قيادي سابق بالجماعة الليبية المقاتلة : حفتر طامع في السلطة
20-05-2014 09:39 PM
عمون - (د ب أ) - وصف عبد الوهاب قايد البرلماني الليبي العضو المؤسس لكتلة الوفاء لدماء الشهداء والقيادي السابق بالجماعة الإسلامية المقاتلة اللواء خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية بالجيش الليبي بكونه طامع في السلطة ، مشددا علي أن حديث حفتر حول مكافحة الإرهاب والتطرف بالبلاد مجرد ذريعة لتحقيق هدفه في الوصول للسلطة ليس أكثر .
وأوضح قايد في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) بالقاهرة :" ما يحدث الأن هو أن هناك مجموعة من العسكريين يحاولون الانقلاب علي السلطة بمبررات كثيرة .. ونحن من جهتنا متمسكون بالشرعية التي يمثلها المؤتمر الوطني إلي أن يتم انتخاب برلمان جديد بأذن الله ".
وفيما يتعلق بتقييمه لهجوم حفتر علي تيارات الإسلام السياسي في ليبيا واتهامه لها بالعمل علي نشر الارهاب عبر نشر السلاح واستقدام العديد من العناصر الارهابية الأجنبية للأراضي الليبية ، قال قايد : " حفتر يبحث دائما عن مبرر يستميل به الناس ويستعمله كذريعة يحقق من خلالها هدفه الحقيقي وهو الوصول للسلطة".
وتابع " منذ أشهر قليلة عندما كان في طرابلس و قبل أن يذهب لبنغازي وكانت هناك مظاهرات ضد المؤتمر الوطني خرج حفتر حينها وقال إن هدفه حينها هو إزالة المؤتمر الوطني وإقامة حياة دستورية ولم يتحدث حينها عن مكافحة الإرهاب والتطرف ولا غيره ".
وأردف " الأن هناك اغتيالات وجرائم إرهابية في بنغازي والكل سواء بالمؤتمر الوطني أو بالحكومة وجموع أهل البلاد يرفضونها ويبحثون عن إيقافها بشتي الطرق ولكن حفتر مجددا قرر ان يركب الموجة ويمتطي هذا الحصان ليقول إنه يحارب الإرهاب".
وأضاف " هناك من يخشون المسار السلمي الذي بدأ والذي سيسلم البلاد لبرلمان منتخب ويريد هؤلاء قطع المسار وقطف الثمار بالسيطرة علي الدولة..ونحن خرجنا من ديكتاتورية صعبة ولن يرضي الناس أن يعودوا إلي حكم العسكر وأظن أن هذا الأمر واضح وليس له علاقة لا بتيار إسلامي أو ثوار أو أي شىء من هذا القبيل ".
واستنكر قايد - هو الشقيق الأكبر للرجل الثاني سابقاً في تنظيم القاعدة "أبو يحيى الليبي" الذي قُتل بضربة أمريكية في باكستان في حزيران/يونيه عام 2012 - تذرع حفتر فيما أقدم عليه من محاولة الانقلاب علي السلطة الشرعية بذريعة مكافحة الإرهاب بليبيا وتطهيرها من الإرهابين ، مشددا علي أن تلك الذريعة لا يجوز أن تستخدم خاصة من رجل له " أعمال إرهابية كبيرة جدا داخل وخارج ليبيا " علي حد وصفه .
وأوضح " لقد كان حفتر أحد جزاري حرب تشاد والتي قتل فيها الألاف وكان رئيس محكمة أصدرت أحكام بالإعدام علي مجموعة من المدنيين الليبيين عام 1986 "
يذكر ان حفتر قاد القوات المسلحة الليبية خلال الحرب الليبية التشادية وانتصر هناك واحتل تشاد في فترة قصيرة، وبعد أن طلب من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الدعم المتوفر آنذاك لم ينفذ الطلب خوفاً على ان يرجع حفتر منتصراً ويستولي على حكم ليبيا .و تم أسر حفتر مع مئات الجنود الليبيين في معركة وادي الدوم يوم 22 آذار/مارس 1987 وبعد الاسر انشق هو وبعض من رفاقه من الضباط على القذافي في سجون تشاد وأفرج عنهم وغادروا إلى الولايات المتحدة بعد وصول ادريس ديبي للسلطة في تشاد ضمن صفقة ليكونوا معارضة هناك.
وسخر البرلماني الليبي من التهم الموجهة للمؤتمر الوطني بدعم جماعة أنصار الشريعة ، وقال مفندا ذلك الاتهام " الباطل " علي حد وصفه : " كيف يدعم المؤتمر جماعة لا تعترف أصلا بشرعيته ..المؤتمر انبثقت عنه حكومة تسعي لترسيخ الأمن في البلاد عبر بناء جيش وشرطة .. ولا يمكن بناء الدولة في ظل وجود كيانات سواء كان وراءها أنصار الشريعة أو أتباع النظام السابق أو أشخاص يسعون للانتقام لثأر شخصي من خصوم لهم إلي آخره ".
