جميعنا حمل "همّ" العيطان، وفرحنا لحظة الافراج عنه. فقلوب الاردنيين لاتزال مفعمة بالمشاعر الوطنية والاخوية الصادقة تجاه كل نشمي من نشامى الوطن يقف على خطوط النار ليقوم بواجبه الوطني.. والعيطان لم يكن في ليبيا سائحا وشمام هوّا، بل كان سفيرا يرعى شؤون الاردنيين ومصالح الدولة هناك، في ظل ظروف أمنية صعبة. وعند هؤلاء تقف الكلمات عاجزة عن التعبير عن مدى تقديرنا واعتزازنا بأمثال العيطان، ممن يقبضون على جمر الصبر وتحمل المخاطر في سبيل القيام بواجبهم الوطني..
ولأن هناك "هم" بفرح، هناك أيضا هم "ببكي" لان القدر عادة ما يعاند الاردنيين في مناسبات الفرح فعندما يحضر الفرح يحضر معه "يافرحة ما تمت" ..
تزامنا مع عودة العيطان نشر الزميل وليد حسني تحقيقا رائعا في صحيفة العرب اليوم يشكر عليه، حيث بين فيه تكلفة مياومات سفر النواب، حيث بلغت في 13 شهرا (400 ،225
) الف دينار فقط لاغير وذلك غير تذاكر السفر والسلف المالية، أي ان الرقم من الممكن أن يتضاعف الى أضعاف مضاعفة.
ما أقساها من مقارنة حين يذهب سفراء الوطن الى اكثر الاماكن اشتعالا بالفوضى تحقيقا لمصلحة الدولة العليا، وحين يذهب نواب الوطن الى اكثر الاماكن اشتعالا "بالهشك بشك".
يقول تقرير الزميل على لسان النائب الاول لرئيس مجلس النواب ان النواب يعتذرون عن السفر عندما لا يعجبهم البلد _ شحاد وبتشرط _ أي ان الهدف ليس المشاركة في المؤتمرات واكتساب الخبرات بقدر ما هو "طشّة" على حساب شعب بات يصيح من شراء جرة الغاز بعد أن أصبح سعرها "عشر ليرات" !!
يطلبون منّا ان نشد الاحزمة على البطون.. ويطلبون من النواب ان يختاروا السفر من شيكاغو الى ملبورن.. فأين العجز والمديونية وانهيار الدينار من سفرات اصحاب السادة النواب ؟!!
ذكر الزميل العزيز قائمة الدول التي سافر لها الرحالة النواب بحيث لم يتركوا "زقّة" من "زقاق" العالم الا وزاروها .. واستقوفتني من كل تلك الزيارات زيارتهم الى الجبل الاسود !!
بلد يبلغ عدد سكانه 600 الف يعني الزرقاء أكبر منه، ولغتهم: مونتنغرية يعني مش عارف كيف فهمتوا عليهم، واشهر صناعاتهم: الملح، والانتاج الزراعي: التين !! والناتج المحلي للفرد: 1500، يعني شو "موّديكو" على الجبل الاسود وبفضل مراقبتكم، وغفواتكم، ومشاجراتكم، وصيحاتكم ، وغياباتكم أصبح كل شيء في الاردن أسود أكثر من الجبل الاسود ذات نفسه !!
حين تمر أية دولة في ظروف مالية صعبة يبادر المسؤولون من نابع حس وطني صادق بترشيد النفقات وبأنفسهم اولا حتى يكونوا قدوة لغيرهم من باقي افراد الشعب..
نحن كل ما زداد العجز والمديونية بالمليارات ازدادت السفرات وارقام المياومات..
رحم الله من قال: اللي استحوا ماتوا !!
(العرب اليوم)