لقاء جلالة الملك مع البطريرك ثيوفيلوس الثالث .. *الأب فادي هلسة
28-05-2014 04:33 PM
بعد أن غادرنا موقع المغطس المقدس تابعنا على التلفاز لقاء وديا رائعا بين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وصاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث ورؤساء وفود الكنائس الأرثوذكسية في العالم .
استمعت بانتباه شديد لكل حرف نطق به جلالة الملك فكلماته كانت قليلة في العدد ولكن حروفها تشكل خريطة فسيفسائية رائعة لفكر هاشمي أصيل يعيد تسطيره عبدالله الثاني أبا الحسين .
فقد أكد وبما لا يدعو للشك حرصه مع البطريرك ثيوفيلوس على تثبيت وجود المسيحيين في القدس بل وفي الشرق كله باعتبار المسيحيين مواطني دولة راقية هي دولة القانون والمؤسسات .
وتأكيد جلالة الملك أن المسيحيين هم أصلاء في الشرق وليسوا دخلاء وجذورهم تضرب في عمق التاريخ .
وأوضح جلالته مؤكدا على دور المسيحيين في المنطقة وفاعليتهم العالية في جميع المجالات يقفون مع المسلمين صفا واحدا لبناء الوطن والحفاظ على مقدراته والسعي للتنمية والمحافظة على المكتسبات الوطنية والروحية في الأردن .
ولأول مرة يتكلم الملك واصفا البطريرك ثيوفيلوس بأنه أخاه .
أنا تلفت لأنظر هل من أحد من الأمراء أبناء العائلة الهاشمية كان موجودا ولكني فوجئت بتعبير جلالته أن يدعو البطريرك أخا له .
إن ذلك أذهلني لكني لم أستغرب هذا من أبي الحسين فهو يرسخ سياسة وضعها قبله أسلاف عظام طريق أسسه الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه وخط مسيرته المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال واليوم يؤكد أبو الحسين أنه سائر على نفس الطريق في التعامل والدعم للكنيسة الأرثوذكسية وبطريركها ثيوفيلوس الثالث .
ويأتي تأكيد صاحب الغبطة البطريرك على العلاقة الحميمة مع كنيستنا منذ العهدة العمرية التي وقعها الخليفة عمر بن الخطاب والبطريرك صفرونيوس لتكون وثيقة شرف بين الملك والكنيسة فالأشراف من آل هاشم يقدرون ويحترمون وثائق السلف الصالح بل ويزيدون عليها .
ونحن في الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية حين نرى كل هذا نسجل اعتزازنا وافتخارنا بولائنا للهاشميين وعميدهم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ونعزز انتمائنا ووطنيتنا للأردن الأغلى باذلين كل نفيس ليبقى الأردن شامخا بسياسة الاعتدال ورفع شأن المواطن الأردني والحفاظ على الإرث والطني والروحي للهاشميين الأمناء .
ويأتي تأكيد جلالة الملك على السياسة الحكيمة التي ينتهجها صاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة أم الكنائس إحقاقا للحق وتأكيدا للموقف الأرثوذكسي الثابت من مختلف القضايا الحاضرة ودحضا لكل الشائعات والنفوس الضعيفة التي حاولت وتحاول النيل من مواقف غبطة البطريرك الغيور على مصلحة الكنيسة وإرثها التي هي بالتالي مصلحة الوطن .
ليبارك الله خطواتكم سيدي صاحب الجلالة للعمل الصالح والدؤوب ليبقى الأردن شامخا آمنا يقف سدا منيعا أمام كل المغرضين وكل من تسول له نفسه التشدق بما لا يليق على كنيستنا وبلدنا وليتمم الله كل ما تتمنونه من أهداف نبيلة لنا كأردنيين وليديم الله أيامكم دوما إلى سنين عديدة .