وأبدي قايد عدم قلقه واكتراثه بالتعهدات التي أطلقها حفتر حول تقديم كبار مسؤولي المؤتمر الوطني والحكومة وجماعة الإخوان للمحاكمة في حال اعتقالهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة ، وقال :" نحن تحملنا المسئولية ولسنا خائفين لا من الملاحقة او القتل أو السجن .. نحن تعودنا وسجنا في عهد القذافي وحكم علينا بالإعدام وتم تأجيل الحكم وخرجنا في الثورة من اجل الحرية ".
وتابع :" لذا العودة لمربع السجن والقتل لا تخيفنا مطلقا ولا نسعي لتحاشي هذا الأمر .. كل ما نسعي إليه أن يتمتع أهل ليبيا بثرواتها وان يعيشون فيها بحرية وتكريس مبدأ التداول السلمي للسلطة ".
يذكر ان الجماعة الليبية المقاتلة وهي تنظيم مسلح يحمل فكر السلفية الجهادية أنشأه مجموعة من الشباب الليبيين الذين عادوا إلى ليبيا بعد أن شاركوا في الحرب الأفغانية السوفيتية و قامت بعمليات مسلحة في مواقع مدنية وأمنية بليبيا في حقبة تسعينات الماضي بهدف إسقاط نظام القذافي، إلا أن القوات المسلحة الليبية وأجهزة الأمن قضت عليهم واعتقلت مجموعة كبيرة منهم، وفي عام 2009 قام زعماء الجماعة بمراجعة أفكارهم وقدموا اعتذاراً للدولة، الأمر الذي أدى إلى إطلاق سراحهم.
وقد شارك عدد كبير من مقاتلي الجماعة الليبية في ثورة 17 فبرار بل وكان أغلبهم كانوا قادة ميدانيين في المعارك بسبب خبرتهم في الحروب في أفغانستان .
واعرب قايد عن ثقته في في انتصار من وصفها بـ" قوي الشرعية " وقدرتها علي حسم الصراع عسكريا لصالحها علي الأرض رغم انضمام ومساندة ة كتائب وقوي داخل الجيش وخارجه لحفتر، موضحا بالقول " بأذن الله الأمور ستسير لصالح الشرعية ..هذه ليست أول محاولة للهجوم علي المؤتمر وإسقاطه بوجود تجمعات عسكرية وغيرها ورغم ذلك أستمرت الشرعية .. وهناك من أغلق حقول النفط لأشهر وبالرغم من ذلك أيضا استمرت الشرعية ".
واشار البرلماني الليبي إلي وجود بطاقة قبض صادرة من النائب العام بحق حفتر نظرا لأن ما يقوم به من الأعمال يعد مخالف للقوانين العسكرية وخروجا عن الشرعية ، مشددا علي انه في حال تم القبض عليه فسيقدم للقضاء ويحاكم محاكمة عادلة .
ونفي قايد ان تكون كتلة الوفاء لدماء الشهداء هي مجرد تجمع لأنصار التوجه الإسلامي المتشدد ،موضحا انها تضم تيارات متعددة منها الإسلامي والليبرالي والوطني والعربي والأمازيغي مثلما تضم الرجال والنساء.
كما نفي قيام الكتلة علي نحو منفرد وخارج أطار البرلمان بدعم جماعة أنصار الشريعة أو الغرفة الأمنية لثوار ليبيا بالمال والسلاح ، وقال " فيما يتعلق بدعمنا لأنصار الشريعة فهذا غير صحيح بالمرة.. اما الغرفة الامنية لثوار ليبيا فهي قد شكلت بقرار من رئيس المؤتمر الوطني وهي الان جزء من رئاسة الأركان ...ومن أين لنا أن ندعم أحد بالمال أو السلاح ؟ ..نحن مساهمتنا تقتصر علي المشاركة في التصويت داخل المؤتمر فنرفع أيدينا تأييدا للقرارالذي يخدم مصلحة البلاد ونرفض ما هو عكس ذلك ".
وعبر قايد عن اسفه لتعرضه وغيره من الشخصيات للعديد من محاولات التشويه وخاصة في وسائل الإعلام التي تشير دائما لكونه شقيق القيادي السابق بتنظيم القاعدة أبو يحيي الليبي ، وتساءل :" هل يمكن بعد ثورة فبراير التي هي ثورة الحرية ان يعاقب انسان بجريرة أخيه.. والقاصي والداني يعرف اني كنت مختلفا مع شقيقي اختلافا جذريا في الكثير من أفكاره ".
وتابع" ماضينا السابق لسنا خجولين منه فقد وقفنا في وجه النظام الطاغي ولم نرتكب جرائم تفجيرات أو قتل ولم نخل بالسلم العام لا بالداخل او الخارج وكان هدفنا بالجماعة الإسلامية المقاتلة هو إسقاط نظام القذافي .. وما حملناه من أفكار بالجماعة تؤكد ان نظام القذافي لن يسقط الإ بالقوة وهو ماتوصل إليه كل أهل ليبيا بعد عشرين عاما والعالم كله ساندهم في تحقيق هذا الهدف ".
كان حفتر ، قد صرح في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الثلاثاء إن "عملية الكرامة" التي تشنها قوات عسكرية موالية له منذ يوم الجمعة الماضي تهدف إلى تطهير ليبيا من المتطرفين وجماعة الإخوان المسلمين.