استقلال الأردن قيمة وعمل .. *العين المهندس محمد الشهوان
21-05-2014 01:21 PM
يتجلى "الاستقلال" انسانياً باعتباره قيمة عظمى اكثر منه مجرد حدث في حياة الشعوب، وهي قيمة لا تدانيها قيمة من حيث كونها الإطار الحاضن للحرية في أرحب واصدق معانيها، والمبرر الأقوى للتفكير والتعبير والممارسة على مستوى الإنسان الفرد، والدليل الاسطع على امتلاك الدول لقرارها وإعمال السيادة الوطنية في تحديد ملامح وجوهر هذا القرار ، على مستوى الدول والاوطان .
في اطار هذا الفهم يملك الأردن الذي نحيي ذكرى استقلاله هذا الأوان، ان يفخر بتجسيد هذه القيمة السامية معنى وعملاً على ارض الواقع ، فالمسافة الزمنية الفاصلة بين عام الاستقلال وعامنا هذا تحكي قصة وطن نجح وبامتياز في صون الاستقلال وحمايته ، وتعظيم مدلولاته برغم ما شهدته المنطقة والإقليم من احداث جسام لم يصمد امامها العديدون وتناثرت نتائجها السلبية في كل الاتجاهات .
هذا الواقع يلزم كل حر صادق منصف، ان يحيي مسيرة هذا البلد الذي واجه الصعب بشجاعة وإرادة وتحد صلب ، معتمدا على توفيق الله سبحانه، ثم على حكمة ووعي وحنكة قيادته الهاشمية الكريمة، وعطاء شعبه العربي الأردني الواحد ، وعبر عمل وطني قومي عقدي انساني مشرف صان الثوابت في حياة الوطن والأمة ، وفتح الآفاق واسعة لتعاون مثمر مع سائر القوى الفاعلة على هذا الكوكب على قواعد التكافؤ والاحترام المتبادل.
وعلى وقع الاستقلال واعياد الوطن ، نقف اليوم وفي سائر ارجاء الاردن العزيز، مدنه وقراه ، ، مخيماته وبواديه ، وقفة فخار نستذكر فيها عطاء الصيد من آل هاشم الاخيار ، ومعهم شعبنا المعطاء كله، مثلما نترحم على ارواح رجال احرار أحرزوا الاستقلال وانتزعوه بقوة الارادة والعزم في زمن قلَّ فيه الأعوان وتكاثر فيه الخصوم ، زمن كان فيه رهان الكثيرين من خلف الحدود على بقاء هذا الوطن وصموده، وقد صمد ونمـا وتطور وبحمد الله ، وحقق ما يرقى الى حد المعجزة إنجازاً يشهد به القريب والبعيد ، العدو والصديق ، على حد سواء .
وها هو الأردن اليوم ، وبرغم كل التحديات الإقليمية والدولية التي يشتد خطرها وأثرها كل يوم ، يشق طريقه الواثق بقيادة عميد ال البيت الأخيار حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، محققاً المزيد من الانجاز، ومحافظاً على مكانته ودوره الطليعي المتقدم بين مختلف الأوساط العربية والإقليمية والدولية جميعها، ويقيناً فأن وطناً بهذا الحجم البسيط مساحة وسكاناً ومقدرات، لم يكن بمقدوره بلوغ ما أنجز على كل صعيد لولا توفيق الله أولاً، ثم صلابة ووجاهة المسعى الوطني الرسمي والأهلي معاً في ظل الراية الهاشمية العزيزة .
في يوم الاستقلال الأغر ، نتوجه الى مقام قائد الوطن المفدى ، والى شعبنا الأردني الواحد الموحد ، بأحر التهاني ، داعين الجميع في هذا البلد الطيب الذي ما تنكر يوماً لا حد ولا تقاعس عن أداء واجبه القومي والإنساني المشرف، الى رص الصفوف وبقوة وثقة وايمان خلف قيادتنا الهاشمية الغالية ، صوناً للاستقلال وإعلاء لشأن الوطن ، فمن جال في هذا العالم الواسع الإرجاء، ومن يجيل النظر هذا الأوان في الإقليم والمنطقة، لا شك يشهد لهذا الوطن الكريم بأنه وطن الحرية والكرامة والنبل والانجاز المتميز عن كل انجاز اخر في هذا الإقليم، برغم شح الموارد وبساطة الإمكانات وعظم حجم التحديات الخارجية والإقليمية التي لم يكن الأردن يوماً سبباً فيها ، وإنما المتحمل للقسط الأكبر من أثارها وانعكاساتها وبإرادة صلبة لا تعرف التردد او المنة على أحد .
فليبارك الله جلت قدرته هذا الوطن ، ويحفظ قيادته وشعبه من كل شر، ويديم عليه نعمة الأمن والاستقرار والنماء بهمة شعبه الوفي وجيشه العربي الأردني الباسل، ومؤسساته الأمنية الساهرة على أمنه ونمائه وحماية حدوده ومقدراته ومنجزاته، وتمهيد السبل كلها لمزيد من العمل والتقدم والبناء ، بقيادة الملك المعزز الشجاع وتوجيهه السديد المعبر عن كرامة هذا الوطن وأهله، والساعي بإخلاص الى ان يظل الأردن وطن التميز والسبق الايجابي بين سائر الاوطان .
كل عام والوطن بخير ،،، وقائده المفدى بخير ،،،
والله ولي التوفيق