زيارة البابا للأردن .. السلام والأمن والوئام
اسعد العزوني
24-05-2014 12:58 PM
يبدأ غبطة البابا فرانسيس ،صاحب الكرسي الرسولي في الفاتيكان ،اليوم السبت ،المرحلة الأولى من حجه في الأراضي المقدسة ،بزيارة الأردن ،ولقائه جلالة الملك عبد الله الثاني ،إلى جانب الإطلاع على الأماكن المسيحية المقدسة في الأردن وفي مقدمتها المغطس.
سيكون الحظ كبيرا بالنسبة لقداسة البابا،وسيرافقه طير السعادة ،بأجنحة الإطمئنان ،وريش الفرح الغامر،لأن قداسته سيطمئن على حال العرب الأردنيين المسيحيين في الأردن ،والوئام الذي يلف الأردن بالنسبة للأخوة المسيحيين الذين هم أصل العرب في هذه المنطقة ،وهم شركاؤنا وإخوتنا في الله وفي العروبة ،كما أنهم جزء منا ونحن جزء منهم،بمعنى أنهم ليسوا دخلاء ولا من بقايا الصليبيين .
في لقائه المرتقب مع جلالة الملك عبد الله الثاني ، سيجد قداسة البابا أنه أمام ملك هاشمي مسلم ،وسطي معتدل مثقف واع ،يفهم لغة الغرب، ويحسن مخاطبة الآخر الغربي ،بنفس عقليته ويرطن بنفس لغته ، وسوف يغلف اللقاء بالأجواء السلمية التي يسودها الإحترام المتبادل ،وسوف لن يبخل جلالة الملك على ضيف الأردن الكبير بالنصيحة فيما يتعلق بطبيعة الصراع في الشرق الأوسط.
سوف لن يقصر الأخوة المسيحيون في الأردن ،الذين سيلتقون قداسة البابا ،برواية قصص الوئام التي تروى للأجيال ،فنحن لم نشهد يوما حالة عداء واحدة في الأردن بشكل خاص للسيد المسيح والمسيحيين ،وإن وقعت بعض الهنات هنا أو هناك،فلا وزن لها ويمكن حلها بكل السهولة،فنحن كمسلمين وبهدي من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ، نحب ونجل ونقدر السيد المسيح وأمه البتول الطاهرة عليهما ،كما أننا نؤمن بالتوراة الصحيحة وبموسى عليه السلام .
أشفق على قداسة البابا من الشق الثالث من حجه للأراضي المقدسة ،حيث سيواجه وضعا صعبا وحرجا ،غير ما سيواجهه في الأردن والسلطة الفلسطينية ، وأعنى بذلك "إسرائيل "،التي بدأت بالتحضير لإستقبال قداسة البابا ،قبل عدة أشهر ،وعلى طريقتهم الخاصة .
تميزت هذه التحضيرات بالعداء اليهودي المطلق للسيد المسيح والمسيحيين ،بحيث شددوا هجماتهم على الأماكن المقدسة المسيحية في فلسطين المحتلة بتدنيسها وكتابة كلمات بذيئة عليها ضد السيد المسيح عليه السلام والمسيحيين،كما أنهم أشاعوا أن موظفي وزارة خارجيتهم سوف يضربون إبان حج قداسة البابا للأراضي المقدسة ،الأمر الذي سيخلق مشكلة تتعلق بإستقبال البابا في "إسرائيل"،ولعل طفلا لما يفطم بعد، يدرك معنى وأبعاد هذه الرسالة.
سيتعرض قداسة الباب للحرج الشديد لدى لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي النتن ياهو ،الذي لا يقيم وزنا لصديق أو حليف ،حتى أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما لم يسلم من أذاه ،حتى أثناء اللقاء في البيت الأبيض ،كدليل على العنجهية التي يتصف بها النتن ياهو.
ما قامت به السلطات الأمنية الإسرائيلية بالأمس ،وإعلانها عن وضع عدد من المتطرفين اليهود قيد الإقامة الجبرية ، خلال حج البابا في فلسطين المحتلة ،رسالة قذرة موجهة لقداسة البابا ،تتصف بكل صفات من أرسلها ،إذ لا يجوز وبكل الأحوال أن يتم إستقبال قداسة البابا بهذه الطريقة .
يعلم الإسرائيليون جيدا ما هي الخدمات التي قدمها الفاتيكان لإسرائيل ولليهود بشكل عام ،فقد برأهم من دم السيد المسيح عليه السلام،ويتساهل في سيطرة إسرائيل على المقدسات المسيحية في فلسطين المحتلة ،ولم يحرك ساكنا إزاء تضييق إسرائيل على المسيحيين الفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص،ولكن هذا هو ديدنهم فهم لا عهد لهم ولا ذمة ،يكافئون من خدمهم بالغدر .
كل الترحاب والترحيب بقداسة البابا فرانسيس في أردن الوئام ،وأجزم أنه لو سمح للمواطنين الأردنيين بإستضافة قداسة البابا ،لوجد أن كافة البيوت في الأردن ، قد شرعتت أبوابها وجهزت المناسف للضيف الكبير ، رغم الفقر وضنك العيش الذي يعاني منها الشعب الأردني ،فإكرام الضيف صفة أصيلة فينا .