الاسراء والمعراج .. ضيف غادرنا غريبا!
د. وليد خالد ابو دلبوح
28-05-2014 03:10 AM
اّلمني منظر هذا الضيف .. جاء على استحياء ... وغادر على استحياء ... وجه حزين ذاهب يعاتب ... ورائحة من النبي تذهب وحدها من غير معانق ... العذر منك ايها الضيف الجليل ... العذر منك أيها البراق العتيق ... جاء الاسراء والمعراج ضيفا غريبا ... وغادر غريبا ... لم نعرف كيف جاء ... وكيف انتهى!
ربما أحس هذا الضيف انه "ثقيل الدم" ... جاء وكأنه فاجأ زواره ... فاستقبلناه بفتور ... وودعناه بفتور ... وكأنه عيد ما لأطفال في مطعم ماكدونالز لا اكثر ولا اقل ... أو لربما اعتاد هذا الضيف عندما كان له يوم مخصص له ... عيد رسمي ... تعطل فيه الدوائر والمؤسسات الرسمية... وان يتفرغ الناس له.. ويتزينوا له ... ويستقبلوه كما كان في الزمان الجميل ... بالورد والحب والحلوى و"المشبك" ... أحسن استقبال.
منذ سنين قريبه ... كان الاسراء والمعراج ضيف ... واثق الخطوة قادم الينا .. يرحب به الصغير قبل الكبير ... ياتينا والزينه تلف جيده ... والدوائر والمحال والبيوت ... نستقبله قبل ان يصلنا بايام ... ونودعه ونحن في شوق للعام القادم!
لا اعرف ان كانت هنالك سياسة مقصوده لطمس هوية ومغزى التراث والثقافة والدين من هويتنا وهوية اجيالنا القادمه ام لا ... الاسراء والمعراج يذكرنا بالقدس ... قدس الاقداس ... وفلسطين ... تذكرنا بالنبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام ... بعيسى عليه افضل السلام ... تذكرنا بالصلوات الخمس ... تذكرنا بصلاح الدين الايوبي ... بحطين ... تذكرنا بكل قطعة منسية ... مرمية هناك ... في زاوية ما في القدس .. الاسلامية منها او المسيحيه!
الخاتمة: فلسطين ... عيوننا "منك" ترحل كل يوم
اتمنى من الحكومه الاردنية اليوم ان تعيد لهذا الرجل هيبته ... وان تحتسبها في ميزان حسناتها ... وما احوجها اليه ... اتمنى ان نعيد للعيد مقامه وبهجته. اتمنى ان يخط دولة النسور وان يرفع عدد ايام العطلات الرسمية ... الرفع الوحيد الذي قد يعد حلالا ... في ميزان حسناته وحسنات كل من تذكر محمد بن عبدالله .. والقدس وفلسطين! هل انت لها يا دولة الرئيس .. وجازاك الله عنا كل خير!