أي البنادق تفتح باب الجنة !
سميح المعايطة
26-05-2014 03:38 AM
عبر عقود التكفير والتطرف كانت عمليات مواجهة هذا الفكر تتم إما بالتعامل الأمني وحده أو به مع عمليات حوار بين علماء ومفكرين معتدلين والسجناء من أتباع الفكر التكفيري وكانت هناك مراجعات ذاتية داخل المعسكر المتطرف لكنها لم تقف عائقاً أمام أتساع دائرة التطرف وبخاصة في ساحات الحروب.
الأزمة السورية في احد أهم أبعادها أستطاعت أن تغزو الفكر المتطرف أو ما يسميه البعض «المعسكر الجهادي» في عقر عقله وبيته لأن عمليات التكفير والقتل المتبادل وحيازة الأسرى من قبل هذه التنظيمات لعناصر من داخل ذات البيت واﻻختلاف واﻻنشقاق حتى على فتاوى وتعليمات قادة القاعدة الكبار كل هذا جعل السؤال الفكري وحتى العقائدي يظهر بقوة: أي أنواع التطرف هو الحق بالنسبة للمؤمنين بهذا الفكر؟!
القتال والدم الذي سال بين تنظيمات التطرف ليس عمليات ميدانية فحسب بل حالة فكرية لأنه نموذج يسبب الحرج لكل دعاة هذا الفكر فالخطاب ومبرراته وحتى النصوص الشرعية يحملها المتخاصمون واللباس والهتاف والشعارات وحتى العدو واحد فلماذا يرى كل طرف في «أخوه» عدواً وخارجاً عن الشريعة ونصوص القرآن والسنة بل ويرى دمه مباحاً وإذا تمكن أي منهم من أسر أي منهم فالقتل مباح بل وواجب.
ما جرى بين تنظيمات التطرف على الأرض السورية كانت أرضيته في بعض البلدان في السجون أو على شبكات اﻻنترنت خلافات فكرية ونقاشات حادة واتهامات لكن الأرص السورية حولت الأمر إلى عداء وحقد واقتتال نزع الشرعية عن كل أطراف التطرف فكل واحد منهم يرى في الآخر كافراً لأن معيار الكفر لديهم هو حقه في الحياة وكل منهم استباح دم الآخر.
حتى لو كان البعض كان يرى في هذا الفكر ساحة حق فأي التطرف هو الحق وأي بنادق التكفير تحمل صاحبها إلى الجنة وهم يوجهون نيرانهم لأنفسهم ويرى كل واحد منهم في الآخر كافراً وخارجاً عن شرع الله.
وحين يتقابل أثنان من معسكري التطرف فأيهما مشروع الشهيد وأيهما مشروع الكافر الذي تنتظره نيران جهنم أم أنه الفكر الذي ضل الطريق إلى الجنة وأهلها.
رغم كل المآسي التي حملتها الأزمة السورية إﻻ أن ما جرى داخل البيت التكفيري بالسلاح واللسان والفكر جعل هذا المعسكر يخرب بيته بيده.
(الرأي)