مهم أن تكون تحت سمع ونظر العالم عبر كاميرات الإعلام وأقلام أهل الفكر والسياسة لكن الأهم أن تكون منظماً ومنهجياً ولديك ما تريد قوله للعالم فالصورة رسالة لكن من تتاح له فرصة لأن يتابعه العالم وﻻ يملك الرسالة أو ما يقول وبخاصة في مرحلة قلق إقليمي ودم يسيل حولك وملايين اللاجئين فإن من ﻻ يملك الرسالة أو ﻻ يستثمر اللحظة فإن لديه خلل في بنيته.
زيارة البابا على أهميتها ليست الميدان الوحيد لقدرة مؤسسة الحكم على الحديث مع العالم بلغة صادقة تقوم على المنطق والإعتدال وعداء واضح للغة التطرف والكراهية فالملك دائم التواصل مع كل العالم تواصل يحمل المضامين المناسبة لكل لقاء وحوار.
لكن وجود بابا الفاتيكان يوسع دائرة إهتمام العالم وأن تكون عمان هي العنوان فهذا جزء من اﻻستثمار للحدث ولهذا كانت كلمة جلالة الملك أمس واضحة الرسائل فأولها انها من احفاد الرسول الكريم عليه السلام وكان اﻻعتزاز بالنسب النبوي واضحاً وهو يعطي للفعل الأردني شرعية دينية وتاريخية وامتداداً للخطاب الوسطي المعتدل باعتدال الفطرة وليس اعتدال الفعل السياسي.
وحرص الملك على أن يقول للعالم أن حرص الأردن على الوئام والحوار واﻻعتدال يتم عبر عمل منظم فكانت رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان والهدف محاربة فكر العنف بالأمل.
القدس كانت جزءاً من رسالة الملك والأردن وبحزم تحدث الملك أنه كوريث للنسب الهاشمي ووصي على المقدسات في الأردن والقدس سيبقى يعمل على أن تبقى القدس بيتا آمنا للعبادة.
أما المسيحية العربية فقد كانت رسالة الملك للعالم واضحة فهم جزء من المنطقة وثقافتها والتراث المسيحي جزء من تراث المنطقة التي تمثل مهد الأديان.
ولعل جزءاً من ثمار الفكر الأردني الهاشمي الوصف الذي وصف به البابا جلالة الملك بأنه رجل السلام وصانع السلام وفكر السلام ليس حديثاً عاماً بل نهج حكم لصناعة السلام للأردنيين أوﻻً وللمنطقة والعالم والأهم أن يكون فكر الدولة وسطياً مؤمناً بالقيم الإيجابية بصدق واستمرارية.
(الرأي)