ان زيارة البابا التاريخية للمملكة الاردنية الهاشمية وبرعاية ملكية هاشمية سامية قل نظيرها هو نجاح اردني بإمتياز على جميع الاصعدة حيث لم يسجل اية حادثة تعكّر صفوها والحمدالله رب العالمين على هذه النعمة.

فعلى المستوى السياسي، فان هذه الزيارة الفريدة تم الترتيب لها على اعلى مستوى وتعكس مستوى المهنية العالية التي وصلت اليها الجهات المعنية فى الاردن من اجل استقبال كبار ضيوف العالم في بلدنا العزيز.

على المستوى الامني، فقد كان والحمدالله هناك ترتيبات امنية واسعة وباحتراف قل نظيره من اجل اتمام هذه الزيارة التاريخية بكل امان وهدوء في بلد يعيش في منطقة ملتهبة ومتلاطمة الامواج.

كل الشكر والتقدير والعرفان لنشامى القوات المسلحة الباسلة وجميع صنوف الاجهزة الامنية على الجهود الجبّارة التي بذلوها والتي هي دوماً مصدر العز والفخار والملاذ الآمن ليس فقط لكبار ضيوفنا وانما لنا جميعاً ايضأ. على المستوى الديني، هذه الزيارة جاءت في وقتها فعلاً لأنها ترسل رسالة واضحة للعالم اجمع حول مكانة الاردن الدينية والتاريخية ممزوجة بالمحبة والسلام لأن بلدنا هو بلد السلام والامان ومهد الانبياء.

وما يعطي طابعاً اجمل لهذه الزيارة هو تزامنها مع مناسبتين عزيزتين على قلوبنا جميعاً الاولى ذكرى الاسراء والمعراج التي نحتفل بها في هذه الأيام والثانية عيد الاستقلال الثامن والستين الذي يمثل رمز العز والفخار والكبرياء. هذا هو الاردن الحقيقي وهذا هو معدنة الاصليّ وهذا هو حجم بلدنا الحقيقي الذي تجاوز حدوده المكانية.

أم على المستوى الاقتصادي، فهذه الزيارة الكريمة من قبل البابا تقول وبشكل ضمني وصريح للعالم من يريد منكم القيام بأية عمل اقتصادي او استثماري فان هذا البلد هو آمن ومستقر والاهم من ذلك ان بركات الله عليه لانه بلد الرسل والانبياء ومهد السلام. أما على المستوى السياحي، فان الاردن مدعو الى استثمار هذه الزيارة الكريمة والتي تمت برعاية ملكية هاشمية سامية الى اقصى درجة ممكنة من أجل تسويق الاردن سياحياً على مستوى العالم وهنا لا اعني تسويق السياحة الدينية فقط وانما تسويق الامكانات السياحية الاخرى الموجودة لدينا واستثمار نقاط القوة الموجودة في الاردن واهمها الامن والاستقرار في بلدنا العزيز.

لذلك المطلوب الان البدء وفوراً العمل على تطوير وتنفيذ استراتيجيات تسويق سياحي تستهدف مناطق ودول محددة من العالم من أجل تسويق الاردن سياحياً ورفد الاقتصاد الاردني بالموارد اللازمة من اجل ان يكون الاردن هو قلب منطقة الجذب السياحي في المنطقة. لديّ قناعة ان جزء كبير من حل المُعضلة الاقتصادية في الاردن يكمن في تسويق القطاع السياحي الاردني اقليمياً وعالمياً والاستمرار في جذب الاستثمارات السياحية للأردن وفقاً لخطة مدروسة مسبقاً. انني اعتقد ان بترول الاردن هو الامكانات السياحية التي لن تنضب يوماً ما انشاءالله ولكن ذلك يعتمد على قدرتنا على تسويقها بشكل فعّال. نتمنّى ان يتم استثمار هذه التراكمات الايجابية لما فية الخير لمصلحة بلدنا العزيز.
والله من وراء القصد