آخر سمعة: ايطاليا تحكم على رئيس الوزراء الاسبق برلسكوني بتنظيف احد شوارع روما لمدة عام بسبب تهربه من دفع الضرائب.

في الاردن يقول المثل: «اذا صادفك قوم بعبدو العجل حش واطعمه».. فكانت نتيجة تدليع العجل ان زادت مديونيتنا اضعافا مضاعفة.. والايطاليون كانت لهم وجهة نظر اخرى.. اذا قام «العجل» ولعب بذيله ابطحه واذبحه، ومن ثم علقه من ذيله.. فكانت النتيجة ان تضاعفت ايرادات الخزينة الايطالية اضعافا مضاعفة..
في بلدنا غلب علينا طبع التسامح وزرعوا فينا لغة الاستسلام للواقع فقالوا: اذا كان حرامي البيت منه وفيه عيّ على مئة حارس.. فكانت النتيجة ان باع الحرامي ما وصلت اليه يده دون ان يحسب حسابا للناس والحراس.. بينما في ايطاليا اذا كان حرامي البيت منه وفيه بنخليه يكنس 100 شارع و 100 مدرسة و100 حديقة حتى يكون عبرة لكل الناس !!

في اللحظة التي وقفنا فيها مصدومين مدهوشين ونحن نشاهد جهارا نهارا من يأكل اموال البلد بغير وجه حق كنّا نشجعهم من اعماق قلوبنا فنقول لهم: أكل الرجال على قد افعالها..
بينما في ايطاليا من يأكل من اموال الدولة بغير وجه حق يقال له: تكنيس الرجال على قد افعالها !!
في الاردن يبقى مثل: اللي بوكل العصي مش مثل اللي بعدهن.. حكي طاير بالهوا، لانه على ارض الواقع لا في عصي ولا في أصلا اللي يعهدهن.. بينما في ايطاليا في عصي وفي اللي بعدهن لكل من يحاول ان يتهرب من دفع ما عليه من ضرائب !!

تعالوا نحلم مجرد حلم: في الاردن اذا حكمنا على رئيس وزراء سابق ببناء سنسال طوله كم متر لانه منذ ولادته لم يدفع فاتورة الكهرباء.. سنجد ان ثلاثة ارباع وجوه المنطقة التي سيبنى بها السنسال سيتهافتون لكسب دولة الرئيس على الغداء، والربع الباقي سيتكفلون ببناء السنسال عن دولته وسيبث التلفزيون الاردني تقريرا يبين فيه مساهمة رجال الوطن في العمل التطوعي.. بينما اذا حكمنا على رئيس وزراء بالاعدام لان في عهده الميمون اختفى المليار مثلما يختفي الدبوس في كوم القش.. في حينها صدقوني لن نجد حبلا لاعدامه.. واذا وجدنا الحبل لن نجد صاحب قلب شجاع وضمير وطني حي ليقوم بشده.. واذا وجدنا الذي سيقوم بشد الحبل فلن نجد شيخا يدعو له.. فنعتذر من دولة الرئيس عن عدم قدرتنا على اعدامه.. فيرفع دولته قضية، ويحصل على مليار اخر كرد اعتبار !!

في ايطاليا: برلسكوني تجده الان يكنس شوارع روما لانه تهرب فقط من دفع الضرائب في مثال حي على عظمة الامم وتقديسها للمال العام !!

وفي الاردن: كنسوا خزائن الدولة تكنيسا وشلحوا موارد البلد تشليحا ولايزال فينا من «يتنومس» بوجودهم ويضرب بهم المثل قائلا: شالح عباته بردان ؟!!
يشلحوك يالبعيد انت واياه بليلة العيد..
(العرب اليوم)