القضية الأرثوذكسية .. حان دور الشباب
اسعد العزوني
18-05-2014 12:35 PM
خمسون دقيقة بالتمام والكمال ، أمام رئاسة الوزراء مساء السبت الماضي ،حسمت خارطة طريق القضية العربية الأرثوذكسية ،من كافة جوانبها،وأول العتبات الإبلاغ بأن الشباب العربي الأرثوذكسي ،ويتقدمهم الشاب المهندس باسم فراج ، تسلموا ملف أم الكنائس ،وتعهدوا بمواصلة طرق الخزان ،لإيصال صوتهم لكل أطراف القضية الأرثوذكسية ،وهي الحكومة الأردنية صاحبة الولاية على المقدسات العربية في القدس، والبطريركية اليونانية المحتلة ،والشباب الأرثوذكسي،والرعية الأرثوذكسية بشكل عام.
أما العتبة الثانية فهي الولاء والإنتماء لجلالة الملك عبد الله الثاني والأردن ،حيث بدأت الفعالية بالتعييش لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، وعزف السلام الملكي الذي يرمز للسيادة ونبض الحضارة ،وكان الهدف الثاني من وراء ذلك هو إيصال رسالة نافرة الحروف لجلالة الملك عبد الله الثاني ،أنه الملاذ والملجأ لكل ملهوف ومظلوم في هذا البلد.
كان التجمع الأرثوذكسي أمام رئاسة الوزراء له طعم آخر ،إذ أن الشباب العربي الأرثوذكسي تسيد الموقف ،وإستعرض عروبته بكل إخلاص وفخر ،ونجح في عرض قضيته مجددا أمام الرأي العام الأردني على الأقل،ومن الشعارات التي رفعت:"يا حكومة أبناؤك الأرثوذكس مغتربون في وطنهم"!!
لم يغفل الشباب العربي الأرثوذكسي في خطابه الوحدة الوطنية ،إذ دعوا للتعاون الكامل مع الهيئات الأرثوذكسية في الأردن وفلسطين،كما شخصوا الوضع بلافتة تقول ": البطريرك اليوناني يستبيح ممتلكات الكنيسة"؟!
إجتهد الشباب العربي الأرثوذكسي في تصوير معاناتهم الناجمة عن غطرسة الإحتلال اليوناني لكنيستهم التي تعد أم الكنائس،وأكد المهندس باسم فراج في كلمته على سلمية الحراك ،وطالب بإصلاح الكنيسة المقدسية وفق القوانين الأرثوذكسية ،للمحافظة على كرامة العرب الأرثوذكس في بلد التسامح الأردن ،وفي فلسطين.
وذكر المهندس فراج أن البطريرك اليوناني ثيوفولوس ،يتعمد مخالفة القانون الأردني رقم 27 لعام 1958،بعدم سيامته مطارنة عربا يمتازون بالكفاءة اللاهوتية ،ويعرفون معنى الإخلاص لكنيستهم ورعيتهم، كما أنه يواصل تسريب ممتلكات الكنسية المقدسية لليهود ،وهو بذلك يساعد إسرائيل في تهويد القدس وفلسطين بشكل عام.
كما ذكر الشباب العربي الأرثوذكسي بالعهدة العمرية التي خطها البطريرك العربي الدمشقي صفرونيوس للخليفة عمر بن الخطاب بعد فتح القدس وتسلمه مفاتيحها ،وإشترط عليه ":شرط ألا يساكننا فيها يهودي"؟!!!! مؤكدين إعتزازهم بها لأنها حفظت كنيستهم وحافظت عليها ،حتى تسلل إليها اليوناني جرمانوس قبل نيف وخمسماية عام ،وحولها إلى مرتع لليونان .
شدد الشباب العربي الأرثوذكسي على رفضهم لممارسات الرهبان اليونان ،وفي مقدمتها نبذ وإقصاء الرهبان العرب ،وشرحوا قصة الأرشمندريت الشاب الملتزم حنا عطا الله التي ترفض البطريركية اليونانية سيامته مطرانا وتمنعه من دخول أخوية القبر المقدس ، بسبب عروبته الحقة وشدة إخلاصه لرعيته ،وهتفوا بصوت واحد:"أبونا حنا حقو علينا".
طالب الشباب العربي في وقفتهم الحضارية السلمية أمام رئاسة الوزراء ،بفتح أخوية القبر المقدس للمطارنة العرب ،وإشراكهم في تقرير مصير كنيستهم وخدمة رعيتهم،كما طالبوا بإعادة المطارنة العرب الذين هاجروا إلى الخارج هربا من ظلم البطريرك اليوناني،وناشدوا الحكومة الأردنية بسحب جوازات السفر الأردنية من الرهبان اليونان ومنع تجنيسهم ،حتى يرعووا ويوقفوا ظلمهم الواقع على الرعية الأرثوذكسية في الأردن وفلسطين.
في لفتة حضارية تنم عن ولاء وإنتماء شديدين لجلالة الملك وللأردن ،أكد الشباب العربي الأرثوذكسي ،أن حراكهم السلمي سيستمر ولكن بعد مغادرة ضيف جلالة الملك عبد الله الثاني للأردن غبطة البطريرك فرانسيس بابا الفاتيكان ،وذلك إكراما وإجلالا لجلالة الملك عبد الله الثاني،وإحتراما لقداسة البابا ،ولقطع الطريق على من تسول له نفسه النيل من الحراك الشبابي الأرثوذكسي.
ومن ضمن الرسائل التي إجتهد الشباب العربي الأرثوذكسي إيصالها للرأي العام الأردني وصانع القرار في الأردن ،أن عدد العرب الأرثوذكس في الأردن وفلسطين يبلغ 200 ألفا ،يتولى أمورهم الدينية 100 راهب يوناني جرى إحضارهم من الجزر اليونانية ،ويعتبرون كنيسة القيامة مشروعا إستثماريا مدرا للربح، مؤكدين أنهم عرب أقحاح وليسوا بقايا صليبيين كما وصفهم البطريرك ثيوفولوس ذات مرة وقال أن الكنيسة المقدسية يونانية .
كان الشباب العربي الأرثوذكسي حريصين على إبراز هويتهم العربية ، وتأكيد إنحيازهم المطلق لشعبهم في فلسطين ،بقولهم أن هناك من يشوه صورة العرب الأرثوذكس في فلسطين على وجه الخصوص للإساءة للقضية الأرثوذكسية ،من خلال قيام البعض من المنحرفين بالدعوة إلى إنخراط الشباب العربي الأرثوذكسي في جيش الإحتلال الإسرائيلي.
ولم يغفلوا عن التذكير بأن البطريرك اليوناين ثيفولوس يمارس سياسة فرق تسد "أردني -فلسطيني "ليسهل عليه السيطرة على الجميع ،وبالتالي تنفيذ أجندته التي تؤدي إلى إفراغ أم الكنائس من دورها ورسالتها،كما حذروا من إتساع رقعة مساحة يهوذا الإسخريوطي في صفوف الرعية الأرثوذكسية.