العلاقات العامة «ايفي لي» حقيقة الصورة
نايف المحيسن
21-05-2014 03:01 AM
يعتبر الامريكي «أيفي لي» صاحب لقب (أبو العلاقات العامة)، لانه قدم الكثير من المبادىء الهامة للعلاقات العامة حيث كان يعتبر أن النشر وحده لا يكفي لتأييد الجماهير، كما اعتبر ايضا ان القول الجميل يجب أن يكون مقرونا بالفعل الجميل.
وهو من اكد على مبدأ ان لا تفعل الخير فقط بل يجب ان تعلم الناس بما تفعله من خير وان صورة الانسانية لأي فرد لا يمكن ان تتحقق الا من خلال مشاركته الاجتماعية من حوله فالتبرعات الخيرية والنشاطات الاجتماعية تعزز دور من يقوم بالعلاقات العامة.
«لي» الذي ركز على اهمية اظهار الصورة الانسانية للفرد واعتبر هذه اهم مبادىء العلاقات العامة هو من استخدمها افضل استخدام عندما عمل في بدايات القرن الماضي مع رجل الاعمال الامريكي المعروف روكفلر الذي كان سخيا بالتبرعات للجمعيات الخيرية والكنائس والاطفال المدارس والفقراء ولكن صورته كانت لا تدل على ذلك بل كان يبدو بخيلا شحيحا بماله وكان صامتا امام النقد الذي يواجهه بما هو معروف عنه من خلال هذه الصورة لدى الجماهير التي كانت في اسوأ احوالها.
عمل «لي» مع روكفلر فاظهر موهبته في العلاقات العامة ونجح في تغيير الصورة النمطية المعروفة عن روكفلر ولم يمض وقت طويل من عمل «لي» مع روكفلر حتى تغيرت الصورة كاملة عن رجل الاعمال الامريكي وبدأت صوره تظهر في الصحف وهو بحالة الانسان المتواضع الذي يتعامل مع الجماهير بأريحية واصبح يتردد على الكنائس والجمعيات ويهب المساعدات للمحتاجين ويلتقي مع الاطفال ويداعبهم.
بهذا الاسلوب نقل «لي» باستخدامه لاسلوب العلاقات العامة السليم الصورة الحقيقية والتي لا يعرفها الناس عن روكفلر واظهرها للناس بعد ان كانت الصورة المخفية عنه لا تظهر للناس بل كان الناس يأخذون فكرة مختلفة عن حقيقة الرجل ويتهمونه بالبخل والجشع وهو غير ذلك.
فن العلاقات العامة هو اسلوب ادارة المؤسسة واظهارها باحسن صورها او تحسين الصورة السائدة عنها او العمل على تغيير النمط السائد بالنمط المفروض ان يكون للمؤسسة لتحقيق النجاح والازدهار فالصورة الحسنة عن صاحب المؤسسة يعطي الجمهور فكرة حسنة عن الاداء وتريح الناس بدل ان يكون هناك جهل حولها.
لا يزال اصحاب العمل في الدول العربية وفي الاردن على وجه الخصوص لا يؤمنون بأهمية ودور العلاقات العامة ويعتبرونها نوعا من الترف الا ما ندر ممن يدركون اهمية مثل هذا العمل والتأكيد عليه وعلى من يقوم به ان يكون اهلا له ولكن للاسف نجد ان الكثير من مسؤولي او موظفي العلاقات العامة هم اكثر من يعينون بالواسطة على اعتبار انهم لا دور هام لهم في حين لو ان صاحب المصلحة او المنشأة او المؤسسة ادرك اهمية العلاقات العامة في نقل الصورة الحقيقية والفعلية عن ما يقوم به وما يود ان يصل للناس عنه لكان قد لجأ الى الاكفأ في هذ المجال واعتقد ان على من يريد ان يستعين بمن يسوق مؤسسته بالعلاقات العامة ان يدرس اسس اساليب العلاقات العامة وان يقرأ عن «ايفي لي» ليعرف اهمية ان يكون لديه رجل علاقات عامة على درجة كبيرة من الاهمية ليسوقه ويسوق مؤسسته او مشروعه.
(الدستور)