البابا في فمه ماء .. ولم يقل كلمته .. !
عودة عودة
27-05-2014 03:40 PM
لا ندري ان كان قداسة البابا (فرنسيس الأول) والذي شد رحاله مغادراً إلى وطنه "دولة الفاتيكان" بعد زيارته للديار الفلسطينية والأردنية .. لا ندري إن كان يعلم أثناء زيارته هذه أن مئات المستوطنين الإسرائيليين كانوا يقتحمون قبر يوسف عليه السلام في نابلس .. وان جنوداً اسرائيليين مدججون بالسلاح كانوا يقومون باعتقلات لمئات المواطنين الفلسطينيين في القدس والبلدات الفلسطينية الأخرى .. وقوات أخرى للاحتلال الإسرائيلي تتوغل في قطاع غزة .. ؟!
حقاً .. ان زيارة قداسته قد انتهت وقد زار عمان والمغطس في الأردن وزار بيت لحم والقدس واللد في فلسطين المحتلة .. واستلم من سماحة مفتي القدس الشيخ محمد حسن ( رسالة تاريخية ) ركز فيها سماحته على معاناة الشعب العربي الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض ، وما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من اعتداءات وانتهاكات .. كما تطرق سماحته الى معاناة الأسرى الفلسطينيين والأردنيين والعرب في سجون الاحتلال وهم يقومون الآن بإضراب مستمر عن الطعام مؤكداً سماحته لقداسة البابا بأن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين ، ومسجدها الأقصى هو أولى القبلتين وثالث مسجد يشد المسلمون الرحال اليه ، وأن مسجدهم الأقصى هذا يتعرض يومياً للعدوان والاقتحام من سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تسعى الى تهويده وتقسيمه كما تمنع مسلمي فلسطين من الوصول اليه .
ما ضرّ قداسة البابا فرنسيس الأول أن يعلن للعالم كله .. أن اسرائيل دولة احتلال .. وأن فلسطين دولة تحت الاحتلال ، وهو يعرف جيداً أن الأسرة الدولية تقر وتعترف أن دولة فلسطين قائمة فعلاً ضمن حدود (67) .. والمطلوب من قداسته تأكيد ذلك ودعوته الى رحيل الإحتلال وعلى عجل وكما فعل رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون منديلا والرئيس الأمريكي جيمي كارتر والرئيس الهندي جواهر لال نهرو والرئيس الفرنسي فرانسوا متران .
لم يُحمّل قداسة البابا الزائر لهذه الأرض المقدسة مسؤولية اسرائيل عن افشال المفاوضات على أساس حل الدولتين .. ولم يدعُ الى اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والأردنيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي .. ولم يعلن على الملأ تأكيده على حق اللاجئين الفلسطينيين في العوده إلى دياريهم في فلسطين التاريخية والتعويض عليهم بسبب هذه النكبة .. ولم يدع قداسته الى وقف الاستيطان التي لا تعترف به دولة الاستيطان وأنها أرض محتلة ويعترف بها معظم دول العالم .
هل يقبل قداسته باقتسام دولة الفاتيكان وهو يطالب الفلسطينيين بالاعتراف بحق اسرائيل بالعيش على أرض فلسطين التي يملكها الشعب العربي الفلسطيني منذ أكثر من أربعة الاف سنة .
نُقدر للبابا فرنسيس الأول ترجله من سيارته في شوارع بيت لحم وسيره على قدميه باتجاه جدار الفصل العنصري الإسرائيلي ووقوفه أمامه للصلاة والدعوة الى ازالته .
لكن ...
ما ضرّ قداسته الذي نحبه ونرحب به لو قال كلمته هذه في فلسطين المقدسة .. ( لقد كانت تسمى فلسطين وهي الآن فلسطين المحتلة ) .. قداسته في فمه ماء وهل يتحدث من في فيه ماء .. وهذا وحده هو الذي منعه من أن يقول كلمته وسيقولها هو أو غيره طال الزمن أو قصر ، فهناك ثلاث وطنيات في العالم لم تستطع قوى المحتل من ازالتها واذابتها وهي : ( جنوب افريقيا .. وايرلندا .. وفلسطين .. ) !!