شهداء أردنيون في فناء الكنيسة اللاتينية في القدس
د.بكر خازر المجالي
24-05-2014 03:23 AM
لا بد من تأمل طبيعة العلاقات في المجتمع الاردني التي امتازت عبر التاريخ بأنها علاقات عشائرية تحكمها قيم الأخلاق والإيثار والتسامح ،وأنها علاقات طبيعية لا وجود لأي من عوامل التنافر والتشنج ولا مجال لنجاح أية محاولات لزرع الفتنة وبث التفرقة لا على أساس عامل الدين أو عامل الأصل والمنبت ،
ووصل المجتمع الاردني إلى قناعات تتعزز كل يوم وهو يشاهد ويلمس نتائج ومظاهر محاولات التغيير التي أدخلت مجتمعات عربية في أتون الصراع الدموي الذي يخلق في كل يوم عقدة ثمنها دماء الأبرياء وزيادة في تعميق الجراح والأردن يزداد تمسكا بصورة المجتمع الطيب .
والأردن كأرض وشعب قبل ان يكون دولة هو ارض تسامح ونخوة ، والرابطة الاشمل هي رابطة القرابة ، فالكل يقول عن الأخر هذا ابن عمي أو هذا ابن قريتي أيا كانت ديانات المتحدثين الإسلام او المسيحية ،
ونعود إلى تاريخ معارك فجر الإسلام حين وقف الأردنيين معا في وجه الغزوات الأجنبية تجمع عشائره رابطة الجوار والأخوة والعيش المشترك مسيحيين ومسلمين ،ولا زلنا نردد ان عشيرة العزيزات في مادبا حملت هذا الاسم لأنها كانت هي التعزيز للمسلمين في معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة ، ولا زلنا نتحدث عن تاريخ عودة القسوس ومؤازرته لثورة الكرك ومقاومة الظلم ،عدا عن دوره السياسي والثقافي ، وحتى في التخطيط للثورة العربية الكبرى وحركة النهضة العربية نجد ان المسيحيين يتصدرون حركة الفكر والنهوض بالوعي القومي العربي ولدينا القصص العديدة التي توضح العلاقات الطبيعية العادية في الفصل في القضايا العشائرية وتطبيق العادات الاجتماعية التي تصل إلى اللباس الموحد ،وفي انتقاء الأسماء وغيره.
واليوم ونحن نرحب بزيارة قداسة البابا فرانسيس للأردن وهي الزيارة الرابعة منذ عام 1964م ،والذي نراه ضيفا في بيت كل أردني ،نسعد ونعتز بصورة وطننا الغالي الذي أضحى نموذجا في العقلانية والاعتدال والتسامح ، وأصبحنا نشعر كل يوم بقيمة الحفاظ على امن الوطن ونستشعر نعمة قيادتنا الهاشمية الحكيمة ،لا بد من استجلاء جانب من تاريخ الوطن المتعلق بتضحيات أهلنا المسيحيين في الواجبات الوطنية ،
فمن دراسة تاريخ معارك القوات المسلحة الاردنية ، واستعراض كوكبة الشهداء الذين زاد عددهم عن الثلاثة آلاف ، فقد قدم المسيحيون تقريبا (33) شهيدا إلى جانب إخوانهم المسلمين ، والكل كان يخدم المملكة الاردنية الهاشمية وتحت اسم الجيش العربي الاردني يؤدون الواجب بروح الأخوة والمواطنة التي تجمعنا فالقدس هي في قلب الجميع وفلسطين هي محور الاهتمام .
ومن الحقائق الموجودة على ارض فلسطين ولا زالت ماثلة للان ، ان هناك شهيد ضمن ثمانية شهداء سقطوا في حرب 67 معا في منطقة اليامون /جنين كانوا طاقم مدفعية تعرضوا لقصف مركز من طائرات العدو ، وقام أهل البلدة على عجل بنقل رفاة الشهداء ووضعهم في كهف مجاور ، وبعد ان هدأت الحرب قاموا بنقلهم إلى مقبرة البلدة ،وأهل البلدة لا يعرفون الأسماء ولكنهم من الهوية المعدنية لأحدهم وجدوا انه مسيحي وتم دفنه مع إخوانه الشهداء ، وبعد التدقيق تم معرفة أسماء الشهداء جميعا وعرف الشهيد المسيحي وهو ( سالم سليمان نمر بطارسة ) من جرش ، ولازال يرقد مع إخوانه في ذات المقبرة التي أحسن أهل اليامون خدمتها وصانوها وبنوا أضرحة القبور بشكل رائع.
