تعلمنا أن من أبجديات الاعلام، المصداقية ونشر الوعي والثقافة بما تملية المسؤولية الاجتماعية للاعلامي وانتماؤه وحرصه وحبه لوطن ومؤسساته وقيمه، كما تعلمنا أن القائم على العملية الاتصالية يجب أن يكون مسؤولا مسؤولية اجتماعية وصاحب مهارات في الكتابة والقراءة وصاحب اتجاهات ايجابية نحو مجتمعة وأمته ....
المراقب لمواقع الاعلام الالكتروني الاردني يندهش من حالة الفوضى الكبيره التي تتخبط فيها الاقلام بالنوايا والمصالح والاتجاهات ليختلط الحابل بالنابل، بات التعدي على سمعة الأشخاص والمؤسسات التعليمية والاجتماعية والخدمية الوطنية، مسموحا به في ساحات الوغى وميادينه على صفحات بعض المواقع، كما ان تشويه الحقائق والابتزاز والردح والفجور بات أمرا مألوفا ومعتادا،
لا ندري بأي قانون تقوم بعض المواقع بتلفيق التهم ونشر الأخبار عن هذه المؤسسة أو تلك بطريقة سمجة غير مسئولة أو آبهة بردود الفعل أو التأثير النفسي والمعنوي الذي يلحق هذا الشخص أو تلك المؤسسة أو الجهة التي يدركها أذى هذه المواقع.
ولا ندري لأي مدرسة اعلامية ينتمون ومن خوّلهم بأن يكونوا رسل سلام مزيفين أو دعاة مضللين أو أن يكونوا حماة للحقوق التي يدعون، وللوطنية التي يتغنون أو ....،
إنه الفلتان، لا يرقى أن نسميه إعلاميا، فلتان وجنون الحمقى والمتطفلين والمبتزين الذين يعتاشون على الآم الغير، وهم يلوكون لحومهم ويرمون بأعراضهم دون أدنى حس من المسؤولية الاجتماعية التي أولاها المجتمع لأبنائه.
انفصام اخلاقي واعلامي عند البعض وصل حد المديح والتلميع والوقوف اجلالا واحتراما لمؤسسات أو شخصيات مقابل مبالغ من المال، ولنسمها خاوات او رشاوات والابقاء على التلميع ما دام القبض مستمرا، وإلا فالوبل والثبور لهذه المؤسسة أو تلك من هذه الأقلام ومن اصحابها غير المسؤولين....
أسوأ وظيفة يمكن لـلإعلام أن يمارسها هي الابتزاز، طريقة مشينة مرفوضة مجتمعيا، طريقة تفرق ولا تجمع، والاعلام لا يمكن أن ينفصل عن منظومة القيم الاقتصادية و الاجتماعية والدينية المتأصلة في المجتمع والتي تلقى القبول من جميع أفراده، والاعلام المسؤول ينبت من عمق هذه المنظومة.
نعم، الحرية هي ملح الاعلام، لكننا لسنا على استعداد للتضحية بقيمنا الأخلاقية النبيلة, على مذبح الحرية والإعلام الحر! مجتمعنا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى اعلام مسؤول مهمته توكيد اللُحمة بين أبنائه وحمايته، إعلام جاد مسئول يحترم رموز الوطن وبناته، ويقدر الانجاز ويعظمه، ويأخذ بيد المبدع، ويعلي من شأن الدولة وهيبتها ويعالج الخطأ بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادل بالتي هي أحسن!!