وسط صمت رهيب ودون ان يغني له أي أحد: «يا رئيس يا أبو رفعة.. وسامك عالي النهضة» .. «شن قليلة.. شن قليلة .. اخذ وسام ما أخذه غيره» .. «شام ريحة حندقوق.. وسامك أجا من فوق» .. «الهيلمان الهيلمان.. وسامك عالي الشان» .. «يا ابو زهير ارفع ارفع.. انت بتتكرم واحنا بنفقع» .. «يا أبو زهير لا تعبس.. احلى وسام خلوك تلبس» .. «وهون واربط عالرابع.. من الرئاسة مش طالع» .. «يا ويلي ما احلى الرفعات.. ع قلبي قاعد سنوات» .. بدون أي مظهر احتفالي تسلم دولة رئيس الوزراء وسام النهضة العالي الشأن في حفل الاستقلال.. الوسام يأتي بعد ان اتخذ رئيس الوزراء قرارات اقتصادية صعبة زادت من معاناة الناس، ورأى فيها بعضهم انها انقذت موازنة الدولة بعد ان كانت تعاني عجزا متفاقما فاستحق التكريم..
المشكلة ليست في الوسام.. وليس في صاحب الوسام.. وليس في انه عالي الشان.. المشكلة تكمن في أن يصبح مطمعا لكل رئيس وزراء سيخلف النسور.
مثلا النسور حرر اسعار الكهرباء على مدى خمس سنوات .. نخاف أن يأتي رئيس وزراء من بعده ويختصر مدة تحرير اسعار الكهرباء في خمس ساعات.. طمعا بالوسام عالي الشأن..
النسور استمر في اعتماد تسعيرة شهرية لاسعار المحروقات .. نخاف أن يأتي رئيس وزراء من بعده ويعتمد تسعيرة المحروقات كل ليلة بليلتها «فنصبح» على رفع اسعار البنزين و «نمسي» على رفع اسعار الديزل طمعا في الوسام عالي الشان..
النسور عذب الاردنيين لمدة عام ونيف في قراره تثبيت التوقيت الشتوي من اجل توفير خمسة ملايين دينار.. ياخوف قلبي من أن يأتي رئيس وزراء ويثبت نسل الاردنيين بمولود ذكر ومولود انثى حتى يوفر خمسة ملايين دينار بدل دعم الحليب طمعا في الوسام عالي الشان !
النسور رفع تقريبا كل شيء باستثناء «القضامة» .. نخاف من أن يأتي رئيس وزراء ويرى في رفع أسعار «القضامة» انقاذا لموجودات البنك المركزي من العملات الصعبة ومنعا لانهيار الدينار.. فنقرط نحن «الصوّان» ويتبرطع هو بالوسام عالي الشان !! نرتعش خوفا ورعبا من أن «يتفصحن» رئيس قادم ويقرر رفع الدعم عن الاعلاف فورا بحجة: طالما لا ندعم المواطن الغلبان من العيب ان ندعم الخروف الشبعان .. فيصبح كيلو اللحمة بـ «20» دينارا طمعا في الوسام عالي الشان !!
من الممكن أيضا ان يصاب احد الرؤساء القادمين بهوس الحصول على الوسام عالي الشان ويسابق الزمن للحصول عليه فيعلن عن تنزيلات للشعب: سأرفع رفعتين.. واحصل عزيزي المواطن على الهواء مجانا !!
مشكلة ان أصبح النسور لهم قدوة وعبرة.. ان تفتحت شهية رؤساء الوزارات على الوسام عالي الشان وأصبح مطمعا.. سيصبح المواطن الاردني في عدة سنوات «شالحا» «ممزوطا» «ممعوطا» ويقف الى جانب البترا معلما ؟!!
الله يدلك على الخير..
(العرب اليوم)