أما الصورة الثانية فهي في القدس القديمة، فقد استشهد ثلاثة جنود أردنيين في منطقة الكنيسة اللاتينية في باب يافا الذي يدخل إلى حارة الأرمن والنصارى ويؤدي إلى الحرم الشريف ، وحسب حديث الأب سمندر الذي خدم سابقا في كنائس أردنية ،والتقيته في نفس الكنيسة قبل 3 سنوات فقد قال :تم نقل رفاة الشهداء الثلاثة ودفنهم في فناء الكنيسة بغض النظر عن ديانتهم وتم التعامل معهم كشهداء واجب ، والأب سمندر لا يعرف الأسماء حينها ،ومن ثم تم تحديد الأسماء والشهداء الثلاثة اثنان مسلمان أما الثالث فهو الشهيد توما سلامة خليل الحجازين من الكرك ،
ونقدم قائمة بأسماء الشهداء من إخواننا المسيحيين في جيشنا العربي الاردني الذي سقطوا جنبا إلى جنب في العمليات العسكرية أو التدريبية ، وما شعرنا في يوم ما أننا بحاجة لأن نقول بيننا هذا مسيحي وهذا مسلم ولا مبرر للحديث عن علاقة واقعة وطبيعية ، ولكن الحاجة ان نقول للعالم الذي يعاني من الطائفية والعنصرية وتسبح بعض المجتمعات بالدم جراء ذلك ان نقول لهم هذا هو الأردن وهؤلاء هم الأردنيين الذين تجمعهم رابطة المواطنة والهوية الاردنية الجامعة ،والالتفاف حول القيادة الهاشمية الغالية ،والاعتزاز بالانجاز والحرص على وحدة المجتمع والقدرة على تجاوز أي إشكال وحصره ومعالجته ليس بالقانون فقط بل بالإرث العربي الاردني المشترك وقيم المحبة ومعاني العيش المشترك والقواسم الوطنية .
أُقدم هذه القائمة التي لا أقول أنها نهائية فقد نكون قد غفلنا عن بعض الأسماء ، وأيضا ان لا نستغرب ان اكتشفنا شهيدا نقول عنه انه مسيحي ونجد انه مسلم لان الأسماء لدينا قد تتشابه وحتى التشابه بأسماء العشائر
شهداء من الجيش العربي الاردني من أهلنا المسيحيين
جندي جريس عيسى جريس الهلسة الكرك 20 ايار 48
جندي سلامة سليم إبراهيم المصاروة الكرك 1948/05/20
جندي حنا خليل سلامة الكرك 1948/05/21
جندي حنا عيسى سالم الكرك 1948/06/09
مرشح فائق عودة حدادين مأدبا 1956/09/26
حرس وطني باسيل بشارة سالم عيسى 26/9/56 حوسان
جندي أنطون جريس سالم النعيمات عمان 12/10/56
نقيب طيار إحسان عبد عيد قاقيش البلقاء 22/5/57
نقيب سليم جريس عبدالله صوالحة مأدبا 14/7/57
ملازم إبراهيم عايد غطاس النبر البلقاء 8/1/62
ملازم جريس يعقوب سعد عميش اربد 15/8/65
نقيب نورس جريس سلامة يعقوب مأدبا 5/6/67
نقيب صليبا خليل الترزي القدس
جندي توما سلامة خليل حجازين الكرك 6/6/67
جندي سالم سليمان نمر البطارسة جرش 7/6/67
جندي إبراهيم جريس الياس بلط القدس 7/6/67
جندي سابا عيسى عودة دار خضر القدس 28/10/67
مرشح خليل عبد سلمان زريقات الكرك 17/12/69
برجس خليل حداد جرش 15/5/1970
جندي ميخائيل سالم خليل العكشة الكرك 10/7/70
جندي فرحان سليم حنا أبو سحلية جنين 10/7/70
رقيب اول سعد سليم أيوب نصرالله عجلون 11/7/70
رقيب أيوب فريج قندح اربد شطنا 17/9/70
جندي اول ج ريس سلامة حنا مدانات ا لكرك 17/9/70
جندي رمزي خليل صالح هلسة الكرك 17/9/70
ملازم عدنان موسى هلال اندراوس اربد 6/11/70
جندي عازر يوسف اشتيوي الخوري اربد 5/8/72
جندي اول خلف سليم عيد حداد عجلون 19/10/73
تلميذ مرشح خالد فريد عايد الفاخوري البلقاء 6/8/88
عريف أيمن روفائيل عودة حجازين الكرك 25/3/89
ملازم أيوب يوسف خلف السمير اربد 25/3/2003
ملازم طيار يزن بسام حنا عرنكي البلقاء 6/1/2008
عريف سميح صالح حدادين مادبا 21 آذار 1968م