنائه وللفلسطينيين والعرب على مدى أكثر من 63 عاماً ولأعوام أخرى أعدادها غير معروفة وغير معلنة..
و رغم ما يشاع من رفض قادة اسرائيليين معروفين لحل الدولة الواحدة إلا أن هناك قادة إسرائيليون معروفون أيضاً يطالبون بهذا الحل ولا داعي لذكر الأسماء كاملة وعلى رأسهم (يوسي بيلين).. كما أن هناك أكثر من إشارة فلسطينية وفي البدايات لمنظمة التحرير الفلسطينية على إنشاء دولة ديمقراطية في فلسطين التاريخية وعلى أساس حل الدولة الواحدة...
كما أن هناك اشارات واضحة من داخل اسرائيل نفسها أن إمكانية قيام الدولة الواحدة للعرب واليهود في فلسطين ممكنة ومنها: فاللغة العربية هي لغة رسمية في إسرائيل الى جانب اللغة العبرية وتُدرس لليهود في بدايات المرحلة الإبتدائية وإن العملة الإسرائيلية (الشيكل) مكتوب عليها باللغات الثلاث ( العربية والعبرية والإنجليزية)، كما أن جميع لافتات الشوارع والطرق والساحات العامة وأسماء المطارات والوزارت والطوارئ وحتى الكنيست مكتوبة أسماؤها باللغات الثلاث هذه.
إن حل الدولة الواحدة وكما كانت قبل العام 1948.. ينهي الخلاف حول القدس حيث تصبح العاصمة الواحدة (القدس) للدولة الواحدة بدلاً من عاصمتين لدولتين في المشروع الذي فشل تماماً.. كما أن إنشاء هذه الدولة الواحدة ينهي جميع الخلافات الأخرى حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الشتات الذين يشكلون 65% من الشعب الفلسطيني كما ينهي جميع الخلافات حول الحدود والمعابر والمياه وغيرها وإسم الدولة الواحدة لن يكون خلافاً كبيراً عليه فقد كانت تسمى فلسطين وستبقى تسمى فلسطين..!
(الرأي)