يحتفل الأردنيون في هذه الأيام من كل عام بمناسبة عزيزة، تعتبر عنوان عزّ وفخر وكبرياء الا وهي "عيد الإستقلال ويوم الجيش"

• استقلال اردن العز المجد والكرامة، وطن المهاجرين والانصار، وطن الاسرة الواحدة المتحابة المتعاونة للمحافظة على امنه واستقراره وصون منجزاته، هذا الوطن الذي اصبح موئلا وملاذاً لمن لا موئل ولا ملاذ له من احرار الامة، لما يتميز به من امن واستقرار، وحسن معاملة وكرم ضيافة وصروح علمية وطبية وثقافية متميزة، وما هذا الانجاز الا بفضل من الله وحكمة وشجاعة القيادة الهاشمية والرجال الرجال الأوفياء من أبناء الوطن الذين أوصلوه إلى برّ الأمان عبر الأمواج العاتية والبراكين المتلاطمة من حوله، ولا بد لنا في هذا المجال من ان نترحم على شهدائنا الأبرار ونستذكر البناة من السلف الصالح ونقف اجلالاً واحتراما وتقديرا ووفاء لما قدموا من تضحيات في بناء الوطن رغم شح الموارد والامكانيات آنذاك، لكن العزم والتصميم والايمان والعمل بكل جدّ وأمانة ونزاهة وإخلاص كان سلاحهم في هذا المجال، كما كان لهم الدور المتميز في نمو وتقدم وازدهار العديد من الدول الشقيقة والصديقة.

• لم يتركوا ورائهم قصوراً فارهةً ولا أبراجاً عاليةً ولا شركاتٍ عملاقة وأرصدة بالملايين والمليارات خارج الوطن ولا جزراً للبذخ والترف والإسراف عبر البحار. وإنما تركوا وطناً زاخراً بمنجزاتهم. وأعدوا أجيالاً تربوا على عشق الوطن ومنظومة النزاهة الوطنية والقيم الحميدة بعيداً عن كل الأجندات الأجنبية التي لا يمكن أن تريد لأوطاننا الأمن والاستقرار ولا لشعوبنا النمو والتقدم والازدهار، وإذا أردنا لبلدنا الخير والاستقرار وصون منجزاته لا بد لنا من السير على نهجهم وخطاهم الحميدة.

• والمناسبة الثانية الاعز والاغلى فهي "يوم الجيش العربي" الذي بدأ تأسيسه مع بدايات قيام الدولة الاردنية حيث كان من اولويات ما قام به جلالة المغفور له الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه تأسيس الجيش العربي الذي كان يضم بين صفوفه اعدادا من ابناء الدول العربية الشقيقة والصديقة، وفي عهد الحسين بن طلال رحمه الله حكيم الأمة وباني صروح الوطن الشامخة، كان من اولويات اهتماماته التركيز على تطوير الجيش من حيث الاعداد والتدريب والتسليح والمهارات من خلال الدورات الخارجية والمحلية وصقل شخصية منتسبيه وغرس روح الانتماء والولاء وتزويده بالاسلحة والمعدات الحديثة، والاهم من ذلك الانجاز الكبير لهذا الجيش بعد ان تم تعريبه وتسليم قيادته لابناء الوطن، حتى اصبح في مقدمة الجيوش العالمية اعدادا وتنظيما وتسليحاً وانضباطية مثالية متميزة ، شهد له بذلك جميع قادة الدول ومسؤولي الجيوش العالمية التي عمل معها في حفظ الامن والنظام العالميين، كما ينفرد الجيش العربي باحترافه المهني في جميع التخصصات، وتعتبر المؤسسة العسكرية مؤسسة توظيف واستخدام لابناء الوطن بالاضافة لواجبها الاساسي لحماية امن واستقرار الوطن وصون منجزاته وكان لبواسل الجيش العربي الشرف العظيم في تسجيل اسمى آيات البطولة والتضحية والفداء على ثرى فلسطين المحتلة في معارك اللطرون وباب الواد وجنين واسوار القدس الشريف والجولان، ومعركة الكرامة الخالدة التي تم من خلالها دحر فلول جيش العدو الصهيوني الذي اصابته الغطرسة والغرور بعد احتلال الضفة الغربية وبعض اجزاء من الدول العربية الاخرى، واعاد بواسل جيشنا الأبي الكرامة للامة من خلال معركة الكرامة الخالدة، وساهم بتدريب واعداد الكثير من جيوش الدول العربية الشقيقة واجهزتها الامنية، وكان له الدور الكبير في المساهمة بإستتباب الامن والنظام في العديد من دول العالم المضطربة وتقديم العون والمساعدة الانسانية والطبية لشعوبها وفي هذه المناسبة السعيدة فاننا نرفع الى مقام جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية "الجيش العربي" اسمى آيات التهنئة والتبريك، رحم الله شهدائنا الأبرار وتحية اجلال وتقدير الى جميع منتسبي الجيش العربي الأبي والاجهزة الامنية عاملين ومتقاعدين.

• حمى الله الأردن الغالي ليبقى قلعةً صامدةً عصياً على كل المؤامرات والدسائس والأحقاد وواحة أمن وأمان ومهوى أفئدة العالم بأسره..