قصة المثل الشعبي محمد يرث ومحمد ما يرث... مختصر سالفته ان الأب حين ما دنا أجله قال لعياله الثلاثة اللي كل واحد منهم اسمه محمد.. قال لهم محمد يرث ومحمد يرث ومحمد ما يرث...
وطبعا ما حدد اي واحد منهم المحروم... راحوا للعقبي داهية القضاة يحل لهم مشكلتهم وبالطريق قصوا أثر جمل أعور محمل ملح وصاحب الجمل اتهمهم فيه لأنهم وصفوه...
العقبي جهز لهم طعاماً بعد ما فكهم من راعي البعير وسمعهم يوصفوا الطعام ويوصفوا معزبهم انه مش ابن شرعي لأبوه... المثل وقصته شائعات في المجتمع الأردني... لكن القصة والمثل مش أصليات... لأنها مقتبسة من قصة مماثلة صارت أيام عرب الجاهلية... لكن البدو اقتبسوها وفصّلوها على أيامهم القريبة...
محمد يرث ومحمد ما يرث مأخوذة حرفيا من سالفة المثل العربي... ان العصا من العُصيّة... والمقصود الشئ الكبير اللي كان في بدايته زغير... أول واحد قاله داهية من دواهي عرب اليمن في نجران واسمه الأفعى الجرهمي... هذا كان علاّمة في مشاكل الناس بزمنه اللي كان عايش فيه نزار جد العرب... لما كبر نزار وحس ان أجله قريب جمع عياله اللي هما مضر واياد وربيعة وأنمار... حب يقسم ورثته احسن ما يتفالخوا اولاد الضراير ويختلفوا عليها بعد ما يموت... قال الهم القبه الحمرا لمضر ، وهذي رعية ابل كبيرة... والفرس الدهما والخبا الأسود لربيعة... والخدامه العجوز الشمطاء لإياد... وبدرة القروش والمجلس لأنمار يقعد فيه...
ما رضيو بقسمة ابوهم وتهاوشوا عليها عقب ما مات... شدوا رحالهم قاصدين الأفعى الجرهمي بنجران حتى يقضي بينهم... بالطريق صارت معهم سالفة المحمدين الثلاثة وهما رايحين على العقبي... مضر شاف مرعى بالطريق وقال لأخوانه البعير اللي رعى العشب هذا أعور... قال ربيعة وبرضه البعير اللي رعاه أزور... قال اياد وبرضه البعير أبتر يعني ذنبه مقطوع... قال أنمار انا شايف انه البعير هذا شرود ما معه حدا... كملوا طريقهم حتى لاقاهم صاحب البعير وسألهم عنه... قالوا له اعور قالهم آه... أزور أبتر شرود قال لهم هذا بعيري دلوني عليه... قالوا له والله ما شفناه... شلون ما شفتوه وانتوا توصفوه بأوصافه... أنكروا... تعلق بيهم ومشى معهم للأفعى الجرهمي حتى يقضي بينهم... قال لهم الأفعى شلون وصفتوه وانتوا ما شفتوه... قال مضر العشب ماكول من جال ومتروك من جال وهذا دليل انه البعير اعور... قال ربيعه واحده من خفوفه ثابته والثانية بعكسها وهذا يعني انه أزور... قال اياد انه بعر الجمل مجمع بمكان واحد وهذا يعني انه ذيله مبتور... قال أنمار كان يرعى بمكان ويتركه بسرعه او يتركه ويروح على مكان ثاني وهذا يعني انه شرود مامعه حدا... الأفعى قال لصاحب الجمل روح دور بعيرك هذول الضيوف بريين منه.
عيال نزار اللي هم مضر واياد وربيعة وأنمار قالوا مشكلتهم للأفعى الجرهمي بعد ما راح صاحب البعير... القاضي أولم لهم وقدم الهم الطعام وقعد بمكان مختفي يسمعهم... نفس الحالة اللي ساواها العقبي بالمحمدين الثلاثة... وهما ياكلوا قال ربيعة... اللحم طيب بس لو انه الخروف ما رضع كلبه... قال مضر الشراب طيب لكن شجرته نابته على قبر... قال اياد معزبنا طيب بس لو انه ابن ابوه اللي يتسمى بيه... قال انمار كلامنا اليوم أنفع بحاجتنا من كل اشي... سمعهم الأفعى الجرهمي ودار حاله على بيته وسأل العبد عن الشراب... قال له والله يا حبّابي من دالية عنب زرعتها على قبر ابوك... نادى راعي الغنم ايش الذبيحه اللي قدمناها للضيوف ؟؟؟... قال الراعي هذا الخروف امه ماتت باول ولادة الغنم وما كان فيه ولا نعجه ترضعه فارضعته الكلبه اللي مع الغنم... راح لأمه علميني مين أبوي ؟... قالت انا كنت متجوزه واحد غني مايخلف... خفت تضيع الرزقه واستبضعت من ابن عمه حتى احافظ على الرزقه الك...
القصة مثل ما قلت لكم هي قصة العقبي مع المحمدين الثلاثه اللي طلعوا أدهى من قاضيهم مثل ما صار مع عيال نزار والأفعى الجرهمي اللي قضى بينهم... انه البعارين الحمرا والمصاري لمضر... والفرس الأدهم والخباء الأسود لربيعة... والخدامة العجوز والبهم لإياد... والباقي من فضلة القسمة لانمار... وقال الهم ان العصا من العصيّة ومساعدة الخاطل تعد من الباطل... الناس تقول انه العصا فرس وانه العصية اسم ام القاضي الجرهمي... طبعا البدو زادوا عليها بقصة المحمدين الثلاثة انه العقبي حرم الولد اللي قال انه معزبهم ابن مش شرعي... وحرمه من الميراث... احنا قلنا قبل هالمرة انه كثير من قصص البدو مش حقيقية وانما ألفها الرواة