الربح هو الغاية الرئيسة المتوقعة لكل مؤسسة خاصة ، وإن تعددت وتنوعت أعمالها ، سواء كانت جامعة خاصة أو سوبرماركت أو قناة فضائية وغير ذلك . ولا بأس إن حققت المؤسسة فوائد أخرى للمجتمع ، فالربح والكسب الحلال حق للجميع .وقفة طويلة لا بد منا عند محطة فضائية أردنية حلت على أجهزة الاستقبال ، وجمعت ما في معظم المحطات الأخرى من أعمال نصب ودجل وإفساد وإسفاف ، ولم تترك دجالا أو أفاقا إلا وحلّ بصفته دكتورا أو خبيرا على شاشتها يوزع الشفاء والنصح والمعلومات لوجه الله لا يريد جزاء ولا شكورا – على حد زعمه – دجال يصف علاجا شافيا لأمراض يكاد يكون علاجها أمرا عصيا على الأطباء والمستشفيات ، ودجال آخر يزعم بشفاء أرواح المعذبين من الناس بأدعيته لهم ، وكأن الإنسان المحتاج بحاجة إلى واسطة بينه وبين خالقه ، أليس الصواب أن يطلب الإنسان من خالقه العون والمساعدة ؟ ألم يقل الخالق عز وجل أدعوني أستجب لكم ؟ لماذا أطلب من أحدهم أن يقرأ لي دعاء أستطيع أنا وغيري قراءته ؟ ودجالة أخرى عالمة لا يشق لها غبار في علم أسمته علم الأرقام ، تعلم ما لا يعلمه أحد من ذكر اسم الشخص واسم عائلته ودلالاته الرقمية !! وأفاق يفسر الأحلام ، وكأن الأحلام هي الحقيقة .

تفوقت القناة المذكورة على أقرانها من المحطات الأخرى بعرضها أرقام هواتف من يتصل بها ، وتعرضها مع رسالة قصيرة يرسلها مراهق أو شخص فقد إتزانه ، على أشرطة متحركة أسفل شاشة التلفزيون ، وفيها من يبحث عن صداقة أو أمورة أو أرملة ، وباحث عن شريك ، وتوجه القناة دعوتها بعبارة : للالتقاء بأصدقاء جدد والتعارف الرجاء الاتصال على نادي الأصدقاء على الأرقام التالية ....... ( تذكر أرقام تزيد كلفة الاتصال بها على كلفة الأرقام المعتادة محليا ) . ومن الرسائل التي عرضتها القناة : [ أنا ( فلانة ) متزوجة ، من ( اسم الدولة ) دلوعة ، ومحتاجة صاحب ، الاتصال على هاتف ... ] !! و [ أنا شاب حلو أبحث عن أصدقاء ، الاتصال على هاتف ... ] !! أي صداقة وأي تعارف هذا الذي يحث على الفساد الأخلاقي والانحلال الاجتماعي من خيانة وشذوذ .

ابحثوا عن مصدر رزق حلال في وطن أشبعنا الدنيا بالتغني بما فيه من علم وفضيلة ،وبعيدا عن الدجل والنصب والاسفاف . ولن تنطلي حيل ومزاعم " ضيوفكم " من الأفاقين الذين يخاطب الواحد منهم الآخر بـ " يا دكتور " والطب والعلم منهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
عيب .. عيب يا .. عرب .

haniazizi@yahoo.com