مستشفى الجامعة الأردنية وهذه الملاحظات
نوال عباسي
28-05-2014 07:46 PM
الولادة والموت.. قدران مكتوبان علينا.. لا يمكن لأعتى قوة في العالم تجاوزهما أو تغيير وقت قدومهما.. أما المرض والحب فقد يكونا قدران مكتوبان لا نعلم ولا ندري متى يزوراننا.. وكيف ومن أين يهبطا علينا.. لقد زارني مرض غامض ومؤلم قبل أسابيع أوقعني على سرير الشفاء أسابيع عدة.. فحولني الأطباء وبسرعة من قسم الطوارئ إلى المستشفى لإسعافي أولاً بالمغذيات عن طريق الوريد.. وبأخذ العينات اللازمة لمعرفة أسباب مرضي.. وكان الجندي المجهول الذي يعمل على معالجة المرضى من الصباح وأحياناً يبقى في عيادته بعد انتهاء أوقات الدوام .. الإنسان الذي يعالج مرضاه بإخلاص.. وبتمكن علمي متفرد , الطبيب ذو الخبرة العلمية المتميزة نتيجة لممارسته لمهنته الطبية لعشرات السنين.. إنه النطاسي والطبيب البارع الدكتور مصطفى الشناق الذي أشرف على علاجي مع أطباء أخرين كانوا كلهم في منتهى المهنية, والإنسانية والاهتمام بي , ومحاولات تشخيص حالتي المرضية الغير مسبوقة.. مما جعلني أشعر بأنني وقعت بين أيدي أمينة ومتمكنة.. وتم إجراء كل الفحوصات الطبية للكشف عن المرض الذي غزا جسدي دون استئذان مني.. لا أود الحديث عن العائلة واهتمامهم بي.. و تكتلهم حولي.. وحول بعضهم مما جعلني أشعر بالفخر بهم.. وأحمد ألله إنني تعافيت وعدت إلى بيتي بالسلامة..
أما عن مستشفى الجامعة الأُردنية.. ذاك الصرح الطبي الشامخ الذي نعتز به.. الصرح ذو الكفاءات الطبية والتمريضية المتمكنة التي تقوم بعملها بمهنية عالية.. والذي يزوره يومياً المئات من المرضى أردنيين وعرب ناهيك عن الأعداد الكبيرة من الزائرين لمرضاهم..
إنني أتمنى على الحكومة دعمه بكافة الوسائل الطبية والمادية لأنه يتعرض لضغط كبير نتيجة لأعداد كبيرة من المرضى أردنيين وعرب يأتون إليه و يتم علاجهم به، ناهيك عن أعداد المرضى الكبيرة التى تذهب إلى قسم الطوارئ.. ويقوم العاملين فيهعلى علاج عشرات الألاف من الأردنيين والأشقاء العرب سنوياً..
أيضاً اتمنى على المسئولين في تلفازنا الأردني القيام بعمل تليثون لدعمه مادياً.. بعد أن ثبت خلال مارثونات سابقة بأن الشعب الأرني شعب معطاء.. لا يتوانى في الدعم لأي صرح أردني يحتاج إلى الدعم المادي كدعمه لتلثون مركز السرطان والنادي الفيصلي.
أما ملاحظاتي فهي ما يلي: قد أدخلت خلال مرضي أيام عدة إلى الطابق الخامس و السادس وإلى قسم القلب.. لقد كانت العناية الطبية ممتازة، والنظافة جيدة جدا في قسمان أما الطابق الخامس فحدث ولا حرج .. لقد كانت المماسح التي يستعملها عمال النظافة في مسح الأرض غير نظيفة.. ولونها أسود من السواد.. تفوح منها رائحة غير مستحبة.. أما الثلاجة وقطع الأثاث فخلفها يتراكم غبار وقطع صغيرة من القاذورات.. وإذا أراد المريض أن يخرج من غرفته للمشي قليلاً وحسب نصيحة الطبيب.. فيعود إلى سريره وأطراف ثيابه سوداء من قذارة الأرض.. أما الطوابق الأخرى فلا أعرف هل هي نظيفة أم تشبه الطابق الخامس في قذراتها.. أما عن الممرضات فهن يتمتعن بمهارة مهنية عالية في تأدية عملهن.. ولكن معظمهن تنقصهن مهارة الابتسام في وجوه المرضى.. وإلقاء تحية الصباح عليهم .. ولقد شعرت بأنهن يقمن بواجبهن كالإنسان الآلي(الروبوت) مما جعلني أتمنى على القائمين على إدارة مستشفانا المميز والعظيم القيام بإلقاء محاضرات على الممرضات وتعليمهن كيفية التعامل مع المرضى بحنان ومحبة, قد تساعد المريض مع تناول الدواء على الشفاء.. ولأن الابتسامة والكلمة الحلوة لن تكلف الممرضة شيئاً أتمنى على الممرضات العاملات في مستثفياتنا الأردنية الابتسام.. وأتمنى على الشعب الأردني بأن يبتسم لأن الإبتسامة كالمحبة لا تعطي إلا ذاتها.