الاستقلال ميلاد وطن .. عربي الوجه هاشمي الرسالة
24-05-2014 01:01 PM
الباحث والمتفحص لمعاني الإستقلال ومدلولاته يجد أنها تتضمن معان سامية فيها من القيم النبيلة التي تنشد العز والكرامة والتجديد والعزيمة، يقود ذلك رجال أشداء أمناء للحفاظ على الوطن إنسانا ومقدرات يدركون أن الإستقلال بمعانيه الأرحب يشكل إنطلاقة جديدة ومتجددة لمتابعة مسيرة البناء والعطاء.
يستوقفنا الخامس والعشرون من شهر أيار من كل عام لنتفيأ ظلال الإستقلال الدائم والمستمر الذي يرتبط بالعمل والإنجاز والإيثار رغم التحديات الصعبة والظروف القاسية. يستوقفنا هذا اليوم الأغلى في تاريخ الدولة الأردنية مذكرا بالبناة الأوائل الذين أفنوا حياتهم عطاء وبنوا مدماك الوطن لبنة لبنة بجهد عظيم وإخلاص عز نظيره....نستذكر جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين الذي كرّس حياته منذ عهد الإمارة لتأسيس الدولة الأردنية ووضع بنيانها على أساس متين فكان إستقلال المملكة في عام 1946 وأستمر يقوي أركان الدولة الأردنية، ويرسّخ جذورها بحنكة وإقتدار الى أن لقي وجه ربه شهيدا على أرض الاقصى الشريف.
ونستذكر المغفور له الملك طلال بن عبد الله الذي وضع دستور المملكه ليضاهي أفضل دساتير دول العالم ليكون النبراس الذي يستضيء به الأردنيون في مسيرة البناء والتحديث والتطور، الى أن جاء الحسين العظيم الباني سيد الرجال الذي بنى الأردن وطور مؤسساته في كافة المجالات وإهتم بالإنسان فشهد الأردن نهضة علمية وتطورت المدارس والجامعات والمستشفيات وقطاع الخدمات ووصلت هذه المرافق الى كافة أرجاء الوطن وأصبح الانسان الأردني بحق أغلى ما نملك ومتميزا في عطائه وانجازاته، وغادر الحسين الى رحاب الله مطمئن النفس راضيا مرضيا لقاء ما قدّم لشعبه ووطنه الذي قبّل ثراه الطهور قبل أن ينتقل الى الرفيق الأعلى فعاش عظيما ورحل عظيما تجاه وطنه وأمته التي ما غابت قضاياها عن وجدانه وضميره.
واستمر نهج الهاشميين في عهد جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين الذي حمل رسالة الوطن والنهوض بمقدراته والدفاع عن قضايا الأمة العربية في كل المحافل الدولية بلغة قوية البيان وصادقة اللهجة يحمل أمانة المسؤولية. مليك عربي هاشمي شاب يتوقد ذكاء وعزيمة وصدقا وإخلاصا لأبناء شعبه الذين يبادلونه الحب والولاء، فكانت العلاقة بين القائد وشعبة علاقة القلب بالجسد، وعلاقة الأرض العطشى بحبات المطر، وكان جلالة الملك المعزز بحق الحريص على وضع الأردن وأبنائه على قائمة الأولويات محور ذلك تنمية القوى البشرية التي تسهم في عملية التطور والنهضة.
يعلمنا جلالة مليكنا المفدى أن بناء الوطن لا يكون بالتنظير والأقوال، ولكن بالعمل الجاد المخلص الذي يترك أثره الواضح، لأن دائرة الوطن هي الأرحب والأكثر اتساعا، ولأن الوطن هو المظلة الكبيرة التي نتفيأ جميعا تحت ظلالها، وأن المقياس الحقيقي للإنتماء هو مقدار ما تعطي وتقدم بعيدا عن المصالح الآنية والضيقة، فالوطن هو الأبقى والأغلى ونحن ذاهبون.
الأستقلال مدرسة تروي قصص الكبرياء والبطولة المستمرة في معترك هذه الحياة بإرهاصاتها وتحدياتها، والبطل الحقيقي هو الذي يربط حياته بوطنه سرا وعلانية، عسرا و يسرا، ولا يربط ذلك بمقدار ما يكسب، وضرورة وضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة، نحافظ على أمنه ومقدراته وإنجازاته وترسيخ دولة المؤسسات والقانون التي تصب في مسار الإستقلال الذي يعتبر ركنا أساسيا من سيادة الوطن و مواجهة الأخطار والأجندة التي تحاول النيل من منعته ليبقى وطنا مهاب الجانب، وعصيا على كل من في رأسه أذى أو في قلبه مرض.
ما أحوجنا في هذا اليوم أن نعلن للقاصي والداني أننا نعيش في وطن من أغلى الأوطان لا نجلد ذاتنا ولا نتنكر للصور المضيئة والمشرقة والمشّرفة في سهول حوران وقلاع الكرك والربض وتل اربد ووديان رم والموجب والريان وجبال عمّان والشراة وعجلون ومرتفعات السلط وثغره الباسم...هذا الوطن بتضاريسه الرائعه تزينها أشجار التين والزيتون والشيح والقيصوم والدحنون وحبات قطرات الندى يتخللها نور الشمس التي لا تنطقيء معانقة ترابه المبارك الطهور لتنتج هذه الأرض قمحا وسوسنا وكبرياء ..إضافة إلى فسيفساء تركيبته الإجتماعية ننظر إليه وطنا واحدا موحّدا نمضي مع جلالة مليكنا الذي يقود المركب بعزيمة الشباب وحكمة الشيوخ نتابع مع سيدنا مسيرة الاستقلال ومدلولاتها عطاء وإنتماء ليبقى أردننا الواحة الغناء خضرة ونضارة نواجه التحديات بكل عزيمة وإصرار نحمي سياجه منيعا ونرفع أسواره قوية بإرادة صلبة وإيمان راسخ بأن الأفئدة تهوي اليه وتحتضنه القلوب وترفع من قدره العقول لنترجم معا معنى الاستقلال واقعا نعيشه وتحميه سواعد الرجال الأبية. وألف تحية الى حماة الإستقلال كل في موقعه... الجندي في خندقه والمعلم في مدرسته، والطبيب في مشفاه، والقاضي في محكمته، والمهندس في مشروعه، والمزارع في أرضه، والصانع في مصنعه، والطالب في مدرسته، وعامل الوطن الذي يحرص على أن يبقى الوطن جميل الوجه وبهي الطلعة في صورة تكاملية ترسم لوحة جميلة عنوانها "الوطن أكبر منا جميعا"،
ولتبقى عمّان عاصمة الدنيا بأسرها ودمتم بخير في وطن حر عربي الوجه هاشمي الرسالة ودام جلالة الملك سيدا وقائدا وكل عام وأردننا بخير تزينه هامات وسواعد الرجال الرجال حماة الإستقلال وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.