في الوقت الذي نتوجه الى شعبنا الطيب الصابر الصامد ..بالتهنئة والتبريك بذكرى استقلال الدولة في الخامس والعشرين من ايار 1946 ..تلقي علينا هذه المناسبة الجامعة بالمسؤولية الفردية والجمعية تجاه معاناة الاهل وجملة الازمات التى تواحهنا جميعا على امتداد الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ,,,
في هذا اليوم الطيب والغالي والعزيز على قلوب الشعب بالضرورة ان تكون صورة الشهداء والرعيل الاول الذين وضعوا اللبنات الاولى للوطن ..كخيمة للجميع ,,ومركب يجمعنا ويحملنا جميعا على اختلاف مكوناتنا ووافكارنا والناظم المشترك الذي نسعى ونناضل من اجله راية التوافق والمواطنة المستمدة من رسالة الامة في عروبة منفتحة على الانسانية ,,لا عروبة منغلقة على نفسها ..ان تكون حاضرة معنا وبيننا دائما ...
الاستقلال والاحتفاء به مسؤولية كبرى ,,,ترفع من راية الشهداء والمناضلين كايد العبيدات ,والحنيطي ,ابوغربية, زيادين ..حديثة .رجالات ونساء على السواء .والالوف من المناضلين والشهداء والجرحى حاضرين ام غائبين بالمشهد الاعلامي وفي المقدمة منهم بسطاء الشعب الذين لا يلتفت لموتهم سوى احباءهم والوطن ,,ويكفيهم فخرا بالوطن ..
الاستقلال يطلب منا الالتفات المسؤول لعمال الوطن وعلى اختلاف اماكنهم في الفوسفات والبوتاس والكهرباء والحديد وفي القطاعين العام والخاص ...الالتفات هنا تطلب منا جميعا اخراج معاناة فقراء الوطن وعماله من لعبة التجاذبات السياسية ..وتعميق مفهوم العدالة الاجتماعية وحقهم في العيش الكريم في السكن ,التعليم ,العمل ،الصحة ومعنى اشمل ان نكون مواطنين لا رعايا ...
الاستقلال يتطلب من المعنين الالتفات الى الحراك العضوي العمالي والمطلبي الحاضر في بنية الدولة وتحديدا في القطاع العام على وجه التحديد .ناهيك عن تذمرات متفاوته في مختلف مكونات الدولة ,,,,.الاستقلال يتطلب مواجهه حقيقي ان السلطة الاخلاقية للدولة متداعية وان اللجوء للحلول الامنية لن يعيد لا هيبة الدولة ولا الثقة المفقودة بين السلطات المختلفة والشعب ,,
الاستقلال يتطلب ان نواجه حقيقية ان الحراك الشعبي على اختلاف دراجات حضوره بالمشهد الوطني سببه فقدان العدالة الاجتماعية والفساد المنظم ..والكرامة ..واي توهم لانتهاء الحراك يقابله اعتقاد اننا انجزنا الاصلاح ,,مترافقا مع تصريحات لسفراء الدول الغربية تجذف بنفس سياسات الوهم هذه ,,لن تفيد الوطن وتعمق من ازمات غير منظورة ,,
الاستقلال يتطلب ان يكون الامن الغذائي والمجتمعي حاضران بالمشهد المجتمعي من خلال برامج ورؤى ترفع من شان الفلاحين والفلاحة بالوطن ..ان طريق التنمية المجتمعية طريقنا نحو تكامل اقتصادي محلي وعربي ,,الفلاحين قمح الارض وتربته هم صفحة اساسية من صفحات الاستقلال ..والاستقلال يتطلب من ان نتذكر ان الاردن كان دولة تصدر القمح ...
الاستقلال يحضر بيننا وبمسؤولية كبيرة مذكرا الجميع ان المخيم والمدينة والقرى والبادية اجزاء اساسية متداخلة مع بعض البعض ,,, تكون صورة واحدة صورة الوطن .,,.واي حديث عن تمكين مجتمعي في مكان بعينه...يدفع بالمشهد الى ازمات .. دون رؤى وطنية جامعة ترى بالاردن وحدة واحدة ...وترى بالحقوق والواجبات منطلقنا لدولة المواطنة الحقيقية دولة القانون ..لا مخصصات ولا حقوق مكتسبة ...الحق المكتسب الوحيد ..والمخصص الوحيد هو الوطن ...
الاستقلال يضع صورة الجباه السمر للبادية الحاضرة بالتأسيس .,,بالمشهد العام للوطن .بأمكنتها وناسها ومكابدتهم لظروف حياتية على امتداد الزمن ...اقل ما يقال فيها انها صعبة ...نتحدث عن مواطنين يقطنون مناطق اجمل الالوان عندهم لون الارض حتى الشجر يميل لونه للون الارض ..نتحدث عن اهلنا الذين يضعون الحجارة على امعاءهم ..كرامة ومحبة للوطن ...الاستقلال يتطلب منا ان يكون هذا المشهد حاضر بالتنمية والاقتصاد والسياسية والثقافة ...
الاستقلال يتطلب منا جميعا وعلى اختلاف مواقعنا ان تكون فلسطين كما كانت قبلتنا كشعب ..لم يجد ولم يعتبر نهر الاردن الا ,,نهرا موحدا لا مفرقا ,,ولما كان الشباب يعبرون النهر لمقاتلة الصهاينه ..لم يكن يدور في خلدهم انهم ينتقلون من بلد الى اخر ...انما يقاتلون ويستشهدون دفاعا عن اوطانهم ...وان ما يعانيه شعبنا العربي الفلسطين حاض في استقلال شعبنا وفي كل بيت هنا في الوطن ..
الاستقلال اكبر واعم واشمل من مقال او كلام ...الاستقلال ...يتجدد فينا يوميا ..في مواجهة تحديات التعليم والتنوير والانتقال من ريعية الدولة الى دولة الانتاج ...الاستقلال تحدي لمواطنتنا جميعا وفي القلب منها وفي الاساس ..حال المرأة وحقها الطبيعي والاساسي كواطنة متساوية ...لا ان يجري التامل معها كرعية ...انها اي المرأة طريقنا وأداتنا للتنمية والحضارة ..ومن يقف ضد حقوق المراة كمواطنة بالخلاصة يقف ضد تقدم الوطن ..
الاستقلال يعني تماما ان الشباب الذين يكونون اكثر من 70% من المجتمع للأعمار التي تقل عن 30 عاما هم تربتنا وهدفنا ..وان نحترم افكارهم وطاقتهم لأنهم وبالضرورة هم طريقنا للكرامة والحرية والتنمية والتحرر,,,
الاستقلال,,ليست صفحة فقط نتبادل فيها التحيات والسلامات ونعلي من صوت المذياع لسماع الاغاني ,,ولا نعترض على حق الفرد بممارسة طقوس فرحة بالطريق السلمية المناسبة والتي يرى فيها فرحا ولو للحظة ..لكن بالاضافة لكل ذلك الاستقلال جهد وعمل وثقافه ونضال عضوي واخلاص بالعمل بأختصار ان تسعى ونسعى الى مواطنة حقيقية منطلقة من تربة بلدنا ..نحو تنمية شاملة في الخاص والعام نحو تمكين وتحرر لمجتمعاتنا ..
وكل عام والوطن والاهل بخير
م خالد رمضان –
منسق التيار القومي التقدمي (قيد التأسيس)
25\5